الشيخ احمد العربى ترك
أهلاً ومرحبًا بك في المنتدى
يسعدنا تسجيلك في المنتدى ومشاركتك معنا
الشيخ احمد العربى ترك
أهلاً ومرحبًا بك في المنتدى
يسعدنا تسجيلك في المنتدى ومشاركتك معنا
الشيخ احمد العربى ترك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الشيخ احمد العربي ترك جزيرة شندويل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 50
الموقع : مصر

لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان  Empty
مُساهمةموضوع: لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان    لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان  I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2012 10:38 am

لقــط المرجـان
فــــى
مشروعيـة الختـان




جمع وإعداد
الشيخ / أحمد عبد الله تُرك
1424هـ  2005م



بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمه :


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ،،
إن أعداء الإسلام يكيدون للإسلام بشتى الوسائل والطرق  ، والعجب العجاب أنك ترى لهم فى هذا الزمان أبواباً وآذاناً هم أشد خطراً على الإسلام من أعدائه 0
حاربوا الإسلام بالسيف فلم يستطيعوا فعمدوا إلى الحرب الفكرية بالتشكيك فى شعائر الإسلام وثوابته ولا يرمون من وراء ذلك إلى هدم الدين وإبعاد الناس عن منهج رسول رب العالمين 0
يقول الله تعالى : ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون )  0
فنجد أن أعداء الإسلام قد اجتمعوا عن بكرة أبيهم من كل صوب وجدب يريدون ارجاع الناس عن دينهم يقول تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم )  
فقامت منظمة أجنبية بإرسال وفد إلى قريتنا والقرى المجاورة والمراكز الأخرى يرافقهم بعض دعاة الأوقاف وهذا أمر عجيب ، كيف يرضى علم من علماء الأوقاف أن يبيع دينه بدراهم أو يجامل ويحابى الآخرين على حساب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها الدنيا إذا حلت أوحلت وإذا كست أوكست وإذا أينعت نعت وكم من قصور تبنى وماتينا وكم من مريض عدنا وما عدنا وكم من ملك رفعت له علامات فلما أن علامات ، وأعجب كل العجب أن يجامل رجل قد بلغ من العمر الستين وجاوزها والرسول صل الله عليه وسلم يقول ( أعمار أمتى بين الستين والسبعين وأقلهم من يجوز ذلك )   ، أى أن الإنسان فى هذه السن الحرجة يكون قد اقترن رحيله من هذه الدنيا الفانية فهل يعامل الله تعالى وهو يجامل الباطل ويرضى به والساكت عن الحق شيطان أخرس ) 0
والمشارك للظالمين الراضى بفاعلهم ظالم متكلهم وتحفزنى فى هذا الموقف مقولة للإمام أحمد رحمه الله للسجان الذى كان يقوم به قال يا إمام حديث الظلمة وأعوانهم صحيح قال نعم قال الإمام ولما قال لأنى من أعوان الظالمين قال الإمام أحمد بل أنت من الظالمين أعوان الظالمين من يصلح لك ثوبك وشعرك وطعامك "   يا للعجب من عالم قد إستأمنه الله عز وجل على تكاليف الإسلام وشرائعه يمضى مع هذه المنظمة الظالمة ليدلس على عامة الناس شعيرة من شعائر الإسلام 0
ومن حسن الحظ أننى إلتقيت مع هذا الوفد لهذه المنظمة بدعوى من بعض الشباب المخلصين وإذا بى أجد من يرافق هذا الوفد وكيل وزارة سابق ، وإبتدأ حديثه فهو يحمل معه بحثاً مكون من عدة مقالات يصل إلى السبعين صفحة تقريباً وقال أشك أن ختان الذكور سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ختان الإناث لم يرد فيه حديث صحيح وجملة ما ورد فيه أحاديث ضعاف بل إن الختان يرثر على المرأة ويضعف عندها الشهوة 0000 الخ فابتدرته قائلاً مع إحترامى لفضيلتكم ومع احترامى لسن فضيلتكم فإن فضيلتكم تخلطون بين الآراء فالختان سواء للرجال والنساء سنة بل إن بعض الفقهاء قال بوجوب الختان للرجال والنساء وأخذت أعدد له الأدلة وأقوال الأطباء ولكن دون استجابة بل إنه ثارت ثائرته فقال لى كيف تقول لى إنك تخلط فى الاراء وأنا أستاذك فقلت له قالوا فى الماضى ( إعرف الحق تعرف أهله ) ( لا يعرف الحق بالرجال ) وكان فى الجمع عدد كبير من عامة الناس وبعض المثقفين وخريجى الأزهر الذين وجدت فيهم تأييداً وقبولاً بفضل الله عز وجل 0
وحان وقت صلاة العشاء فاستئذنت للصلاة وخرجت مع من رافقنى فى هذه الندوة وذهبنا إلى المسجد ولكن ما إن فرغنا من الوضوء حتى وجدنا الإمام قد فرغ من الصلاة وإذا بى أجد مجموعة يؤدون الصلاة فأديت معهم وإذا فيهم هذا الوكيل للوزارة وما إن فرغنا من الصلاة حتى إبتدرنى قائلاً أأنت تتبع الجمعية الشرعية وخطيب الأوقاف عندنا قلت نعم هل تريد أخذ إسمى قال لا 0 ولكن كتاب الدين الخالص التابع للجمعية الشرعية يقول بعدم الختان فقلت له هذا لم يحدث وعلى فرض حدوثه وهذا لا يحدث إن كان فكل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم 0
وقلت له هدفنا الحق فقال وانا ايضاً هل هدفى الباطل فقلت الله أعلم ، فقلت له إن العلماء قالوا قد قالوا بأهمية ومشروعية الختان فقال لى إن الأحاديث الواردة ضعيفة فقلت له فيوجد أحاديث أخرى قوية مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا التقى الخاتنان ) صحيح ، فقلت له ( خمسة من الفطرة ) فقال لى هل لك فى معرفة تخريج الأحاديث أو هل تعلم تخريج الأحاديث فقلت له فأنا متخصص ( خريج كلية أصول الدين قسم الحديث النبوى الشريف ) فقال لى : قد يعرف الإنسان الحق ( لا عبرة بكبر السن ولا بصغره ) وذكر لى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن من الشجر شجرة ) وهو حديث البخارى فقال لى أكمل هذا الحديث فقلت له اتختبرنى ( فذكرت له كمالة الحديث  ورواياته وأن أن عمر قد عرف الإجابة والصحابة لم يعرفوها وأن عمر عندما قال له آتيه يا أبتى كنت أعرفها فقال عمر لأن كنت قلتها كان أحب لى 0
ثم قال لى إننا اختلفنا فى الرأى أمام الناس فتعالى معى ثانية ونظهر أمام الناس أننا اتفقنا فقلت له علاما نتفق على سنية الختان أم على غير ذلك كما تزعم هذه المنظمة 0
فقال أقسمت عليك لتذهبن معى فقلت له لا أذهب وما قلته قد عرفته فأصر على أن أذهب معه إلى المجلس الذى كنا فيه فوجدته ما زال مصراً على رأيه فاستئذنته دقائق وذهبت إلى منزلى فأحضرت له كتاب فقه السنة للشيخ السيد سابق وبحث كامل للدكتور ( على الشريف ) بمجلة التوحيد وقد كان سابقا يستشهد بكلام السيد سابق فلما أحضرت ( فقه السنة ) وقرأت عليه كلام الشيخ وبحث الدكتور ظل يحاول ويجارى ويناقش بالباطل وهو فى داخله مقتنع تمام الإقناع بكلامى وبكلام العلماء وأخذ يقرأ من أبحاثه التى أعدتها له المنظمة وفيها ما فيها من ركاكة فى الالفاظ وعدم الأمانة فى النقل وعدم الصدق فى التخريج للأحاديث وعدم التخصص لكاتبيها إلى غير ذلك من الأخطاء التى أحصيتها عليهم 0 وظل النقاش ما يقرب من الساعتين وقام منظم الندوة باستسماحى فى اعداد ندوة أخرى فى وقت آخر فقلت لهم على الرحب والسعة ولكن مرت الايام فأخذوا يؤجلون شهرا بعد شهر إلى أن صرف الله شرهم عن المسلمين ولله الحمد والمنة 0
هذا ملخص ما دفعنى إلى جمع هذه الرسالة المتواضعة التى أسأل الله لها القبول والإنتشار إنه ولى ذلك والقادر عليه 0
المؤلف


***

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، ونصلى ونسلم على خاتم أنبيائه ورسله ، نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله الذى أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ورضى الله عن آل بيته وخلفائه ، وسائر أصحابه ، والتابعين بإحسان 00
وبعد 0
فلقد كثر اللغط والجدل حول مشروعية ختان الإناث ، وكثرت فيه الأقوال ما بين معارض ومؤيد ، وبدا ذلك واضحاً أثناء فترة انعقاد مؤتمر السكان الأخير ، وازداد ذلك حدة بعد أن انفض ذلك المؤتمر بما انطوى عليه ، ولقد أثار المعارضون للختان الكثير من الشبه والشكوك حول مشروعيته ، وبلغ ذلك مداه إلى حد التصريح بعدم مشروعيته ، وأنه ليس فيه سنة تتبع ، إلى القول بعدم وروده فى كتب الفقه ، وتجاوز بعضهم ذلك ـ تطاولاً وتسفهاً ـ فوصفه بأنه عادة مرذولة ، توارثها الناس عن قدماء المصريين ، وغير ذلك مما أثاروه وأعرضنا عنه تعففاً وترفقاً ، هذا ، وما أثاره هؤلاء أقل من أن يرد عليه ، أو حتى يتلفت إليه ، لكن حسماً لهذا اللغط والجدل ، وإخراجاً للناس مما هم فيه من الحيرة والبلبلة ،أردنا أن نبين حكم الشرع فى ختان الإناث ، خاصة إذ هو مثار الخلاف والجدل القائم حتى الآن 0
تتضح الحقيقة فى هذه المسألة للجميع جلية دونما خفاء أو التواء 0
لقد كانت حياة الناس مستقرة وعادية ، ولكن نتيجة لهذا التشكيك الذى حدث : أصبح الناس فى حيرة من أمرهم ، كيف عاشوا هذه الفترة الطويلة من عمر البشرية : وهم يمارسون هذا الخطأ ، ولم يجدوا من يرشدهم أو يأخذ بأيديهم إلى بر السلامة والأمان ؟ !! أليس فيهم رجل رشيد ، ينبههم إلى هذه لمخاطر وهذه الأمراض ، وأمام هذه المفاجأة التى لفتت الأنظار ، وشغلت الناس على اختلاف طبقاتهم ، نظر الناس حولهم ، فوجدوا أهل الاختصاص الطبى والدينى بعيدين عن الساحة ، لم يتوجه أحد إليهم بسؤال فى هذه القضية التى اشعل أدعياء العلم : نيرانها ، بينما انفتحت الساحة على مصراعيها واتسع الميدان لكل من " هب ودب " رجالاً 00 ونساءا 00 وشباباً 00 ذكورا 00 وإناثا للحديث عن " الختان " طبياً ودينياً 0 وغاب عن الجميع : أن " الأمية " الدينية التى انتشرت فى دنيا الناس هى السبب فى كل ما يجرى 0
ولو أننا توجهنا ـ منذ البداية ـ إلى أهل الاختصاص : ما حدثت هذه الحيرة ، وما وجدت هذه البلبلة الفكرية فى أية قضية تبدو فى حياتنا اليومية 0
إننا مأمورون بذلك فى قوله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " 0وأهل الذكر فى هذه القضية التى حيرت الجميع هم :
ـ الأطباء الثقات العدول              ـ الفقهاء الموثوق بهم وبعلمهم
تمهيد :
كثر الكلام فى هذه الأيام عن  " الختان " وقد ظل الناس من قديم يمارسونه جيلاً بعد جيل 0
وفجأة 00 وبعد ألف واربعمائة وثمانية عشر عاماً استيقظ النائمون الدين يدعون الحرص على مصالح المسلمين ، ليحذروهم من أخطار الختان واضراره ، بعد أن ظلوا صامتين لا يتكلمون ، ولا يتحركون ، مع أنهم وآباءهم وأمهاتهم وكل من سلف من أصولهم رجالاً ونساءا قد أجرى لجميعهم ذلك " الختان " الذى يحاربونه اليوم 0
فهل عرف هؤلاء ما جهله من سبق من أصولهم ـ رجالاً ونساءاً ـ ؟؟ ولماذا لم تظهر هذه الأضرار المزعومة فى أسلافهم لو كانوا يعقلون 0
إن سكوتهم وصمتهم : هذه الفترة الطويلة ـ من عمر هذه الأمة ـ مع علمهم بهذه الأضرار : خيانة فى حق المجتمع المسلم ، وطعن فى ثقافة الأمة ودينها ، واتهام لفقهائها بالجهل والتقصير  ، فالدين النصيحة وهؤلاء الذين استيقظوا فجأة : لم يبذلوها إلا متأخرين ، بعد ألف وأربعمائة وثمانية عشر عاما ، بد أن اختلط الحابل بالنابل وتكلم كل من هب ودب دون سند شرعى أو أساس علمى 0
وتاهت الأمة ، ولم تجد من يأخذ بيدها ، وينير أمانيها على الطريق ، وخاصة بعد أن ادعى المدعون : أن أحاديث الختان ضعيفة وأن الختان عادة قديمة ، فرعونية ، أو إفريقية  وأن الختان ليس من شعائر الإسلام وأن بيت النبوة الشريف لم يعرف " الختان " 0
فهل هذا كله كان خافياً على هؤلاء السادة المصلحين ، ولم يعرفوه إلا فى هذه الأيام ، فأخذوا يهرفون بما لا يعرفون ؟؟ !
إن " الختان " عملية قديمة ، عرفها الناس منذ فجر التاريخ  ، واهتموا بها وبشأنها ، واشتهرت بينهم وظلوا يفعلونها حتى جاء الإسلام ، وأشرقت شمسه على العالم ، وما زالوا يفعلونها حتى يومنا هذا ، وسوف يستمرون عليها إن شاء الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ـ وهم يستعدون لها ويحسبون الأيام من أجلها 0
ولا غرابة فى هذا أبداً ، فالختان : سنة شرعية وشريعة إبراهيمية وملة خليلية ومن ثم كان الاهتمام بها  0
إعلان الحرب ضد الختان :
ظهر هؤلاء المعارضون فجأة ـ رجالاً ونساء ـ وأعلنوا حربا ضارية وشنوا حملة شرسة ، ضد " الختان الإسلامى " دون أن يعرفوا ضوابطه وصورته التى رغب الإسلام فيها ، ودعا الناس إليها 0
وبدأت الحرب الضارية ، والحملة الشرسة ضد ختان الإناث ثم تطورت حتى شملت : ختان الذكور فأصبح " ختان الإناث " وختان الذكور ممنوعاً على حد سواء تقليداً لما يجرى فى غير بلاد المسلمين ، لما فيه من مخاطر وأضرار كما يزعمون 0
ولقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية منذ عامين ـ كما جاء فى مجلة المصور بتاريخ 18/7/1997م ـ مظاهرات الجمعيات الطبية ضد ختان الذكور والإناث فى أمريكا الشمالية 0
ودار حوار فى الكونجرس الأمريكى حول مضار " الختان " بعد أن أثبتت الدراسات الطبيـة خطورة هذه العمليـات على صحة الأطفال الإناث والذكور 0
نائبة أمريكية تنجح فى منع الختان :
وجاء فى صحيفة " المصور " أيضا بتاريخ 18/7/1997م أن نائبة أمريكية اسمها " باتريشيا شرودر " قدمت دراسة للكونجرس الأمريكى تقول فيها " إن عشرة آلاف طفلة أمريكية تتعرض لمخاطر الختان فى الولايات المتحدة الأمريكية وأنها عكفت على دراسة هذا الموضوع الخطير ، لتنقذ البنات البريئات ، وبهذا بدأت مشوارها الطويل ضد هذه العملية داخل البرلمان الأمريكى وقدمت مشروع قانون لإلغاء هذه العملية فى اكتوبر 1993م ونجحت النائبة الأمريكية " باتريشا شرودر " فى انتزاع قرار من الكونجرس الامريكى بمنع ختان الإناث فى الولايات المتحدة أما ختان الذكور فلا تزال الجمعيات الطبية الامريكية تسعى لمنعه رسميا ، إذ يتعرض آلاف الأطفال الذكـور لمشاكـل صحية ونفسيه من اجراء تلك العملية !!  0
إن هذا الكلام الذى يحدث فى المجتمعات غير الإسلامية تأثر به ضعاف الإيمان نتيجة لجهلهم بتعاليم الإسلام ومن قد جرفهم هذا التيار فقالوا ما قالوا 000 وبئس ما قالوا لو كانوا يعلمون !!
أمريكا وراء منع الختان :
من المعروف ـ بداهة ـ أن العداء للإسلام قديم ، وهذا العداء يختلف من عصر إلى عصر ، حيث يأخذ الصورة المناسبة التى تحقق الغرض المقصود ، والهدف المنشود ، مع أن الإسلام لا يضيق ذرعاً بمخالفيه بل يفتح صدره لكل أجناس البشر على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم ، حيث يقرر مبدأ " لهم ما لنا وعليهم ما علينا " حتى يعيش الجميع فى ظل الإسلام فى أمن وسلام ، ومع كل هذا يحاربون الإسلام ويبذلون جهدهم لتشويه صورته 0
فأمريكا ـ كما جاء فى جريدة الأهرام بتاريخ 31/7/1997م تتحرك لتطالب مصر بإصدار قانون يمنع ختان البنات المصريات 0
والسيد / إلهامى عمارة عضو اتحاد الكتاب يكتب فى الأهرام بتاريخ 3/8/1997م يقول : أصدرت الأمم المتحدة بياناً أعربت فيه عن استيائها من إجراء إعادة ترخيص عملية الختان فى مصر : عن طريق حكم المحكمة الإدارية ، ووصفته بأنه رجعة إلى الوراء !! واستطرد الكاتب يقول : ومما لا شك فيه أن عدم وجود مساهمات إعلامية للثقافة الجنسية المبسطة ، أدى إلى عدم معرفة معظم فئات المجتمع للأخطار والأضرار الناجمة عن ممارسة هذه العادة 0
ومما يزيد المسألة تعقيداً هو : الاقتناع السائد بأن الإتيان بهذا هو تطبيق لسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ استناداً إلى بعض الأحاديث المشكوك فى صحتها وغير المقطوع بصحة إسنادها ، فالقاعدة الشرعية تنص على أن إيلام الحى غير جائز مالم تكن المصلحة تفوق الألم ، والختان فضلا عن آلامه المبرحة فإنه يعد انتهاكاً بدنياً ، وأذى بالغاً ليس له ما يبرره  ، وهذا إلى جانب الأضرار الصحية والجنسية والنفسية الكبيرة التى بسببها !!
وهكذا يستمر المعارضون لمشروعية الختان الإسلامى فى مغالطاتهم لعدم معرفتهم بأمور دينهم ـ وجهلهم الفاضح بتعاليم الإسلام ليشوهوا صورة الإسلام المشرقة ولكن الله حافظ دينه ، " والله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون " 0
دعوة لعضوات مجلس الشعب :
وفى إطار الحملة المسعورة لتشوية صورة الإسلام والإلحاح الشديد لمنع الختان الإسلامى كانت دعوة المعارضة للختان الشرعى ونداؤهم الصارخ لعضوات مجلس الشعب ، كما جاء ـ فى مجلة المصور بتاريخ 18/ 7/1997م لا بد أن تنهض عضوة من مجلس الشعب فتقدم مشروع قانون بإنهاء عمليات الختان فى مصر إن عندنا عضوات برلمان قادرات على عمل ذلك ، فلماذا لا تبادر واحدة منهن كما بادرت النائبة الأمريكية " باتريشيا شرودر " وقدمت مشروعها إلى الكونجرس الأمريكى ، ونجحت فى استصدار قانون بمنع ختان الإناث فى الولايات المتحدة الأمريكية وإن لم تستطع عضوة فى البرلمان المصرى عمل ذلك لماذا لا تقدمه المنظمات النسائية غير الحكومية فى مصر 0
ونعود فنقول للمعارضين : إن الختان الإسلامى تختلف صورته عن الختان الذى عشش فى عقولهم وارتسمت صورته فى نفوسهم بسبب جهلهم بتعاليم دينهم ، إن الختان الذى يعرفونه ليس هو الختان الذى شرعه الإسلام ورغب المسلمين فيه 0
إن الختان الذى يتصورونه مختلف كل الاختلاف عن الختان الإسلامى لأنه من صنع الناس وجهلهم بدينهم وليس اتباعاً لهدى الإسلام 0
وفى الحق أنه ـ يسىء إلى هذا الإسلام ـ من الناس فريقان :
مسلم أو مسلمة كلاهما يمارس بعض شعائر هذا الدين على حال ليست من الإسلام فى شىء ، فلا هو أدى الشعيرة على خير وجوهها ، ولا هو صان الشريعة بالرجوع إلى المختصين ليقع عمله على أحسن ما يريد هذا الدين وعدو كاشح يتلمس هذه الأخطاء فتدفعه بغضاؤه إلى الحمل على الدين ، والكيد له ، وإطلاق ألسنته الحداد على شعائره  00 من أولئك الذين قال الله ـ تعالى ـ فيهم : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )  0 وكم للقتال من أساليب 00 هذا أحدها 00! يرمون من ورائه اليوم إلى إبطال شعيرة ختان البنات ، والله من ورائهم محيط 00
( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون 0 هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الدق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 0  


***


الختان

التعريف :
الختان والختانة لغة : الاسم من الختن ، وهو قطع القلفة من الذكر والنواة من الأنثى ، كما يطلق الختان على موضع القطع ، يقال : ختن الغلام والجارية يختنها ويختنهما ختنا 0
ويقال غلام مختون ، وجارية مختونة ، وغلام وجارية ختين ، كما يطلق عليه : الخفض والإعذار ، وخص بعضهم الختن بالذكر ، والخفض بالأنثى ، والإعذار مشترك بينهما  0
والعذرة : الختان ، وهى كذلك الجلدة يقطعها الخاتن ـ وعذر الغلام والجارية يعذرهما عذراً وأعذرهما ختنهما 0
والعذار والإعذار والعذيرة طعام الختان   0
فى مصطلح الفقهاء :
  ولا يخرج استعمال الفقهاء للمصطلح عن معناه اللغوى قال الله تعالى : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين )   وفى الحديث الشريف   :  " اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة "  وروى أبو هريرة   ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر "
وقد تحدث الإمام النووى الشافعى فى المجموع   فى تفسير الفطرة بأن أصلها الخلقة 0  قال الله تعالى : ( فطرت الله التى فطر الناس عليها )  
واختلف فى تفسيرها فى الحديث ، قال الشيرازى والمارودى وغيرهما : هى الدين ، وقال الإمام أبو سليمان الخطابى : فسرها أكثر العلماء فى الحديث بالسنة ، ثم عقب النووى ـ بعد سرد هذه الأقوال وغيرها ـ بقوله : قلت تفسير الفطرة هنا بالسنة هو الصواب ، ففى صحيح البخارى عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من السنة قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر " وأصح ما فسر به غريب الحديث ـ تفسيره بما جاء فى رواية أخرى ، لا سيما فى صحيح البخارى 0
أدلة مشروعيته :
مما لا ريب فيه أن مشروعية ختان الإناث ثابتة فى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفى أقوال أهل الذكر من الفقهاء والمحدثين وغيرهم 0 فمن القرآن الكريم قول الله تعالى : ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )   ولا شك أن بالختان يتحقق الخير للفتاة ويتم لها به المصلحة والمنفعة ، فهو وقاية لها من الأمراض الخطرة ، ولا أدل على ذلك من قول بعض الأطباء : ( إن عدم الختان يجعل الإفرازات والبكتريا والفيروسات تتراكم فى هذا المكان ، ويسبب ذلك الالتهابات وسرطان الفرج ، وتنتقل هذه الالتهابات إلى الداخل فتحدث بذلك عقماً أولياً ) ويضيف قائلاً : ( كما أن سرطان الفرج فى بلادنا أقل بكثير عن البلاد الأخرى التى ليس بها ختان ، كما أن الختان لا يؤثر على الاستجابة بين الزوجين ، وأى قول غير ذلك لا أساس له من الصحة ) 0  ، وتقول إحدى الطبيبات المتخصصة فى أمراض النساء والتوليد : ( إن الختان بالشكل الذى أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر عملية تجميل تستكمل الأنوثة كما تساعد على النظافة والصحة وقد أظهرت الدراسات العلمية ، أن معدل حدوث سرطان الفرج يقل كثيراً فى مصر عنه فى البلاد الأوربية بفضل انتشار ختان الإناث ، حيث إن قطع الجزء الزائد يمنع تراكم الإفرازات الضارة التى يؤدى وجودها إلى نمو البكتريا ، وحدوث الالتهابات المزمنة )   ، كما أن الختان من الناحية الأخلاقية تكريم للمرأة وصيانة لعرضها وعفتها ، فتركه يهيج الشهوة ويثير الغريزة عندها ، ويكثر من ممارسة المراهقات للعادة السرية التى تشكل خطرا على عذريتهن كما تقول الطبيبة سابقة الذكر ، ويؤدى ذلك كله إلى إشاعة الفاحشة وإثارة الفتن ، وإنتشار الرذيلة ، ومن ثم يتبين لذوى البصائر أن الختان خير تتحقق به المنافع والمصالح للفرد والمجتمع رجالاً وإناثاً ومن ثم يتناوله الأمر بفعل الخير الوارد فى الآية الكريمة السابقة 0
ومما ورد فى ختان الإناث من القرآن كذلك ـ قول الله تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )   والختان مما أتانا الرسول صلى الله عليه وسلم وجاءنا به كما سنذكر ذلك فيما بعد ، ولقد أمرنا الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله فى كثير من آيات القرآن الكريم ، والتى منها على سبيل المثال لا الحصر : ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول 000 )  ، ( وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون )   ، ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم )  0
حكمه 00 واختلاف الأئمة فيه :
وقد اختلف أئمة المذاهب وفقهاؤها فى حكم الختان ، قال ابن القيم   فى كتابه ( تحفة المودود ) : اختلف الفقهاء فى ذلك :
فقال الشعبى وربيعة والأوزاعى ويحيى بن سعيد الأنصارى ومالك والشافعى وأحمد : هو واجب ، وشدد فيه مالك حتى قال : من لم يختتن لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته 0
ونقل كثير من الفقهاء عن مالك ، أنه سنة ، حتى قال القاضى عياد ، الاختتان عند مالك وعامة العلماء سنة ، ولكن السنة عندهم يأثم تاركها فهم يطلقونها على مرتبة الفرض والندب 0
وقال الحسن البصرى وأبو حنيفة : لا يجب بل هو سنة وفى فقه الإمام أبى حنيفة   : " أن الختان للرجال سنة وهو من الفطرة ، وللنساء مكرمة ، فلو اجتمع أهل مصر ( بلد ) على ترك الختان قاتلهم الإمام ، لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه 0
والمشهور فى فقه الإمام مالك فى حكم الختان للرجال والنساء كحكمة فى فقه الإمام أبى حنيفة 0 وفقه الإمام الشافعى   : أن الختان واجب على الرجال ، ومكرمة فى حق النساء ، وليس بواجب عليهن ، وفى رواية أخرى عنه أنه واجب على الرجال والنساء كمذهب الإمام الشافعى 0
وخلاصة هذه الأقوال   أن الفقهاء اتفقوا على أن الختان فى حق الرجال ، والخفاض فى حق الإناث مشروع ، ثم اختلفوا فى وجوبه ، فقال الإمام أبو حنيفة ومالك ، هو مسنون فى حقهما ، وليس بواجب وجوب فرض ، ولكن يأثم بتركه تاركه 0
وقال الإمام الشافعى : هو فرض على الذكور والإناث وقال الإمام أحمد : هو واجب فى حق الرجال ، وفى النساء عند روايتان أظهرهما الوجوب ، والختان فى شأن الرجال : هو قطع الجلدة التى تغطى الحشفة ، بحيث تنكشف الحشفة كلها ، وفى شأن النساء : قطع الجلدة التى فوق مخرج البول دون مبالغة فى قطعها ، ودون استئصالها وسمى هذا بالنسبة لهن ( خفاضاً ) 0
الدليل على خفاض النساء :
وقد استدل الفقهاء على خفاض النساء بحديث أم عطية رضى الله عنها قالت : إن امرأة كانت تختن بالمدينة ، فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم " لا تنهكى ، فإن ذلك أحظى للزوج وأسرى للوجه " وجاء ذلك مفصلاً فى رواية أخرى تقول : ( إنه عندما هاجر النساء كان فيهن أم حبيبة وقد عرفت بختان الجوارى ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها  : يا أم حبيبة ، هل الذى كان فى يدك هو فى يدك اليوم ؟ فقالت : نعم يا رسول الله إلا أن يكون حراما فتنهانى عنه ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل هو حلال 0 ( فأدن ) منى حتى أعلمك ، فدنت منه ـ فقال : أم حبيبة ، إذا أنت فعلت فلا تنهكى ، فإنه أشرق للوجه وأحظى للزوج   0 ومعنى لا تنهكى : لا تبالغى فى القطع والخفض ويؤكد هذا الحديث الذى رواه ابو هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم قال : " يا نساء الأنصار اختفضن ( أى اختتن ) ولا تنهكن أى لا تبالغن فى الخفاض ، وهذا الحديث جاء مرفوعاً   برواية أخرى عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما 0
وهذه الرويات وغيرها تحمل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ختان النساء ، ونهيه عن الاستئصال ، وقد علل هذا فى ايجاز وإعجاز حيث أوتى جوامع الكلم فقال : " فإنه أشرق للوجه ، وأحظى للزوج "
وهذا التوجيه النبوى إنما هو لضبط ميزان الحس الجنسى عند الفتاة ، فأمر بخفض الجزء الذى يعلو مخرج البول ، لضبط الاشتهاء ، مع الابقاء على لذات النساء ، واستمتاعهن مع أزواجهن ، ونهى عن إبادة مصدر هذا الحس واستئصاله 0
وبذلك يتحقق الاعتدال ، فلم يعدم المرأ مصدر الاستمتاع والاستجابة ، ولم يبقها دون خفض فيدفعها إلى الاستهتار ، وعدم القدرة على التحكم فى نفسها عند الإثارة 0
لما كان ذلك :
كان المستفاد من النصوص الشرعية ، ومن أقوال الفقهاء على النحو المبين والثابت فى كتب السنة والفقه أن الختان للرجال والنساء من صفات الفطرة التى دعا إليها الإسلام ، وحث على الالتزام بها على ما يشير إليه تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية الختان ، وتعبيره فى بعض الروايات بالخفض ، مما يدل على القدر المطلوب فى ختانهن 0 ومقتضى ما قاله الإمام البيضاوى عن حديث   ( خمس من الفطرة ) : أنه عام فى ختان الذكر والأنثى ، حيث قال : إن معنى الفطرة فى هذا الحديث تتمثل فى مجموع ما ورد من أن الفطرة : هى السنة القديمة التى اختارها الأنبياء ، واتفقت عليها الشرائع ، فكأنها أمر جبلى ينطوون عليه ، وقال الشوكانى   فى نيل الأوطار : إن تفسير الفطرة بالسنة لا يراد به السنة الاصطلاحية المقابلة للفرض والواجب والمندوب ، وإنما يراد بها الطريقة أى طريقة الإسلام : لأن لفظ السنة على لسان الشارع أعم من السنة فى اصطلاح الأصوليين 0


***

الختان من شعائر الإسلام :
ومن هنا : اتفقت كلمة فقهاء المذاهب على أن الختان للرجال والنساء من فطرة الإسلام وشعائره ، وأنه أمر محمود ، ولم ينقل عن أحد من فقهاء المسلمين فيما طالعنا من كتبهم التى بين أيدينا ـ قول يمنع الختان للرجال أو النساء ـ أو عدم جوازه أو اضراره بالأنثى إذا هو تم على الوجه الذى علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة فى الرواية المنقولة آنفاً 0
أما الاختلاف فى وصف حكمه ، بين واجب وسنة ومكرمة ، فيكاد يكون اختلاف فى الاصطلاح الذى يندرج عليه الحكم 0
يشير إلى هذا ما نقل فى فقه   الإمام أبى حنيفة من أنه : لو اجتمع أهل مصر على ترك الختان قاتلهم الإمام ( ولى الأمر ) لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه 0كما يشير إليه أيضاً أن مصدر تشريع الختان هو اتباع ملة ابراهيم ، وقد اختتن وكان الختان من شريعته ، ثم عده الرسول صلى الله عليه وسلم من خصال الفطرة ، وأميل إلى تفسيرها بما فسرها الشوكانى وغيره ـ حسبما سبق ـ بأنها السنة التى هى طريقة الإسلام ومن شعائره وخصائصه كما جاء فى فقه الحنفيين وليس المراد السنة الاصطلاحية ـ كما تقدم آنفاً 0
ويزيد هذا ما ذهب إليه الفقه الشافعى والحنبلى ، ومقتضى قول سحنون من المالكية من أن الختان واجب على الرجال والنساء   وهو مقتضى قول الفقه الحنفى   أنه لو اجتمع أهل بلدة على ترك الختان حاربهم الإمام ، كما لو تركوا الآذان ، وهذا ما أميل إلى الفتوى به 0
وإذ قد استبان مما تقدم أن ختان البنات ـ موضوع البحث ـ من فطرة الإسلام ـ وطريقته على الوجه الذى بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يصح أن يترك توجيهه وتعليمه إلى قوله غيره ، ولو كان صبياً لأن الطب علم والعلم متطور ، تتحرك نظرته ونظرياته دائماً 0


***

رأى الأطباء :
وآية هذا أن قول الأطباء فى هذا الأمر مختلف فمنهم من يرى ترك ختان النساء ، وآخرون يرون ختانهن ، لأن هذا يهذب كثيرا من إثارة الجنس ، لا سيما فى سن المراهقة التى هى أخطر مراحل حياة الفتاة ولعل تعبير بعض روايات الحديث الشريف فى ختان النساء بأنه مكرمة يهدينا إلى أن فيه الصون وأنه طريق للعفة فوق أنه يقطع تلك الإفرازات الدهنية التى تؤدى إلى التهابات مجرى البول وموضع التناسل ، والتعرض بذلك للأمراض الخبيثة 0
هذا خلاصة ما قاله الأطباء المؤيدون لختان النساء ، وأضافوا أن الفتاة التى تعرض عن الختان تنشأ من صغرها ,فى مراهقتها حادة المزاج سيئة الطبع وهذا أمر قد يصوره لنا ويحذر من آثاره ما صرنا إليه فى عصرنا من تداخل وتزاحم ، بل وتلاحم بين الرجال والنساء فى مجالات الملاصقة التى لا تخفى على أحد فلو لم تختتن الفتيات على الوجه الذى شرحه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة لتعرضن لمثيرات عديدة تؤدى بهن ـ مع موجبات أخرى تزخر بها حياة العصر وانكماش الضوابط فيه إلى الانحراف والفساد 0
أولاً  : بالنسبة للذكر :
لا شك أن الجلدة التى تغطى الحشفة ، وهى القلفة أو ـ الغلفة ـ كما هو مشهور على السنة الناس ـ تعتبر مرتعاً خصيباً لتكوين الإفرازات التى تؤدى إلى تعفن ، تتولد عنه جراثيم ، تهيىء للإصابة بأمراض خطيرة  ، ومن ثم يكون ختان الذكر طريقاً وقائياً يحفظ على الإنسان حياته ، ويقيه أمراضاً ، لا شك فى حدوثها إذا لم يختتن ، ومثل هذا يأخذ فى شرع الله ، حكم الوجوب والتحتيم 0
وبذلك يتخلص الإنسان من القذر والأوساخ ، والنجاسة التى تنجس تحت القلفة وبالتالى يتمكن الإنسان من الاستبراء من البول ، فى سهولة ويسر ، وفى نفس الوقت ، لا تنقص عنده لذة الجماع 0
يقول شيخ الإسلام بن تيمية : المقصود بختان الرجل ، تطهيره من النجاسة المحتقنة فى القلفة 0
وبذلك يتضح لنا أن ختان الذكر إنما شرع للنقاء من البول ، ولمزيد من الطهارة والنظافة ، وتعديل الشهوة ، وتسهيل إيصال ماء الرجل إلى رحم المرأة ،ثم إن القلفة من المستقذرات عند العرب ، وقد كثر ذم الأقلف فى أشعارهم وكان لختان الذكر عندهم : قدر وللختان وليمة خاصة وأقر الإسلام ذلك ، فلا غرابة إذا قلنا  : بوجوب ختان الذكر   0
ثانياً : بالنسبة للأنثى :
من المعلوم ـ بداهة ـ أن ختان الأنثى يترتب عليه تعديل شهوتها ، لأنها إذا لم تختن ، وظلت قلفاء كانت مغتلمة ،شديدة الشهوة ، ولهذا يقال فى المشاتمة : يا ابن القلفاء ، لأن القلفاء وهى غير المختونة ، تتطلع إلى الرجال أكثر ، لأن ترك ختانها يشعل الغريزة الجنسية عندها ، فقد تندفع بسبب ذلك إلى ما لا ينبغى ، ولذلك يوجد من الفواحش فى نساء غير المسلمين ما لا يوجد فى المسلمين ، هذا إلى جانب الإفرازات التى تكون فى هذا الموضع : مما يسبب رائحة كريهة 0
وغير المختونات لا يشعرن بالهدوء النفسى ، فهن دائماً مضطربات عندهن حدة فى الطبع ،وشرود فى الذكر ، وعصبية فى المزاج ، وتعلوا وجوههن سحنة عجيبة ، وقتامة غريبة ، يمكن أن يلحظها الإنسان من أول نظرة ، وتلك أضرار لا يستهان بها 0
إعجاز السنة النبوية فى الختان :
الختان ينتصر :
فى عام 1990 كتب البروفسور ويزويل : ( 1 ) " لقد كنت من أشد أعداء الختان وشاركت فى الجهود التى بذلت عام 1975م ضد إجرائه ، إلا أنه فى بداية الثمانينات أظهرت الدراسات الطبية زيادة فى نسبة حوادث التهابات المجارى البولية عند الأطفال غير المختونين ، وبعد تمحيص دقيق للأبحاث التى نشرت فقد وصلت إلى نتيجة مخالفة وأصبحـت من أنصار جعل الختان أمرا روتينياً يجب أن يجرى لكل مولود " 0
الحكم الصحية من ختان الذكور :
أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن أمراضا عديدة فى الجهاز التناسلى بعضها مهلك للإنسان تشاهد بكثرة عند غير المختونين بينما هى نادرة معدومة عند المختونين 0
1ـ الختان وقاية من الالتهابات الموضعية فى القضيب : فالقلفة التى تحيط برأس القضيب تشكل فتحة ضيقة يصعب تنظيفها إذ تتجمع فيه مفرزات القضيب المختلفة بما فيها ما يفرز سطح القلفة الداخلى من مادة بيضاء ثخينة تدعى اللخن Smegma وبقايا البول والخلايا المتوسفة والتى تساعد على نمو الجراثيم المختلفة مؤدية إلى التهاب الحشفة أو التهاب الحشفة والقلفة الحاد أو المزمن 0
2ـ الختان يقى الأطفال من الإصابة بالتهاب المجارى البولية : وجد جنز برغ أن 95% من التهابات المجارى البولية عند الأطفال تحدث عند غير المختونين ويؤكد أن جعل الختان أمرا روتينيا يجرى لكل مولود فى الولايات المتحدة منع حدوث أكثر من 50 ألف حالة من التهاب الحويضة والكلية سنوياً 0
3ـ الختان والأمراض الجنسية : أكد البروفسور وليم بيكوز الذى عمل فى البلاد العربية لأكثر من عشرين عاما ، وفحص أكثر من 30 ألف إمرأة ندرة الأمراض الجنسية عندهم وخاصة العقبول التناسلى  السيلان والكلاميديا والتريكومونار وسرطان عنق الرحم ويرجع ذلك لسببين هامين ندرة الزنى وختان الرجال 0
4ـ الختان والوقاية من السرطان : يقول ا لبروفسور كلودرى يمكن القول وبدون مبالغة بأن الختان الذى يجرى للذكور فى سن مبكرة يخفض كثيراً من نسبة حدوث سرطان القضيب عندهم 0
مقدار ما يقطع فى الختان :
يكون ختان الذكور بقطع الجلدة التى تغطى الحشفة وتسمى القلفة ، والغرله ، بحيث تتكشف أحشفة كلها ، وفى قول عند الحنابلة : إنه إذا إقتصر على أخذ أكثرها جاز  ، وفى قول ابن كج من الشافعية : إنه يكفى قطع شىء من القلفة ، وإن قل بشرط أن يستوعب القطع تدوير رأسها ، ويكون ختان الأنثى بقطع ما يطلق عليه الاسم من الجلدة التى كعرف الديك فوق مخرج البول ، والسنة فيه أن لا تقطع كلها بل جزء منها 0   ، وذلك لحديث أم عطية ـ رضى الله عنها ـ سالف الذكر من أن امرأة كانت تختن بالمدينة ، فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم : " لا تنهكى فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل "  0
كذلك إذا حصلت المبالغة فى ختان الأنثى ، أو استؤصل ذلك الجزء من المرأة ، ضعفت عندها الشهوة أو انعدمت ، فلا يكمل مقصود الرجل ، ولا تستمتع ـ هى ـ بحياتها الجنسية ، بل تكرهها ، ولا تطيق ممارستها ، فتحدث فجوة بينها وبين زوجها ، مما يعكر عليهما صفو حياتهما ، ويقلل من سعادتهما وانسجامهما ، وقد يكون ذلك سبباً فى فراقهما ، وانتهاء العيش بينهما ، أو قد يكون  فى ذلك : انحراف الزوج إذا لم يكن عنده دين يعصمه ويحفظه 0
الختان الإسلامى هو العلاج :
ومن ثم كان خير الأمور ، الوسط ، وذلك إنما يكون بالختان الإسلامى من غير استئصال أو مبالغة ، لأنه إذا حصل الختان من غير استئصال أو مبالغة يحصل المقصود باعتدال 0
فقد ثبت فى المستدرك : عن الضحاك بن قيس ، أنه كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية ، تخفض الجوارى ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أم عطية ، اخفضى ولا تنهكى ، فإنه أنضر للوجه  ، وأحظى عند الزوج 0 فالختان الإسلامى للأنثى ، يورث الجمال ، وحسن الصورة ويضفى على الوجه نضارة وبهاء ورونقا يجعل المرأة تشعر بالهدوء والراحة النفسية 0 ومن ثم فلا غرابة إذا كان الختان واحدا من أمور ثلاثة يحبها الإمام مالك : للرجال والنساء فقد ثبت عن الإمام مالك رضى الله عنه أنه قال : أحب للنساء : قص الأظافر ، وحلق العانة ، والاختتان : مثل ما هو على الرجال 0
وهكذا ينبغى ختان المرأة ، على أن يكون الختان غير مبالغ فيه ، لأن عدم المبالغة فى ختان المرأة احظى لها وأنفع وألذ وأحب إلى الزوج ، ولهذا أمرت المرأة الخاتنة فى ختانها : بعدم المبالغة وهذا سبب لازدياد المحبة والألفة بين الزوج والزوجة 0
وينبغى أن لا يغيب عن بالنا : أن النساء فى عهده عليه الصلاة والسلام : كن يختتن ، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : حديث النبى صلى الله عليه وسلم : " إذا التقى الخاتنان وجب الغسل " فيه بيان أن النساء كن يختتن "   0
وقت الختان :
ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الوقت الذى يصير فيه الختان واجبا هو ما بعد البلوغ ، لأن الختان من أجل الطهارة ، وهى لا تجب عليه قبله ، ويستحب ختانه فى الصغر إلى سن التميز ، لأنه أرفق به ، ولأنه أسرع برءاً فينشأ على أكمل الأحوال 0
وللشافعية فى تعيين وقت الاستحباب وجهان :
والصحيح المفتى به أنه يوم السابع ، ويحتسب يوم الولادة معه لحديث جابر : " عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام "   0 وفى مقابلة ، وهو ما عليه الأكثرون أنه اليوم السابع بعد يوم الولادة وفى قول الحنابلة والمالكية : أن المستحب ما بين العام السابع إلى العاشر من عمره ، لأنها السن التى يؤمر فيها بالصلاة ، وفى رواية عن مالك أنه وقت الإثغار إذا سقطت أسنانه والأشبه عند الحنفية أن العبرة بطاقة الصبى ، إذ لا تقدير ليه فيترك تقديره إلى الرأى ،وفى قول : إنه إذا بلغ العاشرة لزيادة الأمر بالصلاة إذا بلغها 0
وكره الحنفية والمالكية والحنابلة الختان يوم السابع ، لأن فيه تشبهاً باليهود   ، ولما كان الظاهر مما تقدم : أنه لم يرد نص صريح من السنة بتحديد وقت للختان ، فيترك لولى أمر الطفل بعد الولادة ـ صبياً أو صبية ، إذ أن ما ورد من أن النبى صلى الله عليه وسلم ختن الحسن والحسين رضى الله عنهما يوم السابع غير مسلم بثبوته من البيهقى ومن الذهبى كما تقدم 0
ومن ثم أميل إلى الفتوى بتفويض أمر تحديد وقت وسن الختان للولى بمشورة الطبيب ، للتثبت من طاقة المختون ـ ذكرا أو أنثى ـ ومن مصلحته ، ويكون هذا قبل البلوغ الطبيعى لكل منهما 0
تدريب الأطباء هو الحل :
إن عملية الختان يجب أن تستمر ، رغم أنف المعارضين ، لأنها شعائر الإسلام ، ومهما حاربها أهل الأهواء الذين يضمرون العداء للإسلام فهى باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها 0
يجب تنظيم ممارسة هذا العمل ، كما يجب تعليم الأطباء وتدريبهم حتى يحسنوا القيام بإجراء عملية الختان الإسلامى ، حتى تنعدم هذه المخاطر والاضرار التى تظهر نتيجة لجهل من يمارس هذا العمل 0
يقول الطبيب المسلم الدكتور منير محمد فوزى استاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس ـ كما جاء فى مجلة المصور بتاريخ 4/7/1997م : " إن وظيفة أساتذة طب النساء ووزارة الصحة تفرض عليهم تعاليم الأطباء ، الأسلوب الأمثل لإجراء مثل هذه العملية التجميلية البسيطة وكان هذا يحدث فى السبعينات فى كليات الطب ، حيث كنا ندرس الختان للذكور والإناث ، والأسلوب الأمثل لإجرائه على يد كبار الأساتذة ، ومع الأسف لم يعد الأمر كذلك الآن 0
لذلك فإننى ادعو إلى اعادة تدريسه وتدريب الاطباء فى جميع المستشفيات الخاصة بالجامعة ووزارة الصحة على أيدى أساتذتهم 0
إن 75% من القائمين بإجراء الختان ليسوا أطباء وبذلك نجد الخطر الحقيقى من وراء اغلاق ابواب المستشفيات فى وجه هذا العدد الرهيب الذى ندفعه دفعاً للتهلكة 0 وللعلم فإن هناك دراسات لجمعيات حقوق الانسان أكدت أن قرار السيد وزير الصحة بالمنع ، أدى بالفعل إلى زيادة حدوث وفيات ، نتيجة اللجوء إلى الجهلاء 0
هل يختتن الكافر بعد إسلامه ؟
من الملاحظ فى هذه الأيام ، أن غير المسلمين نتيجة لمخالطتهم للمسلمين والعيش معهم  ، فإن بعضهم يختنون أولادهم ، فإن اعتنقوا الاسلام بعد ذلك ، فالأمر واضح 0
ولكن إن اعتنقوا الاسلام وكانوا غير مختونين ، فقد شدد بعضهم ، ورأوا أنه لا بد من ان يختتنوا بعد إسلامهم 0
قال الامام أحمد بن حنبل وكان ابن عباس يشده فى امره ، وروى عنه أنه قال : لا حج ولا صلاة ، يعنى إذا لم يختتن وكان عطاء يقول لا يتم اسلامه حتى يختتن ، وإن بلغ ثمانين سنة وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لكليب ، جد كثيم بن كثير الق عنك شعر الكفر واختتن ، كما سبق أن ذكرنا 0
قال أحمد : ما أحسنه !!  
وبذلك نستطيع أن نقول : إذا لم يترتب على الختان ضرر وجب الختان ، وإذا ترتب على الختان ضرر فلا يلزم الختان ، وذلك أمر يتفق مع يسر الإسلام وسماحته  ، هكذا كان المسلمون يهتمون بأمر الختان وكانوا يقومون بعملية الختان ، على الصورة الإسلامية ، فلم تحدث مخاطر ولا أضرار ولا نزيف ولا وفيات ولا أى مضاعفات 0
وجاء فى الكتاب المقدس : ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبى سمى يسوع ، كما نسمى من الملاك قبل أن حبل به فى البطن   0
وليمة الختان الإسلامى :
كان العرب يهتمون بأمر الختان ، وكان له قدر عندهم ، ومن ثم كانوا يقيمون له الولائم الخاصة ، ويفرحون لذلك أشد الفرح ، وجاء الإسلام فأقر ذلك ولم ينكره 0
والوليمة إنما تكون ابتهاجاً ، لكل حادث يسر له الإنسان ، ويفرح به 00 والولائم متعددة ، ومنها الوليمة للختان 0 وقد ذكر البخارى فى الأدب المفرد : عن عمر بن حمزة ، قال أخبرنى سالم ، قال : ختننى ابن عمر ، أنا ونعيماً ، فذبح علينا كبشاً فلقد رأيته وإنا لنجذل به على الصبيان أن ذبح عنا كبشاً 0 وكانوا يظهرون كل ما يتعلق بختان الذكور ، ويخفون ما يتعلق بختان الإناث 0
ولقد نقل الشيخ أبو عبد الله بن الحاج فى كتابه " المدخل " : أن السنة فى ختان الذكور إظهاره ، وفى ختان الاناث إخفاؤه 0
هذا هو الختان الاسلامى كما رسمه الإسلام ورغب فيه اتباعه فاستجابوا لما أمروا به ، ولم يتأثروا بالثقافات التى تتعارض مع تعاليم دينهم فعاشوا فى سعادة واطمئنان 0
يقول الشيخ جاد الحق على جاد الحق : تشرع الوليمة للختان ، وتسمى الإعذار والعذار والعذرة والعذير 0 والسنة إظهار ختان الذكر وإخفاء ختان الأنثى وصرح الشافعية بأنها تستحب فى الذكر ، ولا بأس بها فى الأنثى للنساء فيما بينهن   0
ختان من لا يقوى على الختان :
من كان ضعيف الخلقة بحيث لو ختن خيف عليه ، لم يجز أن يختن حتى عند القائلين بوجوبه بل ويؤجل حتى يصير بحيث يغلب على الظن سلامته ، لأنه لا تعبد فيما يقضى إلى التلف ، ولأن بعض الواجبات يسقط بخوف الهلاك 0
وللحنابلة تفصيل فى هذا ملخصه : أن وجوب الختان يسقط عمن خاف تلفا ، ولا يحرم مع خوف التلف ، لأنه غير متيقن ، أما من يعلم أنه يتلف به ، وجزم بذلك فإنه يحرم عليه الختان   فى قول عامة الفقهاء 0 لقوله تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )   0
قولهم فيمن مات غير مختون :
لا يختتن الميت الأقلف الذى مات غير مختون ، لأن الختان كان تكليفاً وقد زال بالموت ، ولأن المقصود من الختان التطهير من النجاسة وقد زالت الحاجة بموته ، وأنه جزء من الميت فلا يقطع ، كيده المستحقة فى قطع السرقة ، أو القصاص وهى لا تقطع من الميت ، وخالف الختان قص الشعر والظفر ، لأن هذين يزالان فى الحياة للزينة ، والميت يشارك الحى فى ذلك ، أما الختان فإنه يفعل للتكليف به وقد زال بالموت 0
وفى قول ثان للشافعية : إنه يختن الكبير والصغير ، لأنه كالشعر والظفر وهى تزال من الميت ، والقول الثالث عندهم : إنه يختن الكبير دون الصغير ، لأنه وجب على البالغ دون الصغير  0
متى يضمن الخاتن 000 ؟
اتفق الفقهاء على تضمين الخاتن إذا مات المختون بسبب سراية جرح الختان ، أو إذا تجاوز القطع إلى الحشفة أو بعضها ، أو قطع فى غير محل القطع ، وحكمه فى الضمان حكم الطبيب ، أى أنه يضمن من التفريط أو التعدى ، وكذلك إذا لم يكن من أهل المعرفة بالختان   0
أقوال العلماء فى حكم الختان فى القديم والحديث :
يقول الإمام النووى فى شرحه لصحيح مسلم :
فيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة ) هذا شك من الراوى هل قال الأول أو الثانى ؟ وقد جزم فى الرواية الثانية فقال ( الفطرة ( الفطرة خمس ) ثم فسر صلى الله عليه وسلم الخمس فقال : ( الختان والاستحداد وتقليم الأظافر ونتف الإبط وقص الشارب ) وفى الحديث الآخر : ( عشر من الفطرة : قص الشارب واعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظافر وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء قال مصعب : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة ) أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( الفطرة خمس ) فمعناه خمس من الفطرة  كما فى الرواية الأخرى ( عشر من الفطرة ) وليست منحصرة فى العشر وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى عدم انحصارها فيها بقوله : " من الفطرة " والله أعلم 0
وأما الفطرة فقد اختلف فى المراد بها هذا ، فقال أبو سليمان الخطابى : ذهب أكثر العلماء إلى أنها السنة ، وكذا ذكره جماعة غير الخطابى قالوا ومعناه أنها من سنن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، وقيل : هى الدين ، ثم إن معظم هذه الخصال ليست بواجبة عند العلماء ، وفى بعضها خلاف فى وجوبه كالختان والمضمضة والاستنشاق ولا يمتنع قرن الواجب بغيره كما قال الله تعالى : ( كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ) والإيتاء واجب ، والأكل ليس بواجب ، والله أعلم 0.


***


عدل سابقا من قبل Admin في الخميس مارس 05, 2015 9:42 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 50
الموقع : مصر

لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان    لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان  I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2012 10:48 am

أما تفصيلها ( فالختان ) واجب عند الشافعى وكثير من العلماء ، وسنة عند مالك وأكثر العلماء وهو عند الشافعى واجب على الرجال والنساء جميعاً ، ثم إن الواجب فى الرجل أن يقطع جميع الجلدة التى تغطى الحشفة حتى ينكشف جميع الحشفة ، وفى المرأة يجب قطع أدنى جزء من الجلدة التى فى أعلى الفرج والصحيح من مذهبنا الذى عليه جمهور أصحابنا أن الختان جائز فى حال الصغر ليس بواجب ، رأينا وجه أنه يجب على الولى أن يختن الصغير قبل بلوغه ، ووجه أنه يحرم ختانه قبل عشر سنين ، وإذا قلنا بالصحيح استحب أن يختن فى اليوم السابع من ولادته ، وهل يحسب يوم الولادة من السبع ، أم تكون سبعة سواه ؟ فيه وجهان أظهرهما بحسب ، واختلف اصحابنا فى الخنثى المشكل فقيل ، يجب ختانه فى فرجيه بعد البلوغ ، وقيل لا يجوز حتى يتبين وهو الأظهر وأما من له ذكران فإن كانا عاملين وجب ختانهما ، وإن كان أحدهما عاملاً دون الآخر ختن العامل ، وفيما يعتبر العمل به وجهان أحدهما ، بالبول والآخر بالجماع ولو مات إنسان غير مختون ففيه ثلاثة أوجه لأصحابنا :الصحيح المشهور : أنه لا يختن صغيراً كان أو كبيراً والثانى : يختن الكبير دون الصغير والله أعلم 0
يقول الامام ابن حجر العسقلانى :
قوله : ( الختان ) بكسر المعجمة وتخفيف المثناة مصدر ختن أى قطع ، والختن بفتح ثم سكون قطع بعض مخصوص من عضو مخصوص ، ووقع فى رواية يونس عند مسلم " الاختتان " والختان اسم لفعل الخاتن ولموضع الختان أيضاً كما فى حديث عائشة إذا التقى الخاتنان والأول المراد هنا قال المارودى : ختان الذكر قطع الجلدة التى تغطى الحشفة ، والمستحب أن تستوعب من أصلها عند أول الحشفة ، وأقل ما يجزىء أن لا يبقى منها ما يتغشى به شىء من الحشفة ، وقال إمام الحرمين المستحق فى الرجال قطع القلفة ، وهى الجلدة التى تغطى الحشفة حتى لا يبقى من الجلدة شىء متدل ، وقال ابن الصباغ ، حتى تنكشف جميع الحشفة ، وقال ابن كج فيما نقله الرافعى يتأدى الواجب بقطع شىء مما فوق الحشفة وإن قل بشرط أن يستوعب القطع تدوير رأسها : قال النووى وهو شاذ ، والأول هو المعتمد ، قال الإمام : والمسحق من ختان المرأة ما ينطلق عليه الاسم قال المارودى ختانها قطع جلدة تكون أعلى فرجها فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك ، والواجب قطع الجلدة المستعلية منه دون استئصاله وقد أخرج أبوداود من حديث أم عطية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم : " لا تنهكى فإن ذلك أحظى للمرأة " وقال : إنه ليس بالقوى ، قلت : وله شاهدان من حديث أنس ومن حديث أم أيمن عند أبى الشيخ فى كتاب العقيقة وآخر عن الضحاك بن قيس عند البيهقى ، قال النووى : ويسمى ختان الرجل إعذاراً بذال معجمة ، وختان المرأة خفضاً بخاء وضاد معجمتين ، وقال أبو شامة : كلام أهل اللغة يقتضى تسمية الكل إعذاراً والخفض يختص بالأنثى ، قال أبو عبيدة : عذرت الجارية والغلام وأعذرتهما ختنتهما وأختتنتهما وزناً ومعنى قال الجوهرى ، والأكثر خفضت الجارية ، قال : وتزعم العرب أن الغلام إذا ولد فى القمر فسخت قلفته أى اتسعت فصار كالمختون ، وقد استحب العلماء من الشافعية فيمن ولد مختوناً أن يمر بالموسى على موضع الختان من غير قطع قال أبو شامة ، وغالب من يولد كذلك لا يكون ختانه تاما بل يظهر طرف الحشفة فإن كان كذلك وجب تكميله ، وأفاد الشيخ أبو عبد الله بن الحاج فى ( المدخل ) أنه اختلف فى النساء هل يخفضن عموماً أو يفرق بين نساء المشرق فيخفضن ونساء المغرب فلا يخفضن بعدم الفضلة المشروع قطعاً منهن ، بخلاف نساء المشرق قال : فمن قال إن من ولد مختوناً استحب إمرار الموسى على الموضع امتثالاُ للأمر قال فى حق المرأة كذلك ومن لا فلا ، وقد ذهب إلى وجوب الختان دون باقى الخصال الخمس المذكورة فى الباب الشافعى وجمهور أصحابه , وقال به من القدماء عطاء حتى قال : لو أسلم الكبير لم يتم إسلامه حتى يختن ، وعن أحمد وبعض المالكية يجب ، وعن أبى حنيفة واجب وليس بفرض ، وعنه سنة يأثم بتركه ، وفى وجه للشافعية لا يجب فى حق النساء وهو الذى أورده صاحب ( المغنى ) عن أحمد وذهب أكثر العلماء وبعض الشافعية إلى أنه ليس بواجب ، ومن حديث شداد بن أوس رفعه " الختان سنة للرجال مكرمة للنساء " وهذا لا حجة فيه لما تقرر أن لفظ السنة إذا ورد فى الحديث لا يراد به التى تقابل الواجب ، لكن لما وقعت التفرقة بين الرجال والنساء فى ذلك دل على أن المراد افتراق الحكم ، وتعقب بأنه لم ينحصر فى الوجوب فقد يكون فى حق الذكور أكد منه فى حق النساء بل يكون فى حق الرجال للندب وفى حق النساء للإباحة ، على أن الحديث لا يثبت لأنه من رواية حجاج بن أرطاة ولا يحتج به أخرجه أحمد والبيهقى ، لكن له شاهد أخرجه الطبرانى فى " مسند الشاميين " من طريق سعيد بن بشر عن قتادة عن جابر بن زيد عن أبن عباس ، وسعيد مختلف فيه وأخرجه أبو الشيخ والبيهقى من وجه آخر عن ابن عباس ، وأخرجه البيهقى أيضا من حديث ابى أيوب ، واحتجوا أيضاً بأن الخصال المنتظمة مع الختان ليست واجبة إلا عند بعض من شذ فلا يكون الختان واجباً ، وأجيب بأنه لا مانع أن يراد بالفطرة وبالسنة فى الحديث القدر المشترك الذى يجمع الوجوب والندب وهو الطلب المؤكد ، فلا يدل ذلك على عدم الوجوب ولا ثبوته فيطلب الدليل من غيره ، وأيضاً فلا مانع من جمع المختلفى فى الحكم بلفظ أمر واحد كما فى قوله تعالى : ( كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ) فإيتاء الحق واجب ، والأكل مباح ، هكذا يمسك به جماعة ، وتعقبه الفاكهانى فى " شرح العمدة " فقال الفرق بين الآية والحديث أن الحديث تضمن لفظة واحدة استعملت فى الجميع ، فتعين أن يحمل على أحد الأمرين الوجوب أو الندب بخلاف الآية فإن صيغة الأمر تكررت فيها ، والظاهر الوجوب ، فصرف فى أحد الأمرين بدليل وبقى الآخر على الأصل ، وهذا التعقب إنما يتم على طريقة من يمنع استعمال اللفظ الواحد فى معنيين وأما من يجيزه كالشافعية فلا يرد عليهم ، واستدل من الاختتان بادلة ، الأول أن القلفة تحبس النجاسة فتمنع صحة الصلاة كمن أمسك نجاسة بفمه ، وتعقيبه أن الفم فى حكم الظاهر بدليل أن وضع المأكولات فيه لا يفطر به الصائم بخلاف داخل القلفة فإنه فى حكم الباطن ، وقد صرح أبو الطيب الطبرى بأن هذا القدر عنده يغتفر ، الثانى ما أخرجه أبوداود من حديث كليب جد عثيم بن كثير " أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له : ألق عنك الكفر واختتن " مع ما تقرر أن خطابه للواحد يشمل غيره حتى يقوم دليل الخصوصية ، وتعقب بأن سند الحديث ضعيف وقد قال ابن المنذر : لا يثبت فيه حتى يقوم دليل الخصوصية ، وتعقب بأن سند الحديث ضعيف وقد قال ابن المنذر : لا يثبت فيه شىء الثالث جواز كشف العورة من المختون ، وسيأتى أنه إنما يشرع لمن بلغ أو شارف البلوغ وجواز نظر الخاتن إليها وكلاهما حرام ، فلو لم يجب لما أبيح ذلك ، وأقدم من نقل عنه الاحتجاح بهذا أبو العباس بن سريج نقله عنه الخطابى وغيره ، وذكر النووى أنه رآه فى " كتاب الودائع " المنسوب لابن سريج قال : ولا أظنه يثبت عنه ، قال ابو شامة : وقد عبر عنه جماعة من المصنفين بعده بعبارات مختلفة كالشيخ أبى حامد والقاضى الحسين وأبى الفرج السيرخسى والشيخ فى " المهذب " وتعقبه عياض بأن كشف العورة مباح لمصلحة الجسم والنظر إليها يباح للمداواة وليس ذلك واجباً إجماعاً ، وإذا جاز فى المصلحة الدنيوية كان فى المصلحة الدينية أولى ، وقد استشعر القاضى حسين هذا فقال : فإن قيل قد يترك الواجب كترك الإنصات للخطبة بالتشاغل بركعتى التحية ، وكترك القيام فى الصلاة لسجود التلاوة ، وكشف العورة للمداراة مثلا وأجاب عن الأولين ولم يجب عن الثالث وأجاب النووى بأن كشف العورة لا يجوز لكل مداواة فلا يتم المراد ، وقوى أبو شامة الإيراد بأنهم جوزوا الغاسل الميت أن يحلق عانة الميت ، ولا يتأتى ذلك للغاسل إلا بالنظر واللمس وهما حرامان ، وقد أجيزا لأمر مستحب ، الرابع احتج أبو حامد وأتباعه كالمارودى بأنه قطع عضو لا يستخلف من الجسد تعبداً فيكون واجباً كقطع اليد فى السرقة ، وتعقب بأن قطع اليد إنما أبيح فى مقابلة جرم عظيم ، فلم يتم القياس ، الخامس قال المارودى : فى الختان إدخال إدخال ألم عظيم على النفس وهو لا يشرع إلا فى إحدى ثلاث خصال ، لمصلحة أو عقوبة ، أو وجوب ، وقد انتفى الأولان فثبت الثالث وتعقبه ابو شامة بأن فى الختان عدة مصالح كمزيد الطهارة والنظافة فإن القلفة من المستقذرات عند العرب ، وقد كثر ذك الأقلف فى أشعارهم ، وكان للختان عندهم قدر ، وله وليمة خاصة به ، وأقر الإسلام ذلك ، السادس قال الخطابى محتجاً بأن الختان واجب بأنه من شعار الدين ، وبه يعرف المسلم من الكافر ، حتى لو وجد مختون بين جماعة قتلى غير مختونين صلى عليه ودفن فى مقابر المسلمين ، وتعقبه أبو شامة بأن شعار الدين ليست كلها واجبة ، وما ادعاه فى المقتول مردود لأن اليهود وكثيراً من النصارى يختنون فليقيد ما ذكر بالقرينة ، قلت : قد بطل دليله ، السابع قال البيهقى : أحسن الحجج أن يحتج بحديث أبى هريرة الذى فى الصحيحين مرفوعاً " اختتن ابراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم " وقد قال الله تعالى : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم ) وصح عن ابن عباس أن الكلمات التى ابتلى بهن ابراهيم فأتمهن هى خصال الفطرة ومنهن الختان ، والابتلاء غالباً إنما يقع بما يكون واجباً ، وتعقب بأنه لا يلزم ما ذكر إلا إن كان إبراهيم عليه السلام فعله على سبيل الوجوب ، فإنه من الجائز أن يكون فعله على سبيل الندب فيحصل امتثال الأمر باتباعه على وفق ما فعل ، وقد قال الله تعالى فى حق نبيه محمد : ( واتبعوه لعلكم تهتدون ) وقد تقرر فى الأصول أن أفعاله بمجردها لا تدل على الوجوب ، وأيضاً فباقى الكلمات العشر ليست واجبة ، وقال المارودى : إن إبراهيم عليه السلام لا يفعل ذلك فى مثل سنه إلا عن أمر من الله ، وما قاله بحثاً قد جاء منقولاً فأخرج أبو الشيخ فى العقيقة من طريق موسى بن على بن رباح عن أبيه ، أن إبراهيم عليه السلام أمر أن يختن وهو حينئذ ابن ثمانين سنة فعجل واختنن بالقدوم ، فاشتد عليه الوجع فدعا ربه فأوحى الله إليه إنك عجلت قبل أن نأمرك بآلته قال : يارب كرهت أن أؤخر أمرك ، قال الماوردى : القدوم جاء مخففاً ومشدداً وهو الفأس الذى اختتن به ، وذهب غيره إلى أن المراد به مكان يسمى القدوم ، وقال أبو عبيد الهروى فى الغربيين : يقال هو كان مقيله ، وقيل اسم قرية بالشام ، وقال أبو شامة : هو موضع بالقرب من القرية التى فيها قبره ، وقيل بقرب حلب ، وجزم غير واضح أن الأدلة بالتخفيف ، وصرح بن السكيت بأنه لا يشدد وأثبت بعضهم الوجهين فى كل منهما ، وقد تقدم بعض هذا فى شرح الحديث المذكور فى ذكر ابراهيم عليه السلام من أحاديث الأنبياء ، ووقع عند أبى الشيخ من طريق أخرى أن إبراهيم لما اختتن كان ابن مائة وعشرين سنة وأنه عاش بعد ذلك إلى أن أكمل مائتى سنة ، والأول أشهر ، وهو أنه اختتن وهو ابن ثمانين وعاش بعدها أربعين ، والغرض أن الاستدلال بذلك متوقف كما تقدم على أنه كان فى حق إبراهيم عليه السلام واجباً ،فإن ثبت ذلك استقام الاستدلال به وإلا فالنظر باق ، واختلف فى الوقت الذى يشرع فيه الختان ، قال الماوردى : له وقتان وقت وجوب ووقت استحباب ، فوقت الوجوب البلوغ ووقت الاستحباب قبله ، والاختيار فى اليوم السابع من بعد الولادة وقيل من يوم الولادة ، فإن أخر ففى الأربعين يوماً ، فإن أخر ففى السنة السابعة ، فإن بلغ وكان نضراً نحيفاً يعلم من حاله أنه إذا اختتن تلف سقط الوجوب ويستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب إلا لعذر ، وذكر القاضى حسين أنه لا يجوز أن يختتن الصبى حتى يصير ابن عشر سنين لأنه حينئذ يوم ضربه على ما ترك الصلاة ،وألم الختان فوق ألم الضرب فيكون أولى بالتأخير ، وزيفه النووى فى " شرح المهذب " وقال إمام الحرمين : لا يجب قبل البلوغ لأن الصبى ليس من أهل العبادة المتعلقة بالبدن فكيف مع الألم ، قال ولا يرد وجوب العدة على الصبية لأنه لا يتعلق به تعب بل هو مضى زمان محض وقال ابو الفرج السرخسى : فى ختان الصبى وهو صغير مصلحة من جهة أن الجلد بعد التمييز يغلظ ويخشن فمن ثم جوز الأئمة الختان قبل ذلك ، ونقل ابن المنذر عن الحسن ومالك كراهة الختان يوم السابع لأنه فعل اليهود ، وقال مالك : يحسن إذا أثغر أى ألقى ثغره وهو مقدم أسنانه ، وذلك يكون فى السبع سنين وما حولها ، وعن الليث يستحب ما بين سبع سنين إلى عشر سنين ، وعن أحمد لم أسمع فيه شيئاً ، وأخرج الطبرانى فى :" الأوسط " عن ابن عباس قال : " سبع من السنة فى الصبى يسمى فى السابع ويختن " الحديث وقد قدمت ذكره فى كتاب الحقيقة وأنه ضعيف ، وأخرج أبو الشيخ من طريق الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن أبن المنكدر أو غيره عن جابر " أن النبى صلى الله عليه وسلم ختن حسنا وحسيناً لسبعة أيام " قال الوليد فسألت مالكاً عنه فقال : لا أدرى ، ولكن الختان طهرة فكلما قدمها كان أحب إلى وخرج البيهقى حديث جابر ، وأخرج أيضاً من طريق موسى بن على عن أبيه أن إبراهيم عليه السلام ختن إسحق وهو ابن سبعة أيام ، وقد ذكرت فى أبواب الوليمة من كتاب النكاح مشروعية الدعوة فى الختان ، وما اخرجه احمد من طريق الحسن عن عثمان بن أبى العاص أنه دعى إلى ختان فقال ما كنا نأتى الختان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ندعى له : اخرجه ابو الشيخ من رواية فبين أنه كان ختان جارية ، وقد نقل الشيخ أبو عبد الله بن الحاج فى " المدخل " أن السنة إظهار ختان الذكر وإخفاء ختان الأنثى 0 والله أعلم 0
يقول فضيلة الشيخ السيد سابق :
لقد اختار الله سنناً للأنبياء عليهم السلام ، وأمرنا بالاقتداء بهم فيها ، وجعلها من قبيل الشعائر التى يكثر وقوعها ليعرف بها أتباعهم ، ويتميزوا بها عن غيرهم وهذه الخصال تسمى سنن الفطرة ، وبيانها فيما يلى :
1ـ الختان : وهو قطع الجلدة التى تغطى الحشفة ، لئلا يجتمع فيها الوسخ ، وليتمكن من الاستبراء من البول ، ولئلا تنقص لذة الجماع ، هذا بالنسبة إلى الرجل ، وأما المرأة فيقطع الجزء الأعلى من الفرج بالنسبة لها وهو سنة قديمة فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعدما أتت عليه ثمانون سنة ، واختتن بالقدوم " رواه البخارى ، ومذهب الجمهور أنه واجب ويرى الشافعية استحبابه يوم السابع ، وقال الشوكانى لم يرد تحديد وقت له ولا ما يقيد وجوبه 0
2ـ ، 3ـ الاستحداد ونتف الأبط : وهما سنتان يجزىء فيهما الحلق والقص والنتف والنورة 0
4ـ ، 5 ـ تقليم الأظافر وقص الشارب أو احفاؤه : وبكل منهما وردت روايات صحيحة ،ففى حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " خالفوا المشركين ، وفروا اللحى ، واحفوا الشوارب " رواه الشيخان وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم : خمس من الفطرة : الاستحداد 000 "
ويقول الشيخ السيد سابق أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيفة ، لم يصح منها شىء ، ويرد عليه الشيخ الألبانى فيقول :
قوله فى التعليق : " أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيفة ، لم يصح منها شىء " 0
أقول : ليس هذا على إطلاقه ، فقد صح قوله صلى الله عليه وسلم لبعض الختانات فى المدينة : " اخفضى ولا تنهكى ، فإنه أنضر للوجه ، وأحظى للزوج " رواه أبو داود ، والبزار ، والطبرانى ، وغيرهم ، وله طرق وشواهد عن جمع من الصحابة خرجتها فى الصحيحة (2/353ـ358) ببسط قد لا تراه فى مكان آخر ، وبينت فيه أن ختن النساء كان معروفاً عند السلف خلافاً لبعض من لا علم بالآثار عنده 0
وإن مما يؤكد ذلك كله الحديث المشهور : " إذا التقى الخاتنان فقد وجب الغسل " وهو مخرج " الإرواء " رقم 80 0
قال الإمام أحمد رحمه الله : " وفى هذا دليل على أن النساء كن يختن " انظر " تحفة المودود فى أحكام المولود " لابن القيم ص64 ، ثم قال فى الختان ، ولم يرد تحديد وقت ، ولا ما يفيد وجوبه ، قلت : اما التحديد فورد فيه حديثان 0
الأول : عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام ، رواه الطبرانى فى " المعجم الصغير " ص185 بسند رجاله ثقات ، لكن فيه محمد بن أبى السرى العسقلانى وفيه كلام من قبل حفظه ، والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية وقد عنعنه 0
والحديث عزاه الحافظ فى " الفتح " (10/282) لأبى الشيخ والبيهقى وسكت عليه الحافظ ، فلعله عندهما من طريق أخرى 0
الثانى : عن أبن العباس قال : سبعة من السنة فى الصبى يوم السابع : يسمى ويختتن 00 الحديث 0
رواه الطبرانى فى " الأوسط " 1/334/562 ) وقال الهيثمى فى " المجمع " (4/51) ، رجاله ثقات ، وأما الحافظ فقال فى " الفتح " ( 9/483) " أخرجه الطبرانى فى الأوسط " وفى سنده ضعف " ، قلت وهو الصواب لأن فى سنده رواد بن الجراح ، وفيه ضعف ، كما فى " الكاشف " للذهبى ، لكن أحد الحديثين يقوى الآخر ، إذ مخرجهما مختلف وليس فيهما منهم " وقد أخذ به الشافعية ، فاستحبوا الختان يوم السابع من الولادة كما فى " المجموع "(1/307) وغيره 0
وأما الحد الأعلى للختان ، فهو قبل البلوغ ، قال ابن القيم " لا يجوز للولى أن يترك ختن الصبى حتى يجاوز البلوغ 0
وأما حكم الختان فالراجح عندنا وجوبه وهو مذهب الجمهور كمالك والشافعى وأحمد واختاره ابن القيم وساق فى التدليل على ذلك خمسة عشر وجهاً ، وهى وإن كانت مفرداتها لا تنهض على ذلك فلا شك أن مجموعها ينهض به ، ولا يتسع المجال لسوقها جميعاً ههنا ، فأكتفى منه بوجهين :
الأول : قوله تعالى : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً ) والختان من ملته ، كما فى حديث أبى هريرة المذكور فى الكتاب ، وهذا الوجه أحسن الحجج ، كما قال البيهقى ونقله الحافظ (10/281) 0
الثانى : أن الختان من أظهر الشعائر التى يفرق بها بين المسلم والنصرانى حتى إن المسلمين لا يكادون يعدون الأقلف منهم 0
ومن شاء الاطلاع على بقية الوجوه المشار إليها فليراجع كتاب " التحفة " ص53ـ60 ) 0
يقول الدكتور مصطفى مراد :
1ـ الختان وهو قطع الجلدة التى تغطى الحشفة وهو واجب فى حق الذكور ويستحب ذلك فى يوم السابع من الولادة وأما فى حق الأنثى فمكرمة ( سنة ) وقيل : سنة فى حق الذكور والإناث 0
يقول الشيخ إبراهيم الجمل :
ختان الانثى قطع جزء من الجلدة التى فى أعلى الفرج فوق مدخل الذكر وهى كالنواة أو كعرف الديك ويعلمها الأطباء والمشتغلون بالختان 0
وقد أوجبه كثير من العلماء والفقهاء فى حق الرجال والنساء كالشافعى وقال مالك بأنه مندوب للنساء واستدل بحديث شداد بن أوس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " الختان سنة للرجال مكرمة للنساء " ، قال فى الدين الخالص : " والحق أنه لم يقم دليل صحيح يدل على الوجوب ، والمتيقن السنة كما فى حديث " خمس من الفطرة " والواجب الوقوف على المتيقن إلى أن يقوم ما يفيد خلافه " 0
يقول الشيخ عبد العزيز المحمد السلمان :
والختان واجب على الرجال مكرمة فى حق النساء وليس بواجب عليهن ، وذلك قول كثير من أهل العلم ، قال أبو عبد الله ، وكان ابن عباس يشدد فى أمره وروى عنه ، لا حج له ولا صلاة ، يعنى إذا لم يختتن والدليل على وجوبه ما روى أن النبى عليه الصلاة والسلام قال لرجل من أسلم : ألق عنك شعر الكفر واختتن " رواه أبو داود 0
وعن أبى هريرة رضى الله عنه : أن النبى عليه الصلاة والسلام قال : " اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعد ما أتت عليه ثمانون سنة وأختتن بالقدوم " متفق عليه إلا أن مسلما لم يذكر السنين ، وقال تعالى : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً ) ولأنه من شعائر المسلمين ، ولأنه لو لم يكن واجبا لما كشفت له العورة ، لأن كشف العورة محرم فلما كشفت له العورة دل على وجوبه ، ويشرع فى حق النساء ايضاً ، قال أبو عبد الله وحديث النبى عليه الصلاة والسلام : " إذا التقى الخاتنان وجب الغسل ، فيه بيان أن النساء كن يختتن ، وحديث عمر " أن خيانه ختنت فقال : أبقى منه شيئاً إذا خفضت ، وروى الحلال باسناده عن شداد بن أوس قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم " الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء " ، وعن جابر بن زيد مثل ذلك موقوفاً ، وروى عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال للخائضة " اشهى ولا تنهكى فإنه أحظى للزوج وأسرى للوجه " والخفض : ختان المرأة ، ووقت وجوبه عند البلوغ ، لقول ابن عباس " وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك " رواه البخارى ، ويسقط الوجوب عمن خاف تلفاً ، والختان زمن صغر أفضل إلى التمييز لأنه أسرع براً لينشأ على أكمل الأحوال والله أعلم وصلى الله على محمد 0
وختاماً نذكر :
المسلمين بما جاء فى فقه مذهب الإمام أبى حنيفة :
لو اجتمع أهل بلد على ترك الختان قاتلهم الإمام ( أى ولى الأمر ) لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه 0
إذ مقتضى هذا لزوم الختان للذكر والأنثى ، وأنه مشروع فى الإسلام 0
الأحاديث الضعيفة الواردة فى الختان :
1ـ عن الحسن قال : دعى عثمان بن أبى العاص إلى ختان فأبى أن يجيب فقيل له فقال إنا كنا لا نأتى الختان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ندعى له 0
المقصود بالدعوة هنا دعوة الوليمة من أجل الختان ، روى أحمد حدثنا محمد بن سلمة الحرانى عن ابن اسحاق يعنى محمدا عن عبيد الله أو عبيد الله بن طلحة بن كريز عن الحسن قال دعى عثمان بن أبى العاص إلى ختان فأبى أن يجيب فقيل له فقال إنا كنا لا نأتى الختان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ندعى له 0
ـ ضعيف : فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه ، وفيه عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله وهو مقبول وفيه الحسن البصرى وهومدلس ولم يصرح بسماع ، ومن طريق أحمد رواه الطبرانى فقال حدثنا أحمد بن حنبل ثم ساق السند نفسه 0
ـ وله طريق آخر عند الطبرانى فى الكبير 0
ـ قال : حدثنا عبد الله بن الصقر السكرى ثنا بكر بن خلف ثنا عمر بن سهل المازنى عن أبى حمزة العطار عن الحسن ، وفيه أبو حمزة العطار وهو إسحاق بن الربيع أبو حمزة العطار الأبلى ـ قال : إسحاق بن الربيع أبو حمزة ضعيف الحديث حدث بحديث منكر عن الحسن ، الجرح والتعديل ، وضعفه ابن عدى فى الكامل 0
2ـ عن أبى المليح بن أسامه عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( الختان سنة للرجال مكرمة للنساء ) 0
3ـ عن ابن عباس رضى الله عنه قال : " لا تقبل صلاة رجل لم يختتن " ـ ضعيف 0
ـ البيهقى فى الكبرى : قال وأخبرنا عبد الرازق عن ابن أبى يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ثم قال وهذا يدل على أنه كان يوجبه وإن قوله الختان سنة أراد به سنة النبى صلى الله عليه وسلم الوجبة "
ـ فيه ابن أبى يحيى : قال الحافظ : متروك
قال الذهبى : قال البخارى : جهمى تركه ابن المبارك والناس، وقال أحمد:قدرى معتزلى جهمى كل بلاء فيه ، وقال يحيى القطان : كذاب 0
ـ وفيه داود بن الحصين قال الحافظ : ثقة إلا فى عكرمة وقال الذهبى قال على : ما روى عن عكرمة فمنكر 0
4ـ عن أبن عباس قال : " سبعة من السنة فى الصبى يوم السابع يسمى ويختن ويماط عنه الأذى وتثقب أذنه ويعق عنه ويحلق رأسه ويلطخ بدم عقيقته ، ويتصدق بوزن شعره فى رأسه ذهبا أو فضة " 0
ـ قال الطبرانى : حدثنا أحمد بن القاسم قال حدثنا أبى وعمى عيسى بن المساور قالا حدثنا رواد بن الجراح عن عبد الملك بن أبى سليمان عن عطاء لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك إلا رواد 0
رواه الطبرانى فى الأوسط 1/334/562 ولم أجده عند غيره 0
وتفرد به رواد بن الجراح عن عبد الملك بن أبى سليمان ورواد لا يحتج بحديثه إذا تفرد به والله أعلم 0
قال الحافظ ( قال البخارى كان قد اختلط لا يكاد يقوم حديثه ليس له كثير حديث قائم وقال أبو حاتم تغير حفظه فى آخر عمره وكان محله الصدق وقال النسائى ليس بالقوى روى غير حديث منكر وكان قد اختلط وقال ابن عدى عامة ما يرويه لا يتابعه الناس عليه وكان شيخا صالحا وفى حديث الصالحين بعض النكرة إلا أنه يكتب حديثه وذكره ابن حبان فى الثقات وقال يخطىء ويخالف وقال يعقوب بن سفيان ضعيف الحديث وقال الدارقطنى متروك قلت ( القائل الحافظ ) وقال أبو أحمد حاكم تغير بآخر فحدث بأحاديث ألم يتابع عليها ـ انظر تهذيب التهذيب (3/249/545 ) 0
5ـ عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان إذا سمع صوتا أو دفا قال ما هذا فإن قالوا عرس و ختان صمت 0
ـ إسناده رجاله كلهم ثقات ولكنه مرسل 0
رواه البيقى فى الكبرى قال وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفارنا أحمد بن منصور ،أ عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب 0
ـ أبو الحسن بن بشران هو على بن محمد بن بشران الأموى المعدل ( قال الخطيب البغدادى : كان صدوقاً ثقة ثبتا ) 0
ـ اسماعيل بن محمد الصفار : قال الحافظ فى اللسان ثقة إمام 0
ـ أحمد بن منصور هو الرمادى ثقة حافظ ، وعبد الرزاق هو ابن همام الصنعانى ثقة حافظ ، ومعمر هو ابن راشد ثقة ثبت ، وأيوب هو السختيانى ثقة ثبت حجة وابن سيرين هو محمد بن سيرين ثقة ثبت كبير القدر وكلنه لم يسمع من عمر بن الخطاب رضى الله عنه 0
وأخيرا لماذا منع ختان الإناث دون الرجال :
ـ تبين مما سبق أن الختان واجب فى حق الرجال والنساء جميعاً بغير فرق بينهما ولكن يأتى هنا سؤال هام 0
ـ لماذا تجريم ختان النساء دون الرجال ؟
ـ أليس الرجل يتعرض لنفس المخاطر المزعومة التى يتعرض لها الإناث من التعرض للملوثات ونقل العدوى والتلف وغير ذلك ؟
ـ فلماذا يجرم ختان الإناث دون الرجال ؟
ـ وإذا نظرنا للأدلة الشرعية وجدنا أنه لا يوجد دليل واحد يفرق بين الرجال والنساء فى باب الختان والدليل الوحيد الذى فرق بينهما كان فيه الأمر بختان النساء وهو حديث أم عطية رضى الله عنها فهل هناك فرق حقاً بين ختان الرجال والنساء ؟
نقول نعم هناك فرق بين ختان الرجال والنساء وهذا أن ختان الرجال يزيد الشهوة ويقويها أما ختان النساء فيهذبها لذلك لم يتعرض أحد لختان الرجال لا من قريب ولا من بعيد ولم يجرمه لأن هذا هو المطلوب أن يزداد تأجج نيران الشهوة فى الأجساد وتستعر فيها حتى تعمى صاحبها فلا يفكر ولا يتحرك إلا مجيباً لنداء الشهوة 0
ـ وكان التجريم لختان النساء لأن الختان يهذب الشهوة وهذا غير مراد فيحرم حتى تستعر شهوتهن وتزداد مع تأخير سن الزواج والمشاكل الاجتماعية التى لا تحصى والإلحاح على هذه الغريزة فى وسائل الإعلام بجميع صورها حتى يقف الإنسان أمامها ضعيفاً وقد قال الله عز وجل فى معرض كلامه عن هذه الغريزة ( خلق الإنسان ضعيفاً ) فالإنسان ضعيف أمام هذه الشهوة ولك أن تتصور النتيجة الحتمية لذلك 0

***

الخاتمة
نسأل الله حسنها
بعد أن طفنا بحضراتكم فى هذا البحث إحقاف للحق وإزهاق للباطل يقول تعالى( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ) ويقول تعالى : ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) توصلنا فى هذا البحث إلى الآتى :
1ـ شدة عداوة أعداء الإسلام للإسلام والمسلمين وحربهم المستمرة وأن لهم أبوابا وأذناباً 0
2ـ أن الختان مشروع وثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز تجريمه أو تحريمه 0
3ـ أن يتم الختان على يد متخصصين وفى صورته الشرعية التى بيناها فى هذه البحث 0
4ـ ( لا يعرف الحق بالرجال ) إعرف الحق تعرف أهله 0
5ـ فوائد الختان للذكور والإناث الفوائد الشرعية والطبية لا تخفى إلا من اتبع هواه وزين له الشيطان عمله 0
وأخيرا هذا هو جهد المقل وإن أكن قد وفقت فمن الله وإن تكن الأخرى فحسبى أنى بشر أخطىء وأصيب ولا يكون الكمال إلا لله وحده ، ولا أدعى أننى ألفت هذه الرسالة أو أتيت بما لم يأتى به الأوائل ولكنى جمعت أقوال العلماء عسى الله أن يتقبل منا ومنكم وأن ينفع الله بهذا العمل الإسلام والمسلمين 0
فرغت من جمع هذا البحث يوم الاثنين الموافق 29من شهر ذى القعدة 1425هـ الموافق العاشر من شهر يناير 2005م فى حوالى الساعة الحادية عشرة إلا عشر دقائق مساءاً بمنزلى الكائن بقرية جزيرة شندويل شارع أبو الطاهر 0
(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
يقول تعالى : ( والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) 0

***
المراجع
1ـ القرآن الكريم عز من أنزله
2ـ الإختيار فى شرح المختار للموصلى ط المعاهد الأزهرية
3ـ المغنى لابن قدامه المقدسى ط دار العربى
المعذب للشيرازى
5ـ نيل الأوطار للشوكانى
6ـ تحفة المودود بأحكام المولود
7ـ فتاوى ابن تيمية
8ـ فتح القدير
9ـ نهاية المحتاج
10ـ حاشية الدسوقى
11ـ فقه السنة للشيخ السيد سابق ط الفتح للاسلام العربى
12ـ تمام المنة فى تخريج أحاديث فقه السنة للعلامة الألبانى
13ـ فقه المرأة للاستاذ ابراهيم الجمل ط مكتبة القرآن
14ـ الاسئلة الشرعية والأجوبة الفقهية ط على نفقة أهل الخير
15ـ الختان لفضيلة الشيخ الامام الأكبر جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر
17ـ الختان للدكتور النجاشى ط المكتبة التوفيقية
18ـ نعم لختان الإناث للاستاذ محمد مصطفى العلا ط دار الآثار
19ـ الروض الفائق فى الزهد الرقائق للعلامة شعيب بن سعيد بن عبد الكافى ـ ط دار احياء الكتب العربية
20ـ فتح البارى بشرح صحيح البخارى للإمام بن حجر العسقلانى ط دار احياء الكتب العلمية
21ـ تمييز الطيب من الخبيث لابن الربيع ط مكتبة ابن سينا
22ـ عارضة الاحوذى
23ـ لسان العرب لابن منظور
24ـ المصباح المنير
25ـ المعجم الوجيز ط مجمع اللغة العربية
26ـ المجموع للامام الشافعى
27ـ الإفصاح عن معانى الصحاح
28ـ شرح السنة للإمام البغوى
29ـ شرح للامام النووى لصحيح مسلم ط دار الحديث
30ـ كتب السنن ومسند الإمام أحمد
31ـ رياض الصالحين للامام النووى ط دار الغد العربى
32ـ المتقى المختار للدكتور عبد الفتاح شلبى ط مكتبة مصر
33ـ مجلة التوحيد السنة الثالثة والعشرون عدد 8



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com
سعد أبوغانم




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 09/09/2012
العمر : 31
الموقع : مصر

لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان    لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان  I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:00 pm



بارك الله فيك


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com/
 
لقــط المرجـان فــــى مشروعيـة الختـان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشيخ احمد العربى ترك  :: الشيخ احمد :: الفقه-
انتقل الى: