الشيخ احمد العربى ترك
أهلاً ومرحبًا بك في المنتدى
يسعدنا تسجيلك في المنتدى ومشاركتك معنا
الشيخ احمد العربى ترك
أهلاً ومرحبًا بك في المنتدى
يسعدنا تسجيلك في المنتدى ومشاركتك معنا
الشيخ احمد العربى ترك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الشيخ احمد العربي ترك جزيرة شندويل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 50
الموقع : مصر

رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    Empty
مُساهمةموضوع: رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2012 11:55 am

رفـــع الغــمــــــة
فــى
مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة




اعداد وتأليف
الشيخ  / أحمد محمد عبد الله ترك

1430/2009م

مقدمه :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ختام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين   ،،،  وبعد ،،
فإن ظاهرة التكفير من الخطورة بمكان لما لها من آثار دينية واجتماعية تؤدى إلى تمزيق المجتمع وتفريق الأمة مما يكن لأعدائها من السيطرة عليها ونهب خيراتها
وهذه الظاهرة الخطرة تصادم نصوص القرآن والسنة وأقوال أئمة الأمة وتصادم أيضا الدعوة بالحسنى المأمور بها من الله عز وجل ، يقول تعالى : ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن )  0
لقد ابتلت هذه الامة بترويج تلك الأفكار الهدامة والمناهج الضالة والنشرات الكيدية المغرضة والتى لا تمت إلى الاسلام والاصلاح بصلة بل هى من نسيج الاعداء وإن استعملوا فى تنفيذها أبناء الإسلام لزعزعة هذا الكيان 0
إن تمزيق الامة وغيبة التضامن والتساند والتكامل والاتحاد عن شعوبها وأوطانها هو الذى مكن ويمكن منها الاعداء وشذاذ الآفاق فثروتها منهوبة وأرضها ترزح تحت نير القواعد العسكرية الاجنبية وبحارها ومحيطانها تسرح فيها الاساطيل المعادية 0
فعلينا نحن المسلمون ان نتحد ونتضامن ونتعاون لنكون كما أراد الله أمة واحدة إلهها واحد ودينها واحد ورسولها واحد هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )  ،( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )


***


الفصل الاول
الذنوب والمعاصى

تنقسم المعاصى إلى كبائر وصغائر
الكبائر : وهى ما ورد النهى واللعن والوعيد  الشديد فى القرآن والسنة وأكبر الكبائر الشرك بالله وهو مخرج للعبد من الملة إذا مات العبد عليه ، يقول تعالى ( إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )  
الصغائر : وهو ما دون الكبائر يقول تعالى ( والذين يجتنبون كبائر الأثم والفواحش إلا اللمم )   والكفر نوعان أكبر وهو التكذيب بما جاء به الأنبياء والأصغر وهو ذنوب توجب استحقاق العذاب دون الخلود
هل فعل الكبائر يخرج العبد من ملة الإسلام ؟
أجمع أهل السنة والجماعة على أن فعل الكبائر لا يخرج المسلم من الإسلام إلا إذا استحلها عن علم ومعرفة ومن الأدلة قول الله عز وجل
( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين )  
وفى قول النبى صلى الله عليه وسلم : " من كان آخر كلامه فى الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قال وإن وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبى ذر " حيث نسب الله إلى الطائفتين المقتتلين الإيمان مع ما يحدث بينهما من قتل
أما حديث : "  لا يزنى الزانى حيث يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن "  قالوا فى هذا الحديث وجوها :
1ـ لا يكون مؤمنا كامل الإيمان
2ـ او يكون فى شأن من إستعمل هذا الذنب
ورقد ذم الله البدع وردها على اصحابها قال صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا  فهو رد ) رواه مسلم
ويقول الامام الشاطبى ان البدع ليست على رتبة واحدة والكبائر أنواع فمنها ما هو كفر صريح كبدعة الجاهلية المشار اليها بقوله Sad وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ) ومنها معاصى كبدعة الخوارج والمرجئة والقدرية ومنها ما هو معصيةكبدعة التبتل والصيام قائماً فى الشمس ومكروه كقراءة القرآن بالإدارة  
يقول الامام النووى   عند شرحه لحديث (ذاق طعم الإيمان ) ما نصه : وأعلم أن مذهب أهل السنة ما عليه أهل الحق من السلف والخلف أن من مات موحدا دخل الجنة قطعا على كل حال فإن كان سالما من المعاصى كالصغير والمجنون والذى اتصل جنونه بالبلوغ والتائب توبة صحيحة من الشرك او غيره من المعاصى إذا لم يحدث معصيةبعد توبته والموفق الذى لم ينل بمعصية اصلا فكل هذا الصنف يدخلون الجنة ولا يدخلون النار اصلا لكنهم يردونها على الخلاف المعروف الورد الصحيح المراد به المرور على الصراط وهو مقصود على ظهر جنهم أعاذنا الله منها ومن سائر المكروه وأما من كانت له معصيرة كبيرة ومات من غير توبة فهو فى مشيئة الله تعالى فإن شاء عفا عنه وأدخله الجنة أولا كالقسم الأول إذا عذبه القدر الذى يريده سبحانه وتعالى ثم يدخله فلا يخلد فى النار أحد مات على التوحيد ولو عمل من المعاصى ما عمل كما انه لا يدخل الجنة أحد مات على الكفر ولو عمل من اعمال البر ما عمل 0
هذا مختصر جامع لمذهب أهل الحق فى هذه المسألة وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة واجماع من يعتد به من الامة على هذه القاعدة وتواترت بذلك نصوص تحصل العلم القطعى فإذا تقررت هذه القاعدة حمل عليها جميع ما ورد من أحاديث للبات وغيره فإذا ورد حديث فى ظاهره مخالفة وجب تأويله عليها ليجمع بين نصوص الشرح أ هـ
ويقول الامام بن حجر    ناقلا نص الامام البخارى بأن المعاصى من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها الا الشرك لقول النبى صلى الله عليه وسلم ( إنك إمرؤ فيك جاهلية ) وقول الله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) قال ابن بطالى غرض البخارى الرد على من يكفر بالذنوب كالخوارج ويقول ان من مات على ذلك يخلد فى النار والاية ترد عليهم لان المراد بقوله ( يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) من مات على كل ذنب سوى الشرك أ هـ
يقول الامام ابو حامد الغزالى   والذى ينبغى أن يميل المحصل اليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلا فإن استباحة الاموال والدماء من المصلين الى القيلة المصرحين بقول لا الا الا الله محمد رسول الله والخطأ فى ترك تكفير ألف كافر فى الحياة أهون من الخطأ فى سفك محجمة من دم امرىء مسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم أمرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله فإن قالوها فقد عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها  0
ويقول شيخ الاسلام بن تيمية ، هذا مع أنى دائما ومن جالسنى يعلم ذلك منى أنى من أعظم الناس نهيا أن ينسب معين الى تكفير وتفسيق ومعصية إذا علم انه قامت عليه الحجة الرسالية التى من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا تارة أخرى وعاصيا أخرى 0
ويقول فى موضع آخر : إن كل من أقر بالله فعنده من الايمان بحسب ذلك ثم من لم تقم عليه الحجة ما جاءت به الأخبار لم يكفر بجحدة وهذا يبين ان عامة أهل الصلاة مؤمنون بالله ورسوله وإن اختلفت اعتقاداتهم فى معبودهم وصفاته إلا من كان منافقا يظهر الإيمان بلسانه ويبطن الكفر بالرسول فهذا ليس بمؤمن وكل من اظهر الاسلام ولم يكن منافقا فهو مؤمن له من الايمان بحسب ما اوتييه من ذلك وهو ممن يخرج من النار ولوكان فى قلبه مثقال ذرة من الايمان ويدخل فى هذا جميع المتنازعين فى الصفات والقدر على اختلاف عقائدهم ولو كان لا يدخل الجنة الا من يعرف الله كما يعرف نبيه صلى الله عليه وسلم لم تدخل امته الجنة فإنهم او اكثرهم لا يستطيعون هذه المعرفة بل يدخلونها وتكون منازلهم متفاضلة بسبب إيمانهم ومعرفتهم 0
وإذا كان الرجل قد حصل له إيمان يعرف الله به وأتى آخر بأكثر من ذلك عجز عنه لم يحمل له بذلك فتنة ولم يحدث بحديث يكون له فيه فتنة فهذا اصل عظيم فى تعليم الناس ومخاطبتهم بالخطاب العام بالنصوص التى اشتركوا فى سماعها كالقرآن والحديث المشهور وهم مختلفون فى معنى ذلك والله اعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه  
ويقول بن حجر الهيثمى الشافعى فى كتابه تحفة المحتاج فى شرح المنهاج يقول  ينبغى للمفتى ان يحتاط فى التكفير ما امكنه لعظم اثره وعليه عدم قصده سيما العوام ولا زال ائمتنا يعنى الشافعية على ذلك قديما وحديثا ثم فقل عن الامام الزركشى قوله فلينته لهذا وليحذر من يبادر بالتكفير فيخاف عليه ان يكفر هو لأنه كفر مسلما
ويقول العلامة الشوكانى فى كتابه السيل الجرار " اعلم ان الحكم على رجل مسلم بخروجه من دين الاسلام ودخوله فى دين الكفر لا ينبغى لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ان يقدم عليه الا ببرهان أوضح من شمس النهار "
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى رسالته الى السويدى البغدادى وما ذكرت انى اكفر جميع الناس الا من اتبعى وازعم ان انكحتهم غير صحيحة فيا عجبا كيف يدخل هذا فى عقل عاقل
إلى أن قال واما التكفير فأنا اكفر من عرف دين الرسل ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله وهذا هو الذى اكفره واكثر الامة ولله الحمد ليسوا كذلك
وقال الشيخ الامام ثم لا يخفى عليكم انه قد بلغت ان رسالة سليمان من سيبم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم من جهتكم والله يعلم أن الرجل قد افترى على امور لم أقلها ولم يأتى أكثرها على بالى فمنها قوله أنى مبطل كتب المذاهب الأربعة وأنى أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شىء وأنى أدعى الاجتهاد وأنىخارج على التقليد وأنى أقول أن اختلاف العلماء نقمة وأنى أكفر من توسل بالصالحين وأنى أكفر البوصيرى لقوله يا أكرم الخلق وأنى أقول لم أقدر على هدم قبة  رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزابا من خشب وانى احرم زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم وانى انكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما وأنى اكفر من حلف بغير الله وانى اكفر من حلف بغير الله وانى اكفر ابن الفارض وابن عربى وانى احرف دلائل الخيرات وروض الرياحين واسميها الشياطين
جوابى على هذه المسائل سبحانك هذا بهتان عظيم 0
وقال أيها وما ذكرت انى اكفر جميع الناس إلا من اتبعنى وانى ازعم ان انكحتهم غير صحيحة فيا عجبا كيف يدخل هذا فى عقل عاقل ؟
وهل يقول هذا مسلم إنى ابرأ إلى الله من هذا القول الذى ما يصدر إلا من مختل العقل فاقد الإدراك مقاتل الله أهل الأغراض الباطلة وكذلك قولهم إنى أقول لو أقدر على هدم قبة النبى صلى الله عليه وسلم لهدمتها وأما دلائل الخيرات وما قيل عن أنى أحرقتها فله سببان 0
وذلك أنى أشرت على من قبل نصيحتى من إخوانى ألأ يصير فى قلبه أجل من كتاب الله ولا يظنن أن القراءة فيه أفضل من قراءة القرآن واما أحراقها والنهى عن الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بأى لفظ كان فنسبه هذا الى من الزور والبهتان 0
وذكر القرطبى فى تفسيره للآية : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا )
إن فى هذا التوجيه الإلهى من الفقه باب عظيم وهو أن الأحكام تناط بالظان والظواهر لا على القطع واطلاع السرائر فالله لم يجعل لعباده غير الحكم بالظاهر ، وعن اسامه بن زيد رضى الله عنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سريه فعحينا الخرقان ( مكان من جهينة فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله فطعنته فوقع فى نفسى من ذلك فذكرته للنبى صلى الله عليه وسلم فقال أقال لا إله إلا الله وقتلته ، قال قلت يارسول الله إنما قالها خوفا من السلاح قال صلى الله عليه وسلم ( أفلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها أم لا فما زال يكررها حتى تمنيت أنى أسلمت يومئذ ، ويقول الشيخ الامام محمد عبده ( إن الله لم يجعل للخليفة ولا للقاضى ولا للمفتى ولا لشيخ الاسلام ادنى سلطة على العقائد وتقرير الاحكام ولا يسوغ لو احد منهم ان يدعى حق السيطرة على إيمان أحد أو عبادته ربه أو ينازعه طريق نظره )
ولقد كان من الأصول الإنسانية الهامة عند الإمام محمد عبده مناداته بالبعيد عن التفكير كأصل من أصول الأحكام عند المسلمين وذلك أنه إذا صدر قول قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد حمل على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر 0
فهذا الاصل فتح الباب واسعا لتجنب الاحكام الطائشة على أصحاب الأقوال التى تنطوى على شبهات ولا أظن أنه لا يوجد قولا لا يحتمل الإيمان من وجه واحد من مائة وجه ، إذا بلغ الحمق بأحد ولم يكن فى كلامه مثل هذه الشبهات أى احتمال الإيمان من وجه كان الأجدر به أن يذوق حكم محكمة التفتيش البابوية ويؤخذ بيديه ورجليه فيلقى فى النار ، غير خفى على عاقل أن الحكم على شخص بالكفر منه إهدار لدمه واعتداء على حقه فى الحياة وإيغار لصدرة واشاعة الكراهية بين الناس وبالتالى اعتبر التماس العذر للمسلم حتى ولو من وجه واحد يحتمل الإيمان فى مواجهة مائة موقف يحتمل الكفر من أجل الحفاظ على كرامة وإنسانية هذا الإنسان  .


***


الفصل الثانى
أحاديث فى حركة تكفير المسلم


هذا وقد صرحت الأحاديث على حرمة تكفير المسلم ومنها :
1ـ الحديث عن أبى ذر رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يرمى رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك )
2ـ عن أبى سلمة عن ابى هريرة رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما )
3ـ عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم )  :  أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) ،فيخاف على من رمضى أخيه بالكفر أن يقع هو فيه فيختم له به
4ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من حلف بمله غير الاسلام كاذباً فهو كما قال ومن قتل نفسه بشىء عذب به فى نار جهنم ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله )
يقول الإمام الطبرى وكذا ابن كثير والقرطبى والفخر الرازى وغيرهم من المفسرين فى قوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) المائدة
من أنه كفر دون كفر وذنب دون ذنب يقول الطبرى إن حكم به ـ أى بغير ما أنزل الله ـ هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أهل السنة فى الغفران للمذنبين وأخرج بن جرير عن بن عباس قال ( هى به كفرا وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله )  
وإليكم بيان هيئة كبار العلماء فى التكفير والتفجير ما نصه ( الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد
فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء فى دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداءاً من تاريخ (2/4/1919هـ ) ما يجرى فى كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من ا لتكفير والتعجير ، وما ينشأ عنه من سفك الدماء وتخريب المنشآت ونظرا إلى خطورة هذا الأمر وما يترتب عليه من ازهاق أرواح بريئة واتلاف أموال معصومة وإخافة الناس وزعزعة لأمنهم واستقرارهم فقد رأى المجلس اصدار بيان يوضح حكم ذلك نصحاً لله ولعباده وإبراء للذمة وإزالة للبس فى المفاهيم لدى من اشتبه عليه الأمر فى ذلك فنقول وبالله التوفيق :
أولاً : التكفير حكم شرعى مردة إلى الله ورسوله فكما أن التحلل والتحريم الايجاب إلى الله ورسوله فكذلك التكفير
وليس كل ما وصف بالكفر من قوله أو فعل يكون كفرا اكبر مخرجا عن الملة
ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله لم يجيز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة فلا يكفى فى ذلك مجرد الشبه والظن لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة
وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات
ولذلك حذر النبى صلى الله عليه وسلم من الحكم على شخص ليس بكافر فقال ( أيما امرىء قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه  0
وقد يرد فى الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر ولا يكفر من اتصف به لوجود مانع يمنع من كفره
وهذا الحكم كغيره من الأحكام التى لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها وإنتفاء موانعها كما فى الأرث سببية القرابة ـ مثلا ـ وقد لا يرث لوجود مانع لاختلاف الدين وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به 0
وقد ينطق المسلم كلمة الكفر لغلبة فرج او غضب او نحوهما فلا يكفر به لعدم القصد كما فى قصة الذى قال ( اللهم أنت عبدى وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح   0
والتسرع فى التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استباح الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح وغيرها مما يترتب على الردة فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة ؟
وإذا كان هذا فى ولاة الأمور كان أشد كما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم وإشاعة الفوضى وسفك الدماء وفساد العباد والبلاد ولهذا منع  النبى صلى الله عليه وسلم من منابذتهم فقال ( الا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ) فأفاد قوله ( ألا أن تروا ) انه لا يكفى مجرد الظن والإشاعة
وأفاد قوله ( كفراً ) أنه لا يكفى الفسوق ولو كيرس الظلم وشرب الخمر ولعب القمار والاستئثار المحرم
فأفاد قوله ( بواحاً ) انه لا يكفى الكفر الذى ليس ببواح اى صريح ظاهر وأفاد قوله ( عندكم من الله فيه برهان ) أنه لا بد من دليل صريح بحيث يكون صحيح الثبوت صريح الدلالة فلا يكفى الدليل ضعيف السند ولا غامض الدلالة 0
وأفاد قوله ( من الله ) أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته فى العلم والامانة اذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجملة القول أن التسرع فى التكفير له خطره العظيم لقول الله عز وجل ( قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالاتعلمون ) الاعراف 33
ثانيا : ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطىء من استباحة الدماء وانتهاك الاعراض وسلب الأموال الخاصة والعامة وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعاً بإجماع المسلمين لما فى ذلك من هتك لحرمة الأموال وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس الآمنين المطمئنين فى مساكنهم ومعايشهم وغدوهم ورواحهم وهتك للمصالح العامة التى لا غنى للناس فى حياتهم عنها وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم وحرم إنتهاكها وشدد على ذلك وكان من آخر ما بلغ به النبى صلى الله عليه وسلم أمته فقال :  فى حجة الوداع ( فإن دمائهم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت ؟ قالوا نعم قال اللهم اشهد )  
وقال صلى الله عليه وسلم ( كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه )  
وقال عليه الصلاة والسلام ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )
وقد توعد الله سبحانه من قبل نفسا معصومة بأشد الوعيد فقال سبحانه فى حق المؤمن ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) النساء 93
وقال سبحانه وتعالى فىحق الكافر الذى له ذمة فىحكم قتل الخطأ ( وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة ) النساء 92
فإذا كان الكافر الذى له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة فكيف إذا قتل عمدا فإن الجريمة تكون أعظم والأثم يكون أكبر
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة )
ثالثاً : إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخطورة اطلاق ذلك لما يترتب عليه من شرور وآثار فإنه يعلن للعالم أن الإسلام برىء من هذا المعتقد الخاطىء وأن ما يجرى فى بعض البلدان من سفك للدماء البريئة وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة وتخريب المنشآت هو عمل إجرامى والإسلام برىء منه
وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر برىء منه وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف وعقيدة ضالة فهو يحمل إثمه وحرمة فلا يحتسب عمله على الإسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدى الإسلام المعتصمين بالكتاب والسنة المستمسكين الله المتين وإنما هو محض افساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة ولهذا جاءت نصوص الشريعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله قال تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام ) وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )
والواجب على جميع المسلمين فى كل مكان التواصى بالحق والتناصح والتعاون عل البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتى هى أحسن كما قال سبحانه ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) المائدة 21
وقال سبحانه ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) التوبة 71
وقال عز وجل ( والعصر 0 إن الإنسان لفى خسر 0 إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصر ) العصر
وقال النبى صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )  
وقال عليه الصلاة والسلام ( مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين وان يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين وأن ينصر بهم دينه ويعلى بهم كلمته وأن يصلح أحوال المسلمين جميعاً فى كل مكان وأن ينصر بهم الحق إنه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم 0
هيئة كبار العلماء
1ـ رئيس المجلس عبد العزيز بن عب الله بن باز
2ـ محمد بن ابراهيم بن جبير
3ـ راشد بن صالح بن خنين
4ـ صالح بن محمد اللحيدان
5ـ د/ صالح بن فوزان بن بعد الله الفوزان
6ـ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان
7ـ عبد الله بن سليمان المنيع
8ـ حسن بن جعفر العتمى
9ـ عبد الله به عبد الرحمن البسام
10ـ محمد بن صالح العثيمين
11ـ محمد بن عبد الله السبيل
12ـ ناصر بن حمد الراشد
13ـ عبد العزيز عبد الله بن محمد آل الشيخ
14ـ عبدالرحمن بن حمزة المرزوقى
15ـ محمد بن سليمان البدر
16ـ د/ عبد الله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ
17ـ د/ بكر بن عبد الله ابوزيد
18ـ د/ محمد بن زايد آل سليمان
19ـ د/ عبد الله بن عبد المحسن التركى
20ـ د/ صالح بن عبدالرحمن الأطرم


***

الفصل الثالث
ضوابط التكفير


إن مسألة تكفير المسلم من الأمور الخطيرة ولذا وضح لها العلماء ضوابط لايتمكن إلا أهل العلم والمعرفة من معرفتها وضبطها حتى لايتسرع متسرع ممن تسول له نفسه من إلصاق التكفير بكل مسلم وقد صار كثير من الشباب لا يتورعون من هذا الأمر الخطير لأدنى شبهه إلا من رحم ربى لذا أردت أن أسوق إليهم هذه الضوابط حتى لا يقعوا فى هذا الأمر بالغ الخطورة ،واول هذه الشروط
الضابط الأول :
1ـ التثبت : وهو التثبت والتحقيق فيما يفعل من قول او اعتقاد يقتضى تكفيره وينبغى أن يتأكد المنقول إليه من أمانة الناقل ودينه وورعه وصدقه وأن يراعى كما نبه الأمام تاج الدين السبكى ـ ملاحظة العداوة  بين الناقل والمنقول عنه او كما هناك نوع حساسية او اختلاف فى المشرب العلمى بينهما او اختلاف فى المذهب او اختلاف فى الاجتهاد الفقهى لأن العداوة فى كثير من الاحيان تكون سببا للتحامل ، ولو نقل عن مسلم شىء يقتضى تكفيره وثبتت نسبة القول إليه ان يقتصر المنقول إليه الكفر عن ذلك المسلم على تكفير المقالة لا القائل حتى يثبت هو شخصيا من ذلك او حتى يقرأ هو بنفسه كلامه إن كان مكتوبا بالكتب بعد ان يحيط ويلم بجميع جوانب الموضوع الذى تكلم فيه ذلك الكتاب خاصة إذا كان معروفا بعدالته ودينه وامامته فى الدين ودفاعه عن الاسلام وجهاده فى سبيل الله سبحانه وتعالى
وأن القاضى إذا نقل إليه ما يقتضى تكفير المسلم فإنه لا يقتضى بتكفيره الا بأحد أمرين :
1ـ إما بإقرار ذلك المكفر
2ـ وإما بشهدة عدلين منصفين
وحينئذ يستفصلهمامن سبب الردة فإذا ما قام عنده الدليل القطعى اليقينى وأن ذلك موجب للرد فإنه يستدعيه ويستتيبه فإن أبى فحينئذ يحكم بقتله 0
الضابط الثانى : العلم
لا بد للشخص الذى يحكم بكفره الآتى :
1ـ أن لا يكون جاهلاً يقول تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) الاسراء 15
والدليل على ذلك قصة الرجل الذى طلب من اولاده إن هو مات أن يحرقوه ويبذروه فى الهواء
قال شيخ الاسلام فهذا الرجل وقع له الشك والجهل فى قدرة الله تعالى على إعادة ابن آدم بعدما أحرق وذرى وعلى أنه يعيد الميت ويحشره إذا فعل به ذلك أحدهما متعلق بالله تعالى وهو الإيمان بأن الله على كل شىء قدير
والثانى متعلق باليوم الآخر وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت ويجازيه على أعماله ومع هذا فلما كان مؤمنا بالله فى الجملة ومؤمنا باليوم الآخر فى الجملة وهو أن يثيب ويعاقب بعد الموت وقد عمل صالحاً وهو خوفه من أن يعاقبه على ذنوبه غفر الله له بما كان منه من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح  
وأيضا فى قصة الحواريين عندما قالوا لعيسى عليه السلام ( هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ) قالوا عن جهالة ولم يبطل ذلك إيمانهم وهذا لا مخلص منه وإنما كانوا يكفرون لوقالوا ذلك بعد قيام الحجة عليهم وتبيينهم لها 0
الضابط الثالث : العمد
قول تعالى ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ) الاحزاب 5
وقال صلى الله عليهوسلم " إن الله تجاوز لى عن أمتى الخطأ والنسيان "  
الضابط الرابع : القصد والأختيار
وهذا إنما يكون فيما يحتمل وجوها عدة فى التأويل أى فيما ليس له إلا معنى واحد ولا يحتمل تاويل بلا معنى آخر فإن المسلم محاسب على ظاهر كلامه ولا يقبل منه أنه لم يقصد المعنى اللغوى لأن ذلك يفتح الباب واسعاً أمام الزنادقة ليخربوا الدين ويهدموه من الداخل أما إذا كان الكلام الذى تفوه به المسلم او الفعل الذى وقع فيه يحتمل وجوها من التأويل فحينئذ لابد من ملاحظة قصده ومن التيقن من أنه أراد المعنى الكفرى
الضابط الخامس : انتفاء الاكراه
قال تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب أليم ) النحل 106
قال ابن جرير أخذ المشركون عمار بن ياسر معذيره حتى قاربهم فى بعض ما أرادوا شكا ذلك إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال النبى صلى الله عليه وسلم كيف تجد قلبك قال مطمئناً بالإيمان ، قال النبى صلى الله عليه وسلم إن عادوا فعد    
الضابط السادس : يقول الإنسان كلاماً أو يفعل فعلاً ليس صريحا فى الكفر ولكن يلزم منه ويترتب عليه الكفر فهل يحاسبه على لازم كلامه وفعله أم يحاسبه على صريح كلامه وفعله المحققون من علماء أهل السنة وجهود السلف والخلف يقولون إن لازم المذهب ليس بمذهب وعلى ذلك جرى تطبيقاتهم فما يلزم من قول المسلم أو من فعله إن لم يكن صريحا فى الكفر ولو كان يؤدى إليه لا يكفرون عليه وليس معنى ذلك السكوت على ذلك القول أو الفعل بل يغلظ عليه ويعاقب ويبين له خطر كلامه ولكن لا يطلق عليه حكم التكفير
الضابط السابع : أن لا يكون الكلام محتملاً بوجه من الوجوه التى تمنع التكفير
الضابط الثامن : وهو التفريق بين المقالة والقائل وهذا الضابط أيضاً ليس على اطلاقه وإنما فيما يعذر المسلم بجهله أو فيما يشتبه عليه دليله  
قاعدة ( من لم يكفر الكافر فهو كافر )
والحقيقة أن هؤلاء الشباب لم ينزلوا هذا القول على الحقيقة وأن المراد بالكافر هنا المقطوع بكفره الذى توفرت فيه جميع الشروط وأنتفت عنه جميع الموانع ومن كان كافرا من البداية ولم يدخل الإسلام ابدا مثل فرعون وأبى جهل وأبى لهب وماركس فمن لم يكفر هؤلاء وأمثالهم فهم مثلهم
وأما الشخص الخفى حالة لأظهاره الاسلام وابطانه الكفر وكراهية الاسلام فمثل هذا الشخص من من اطلع على حالة وعرف حقيقته فى مجالس خاصة وللقرب منه وتحقق من وجود الشروط وانتفاء الموانع وجب اعتقاد تكفيره  


***

الفصل الرابع
هل مجتمعات المسلمين جاهلية
ماذا يعنى مصطلح الجاهلية ، نجد فى لسان العرب معنى الجاهلية عنده وعند جميع المصطلحات العربية أنه زمن للفترة ولا اسلام اى انها ليست حقبة زمنية وحسب بل حقبة زمنية قدخلت من وجود الشريعة الالهية التى لها السيادة على عقل الأمة وسلوكها إنها بتعبير آخر فكره محورها الشرك والوثنية عدت فى الاستخدام المتداول النقيض للإسلام لأنه فكره محورها التوحيد  
فكما أن لكل امة من أمم الرسالات جاهليتها أى الفترة الزمنية التى خلت من الشريعة المتبعة فإن للفكرية الجاهلية التى تتمحور من حول الشرائع والوثنية منظومتها القيمية ونسقها الفكرى ومن هذه القيم والأفكار قد يتسرب إلى أفكار الأمة فى حقبة إيمانها وإسلامها وتوحيدها فيشوب فكرتها الإيمانية بشوائب وذلك رغم وجود الشريعة  
هذا وبظهور الاسلام وتكون امته تبلورت الفكرية الإسلامية التى تمحورت حول التوحيد وحكمت قيم الاسلام تكونت هذه الامة فى مقابل المشركين ـ أمة الجاهلية التى استمرت ـ وما زالت بصورة اخرى ـ تحارب الإسلام والمسلمين دفاعاً عن الشرك والوثنية ـ محور الفكرية الجاهلية وعن قيمها وأفكارها  
وفى الأحاديث النبوية التى جاء فيها ذكر مصطلح الجاهلية نجد لها ذات المعنى ونفس الاستخدام فهى الفترة الزمنية التى يطبعها المشرك بطابعه الخاص ومن تلك الأحاديث النبوية قوله صلى الله عليه وسلم ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة الجاهلية ، ومن قاتل تحت راية عميه يغضب لعصبه دو يدعو إلى عصبة او ينصر عصبه عميه فقتل فقتله جاهلية ومن خرج على أمتى يضرب برها وفاجرها ولا يتماش من مؤمنها ولا يعنى ازى عهد عهده فليس منى ولست منه"  
فالجاهلية هنا معسكر متميز مستقل بفكرته وقيمه يقابل أمة الاسلام المتميزة والمستقلة بفكرية التوحيد وقيم الاسلام
وهنا يأتى الشيئ ويقع اللبس الذى يتيسر الجدل فى صفوف نفر من الاسلاميين المعاصرين فالذين يحكمون على مجتمعاتنا المعاصرة بالجاهلية صنعوا ذلك لأنهم وضعوا بعضا من قيم الجاهلية تسود بعض نواحى السلوك فى هذه القيم الجاهلية هى الشذوذ وليس القاعدة  
إن تكفير المجتمعات ووصفها بالجاهلية لا يتفق مع أسلوب الدعوة ، لقد علمنا القرآن اسلوب اللين والراحمة وحذرنا من الفظاظة والنبى صلى الله عليه وسلم يقول ( بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا )   فلا يجوز اطلاق الوصف بعمومه على مجتمعات المسلمين فالجاهلية المطلقة او المجتمع الجاهلى قاصر على فترة ما قبل الاسلام كما ذكرنا 0
والذين يستدلون بقول النبى صلى الله عليه وسلم لابى ذر ( إنك إمرؤ فيك جاهلية )  
وقوله (ما بال دعوى الجاهلية ) ، فنقول إذا أردتم الاتباع فقولوا مجتمع فيه بعض صفات أهل الجاهلية ولكن لا يجوز اطلاق القول بأنه مجتمع جاهلى 0


***

الفصل الخامس
( العلاج )
1ـ ربط الجزئيات بالكليات إن الخطأ الذى يقع فيه الكثير هو عدم ربط الجزئيات بالكليات فى فهم الاحكام فعلى الذى يريد أن يصدر حكما صحيحا ان يحيط بالمسائل من جمع جوانبها حتى يستطيع ان يصدر حكماً صحيحاً علىمما يصادفه من قضايا وامور 0
2ـ العمل يقيم الأعمال ومراتبها كالمستحب المسنون الواجب الفرض والفرض نوعان كفاية وفرض عين وفرض العين درجات والمكروه نوعان تحريما وتنزيها ، والمشتبهات والحرام الصريح وهو نوعان صغائر وكبائر والكبائر متفاوتة فمعرفة هذه الأمور الفقهية الدقيقة تدفع شبابنا إلى الفهم الصحيح للدين وعدم التسرع فى إصدار الأحكام والمعرفة الصحيحة تكون عن طريق التخصص فى كليات الشريعة بجامعة الأزهر الشريف 0
3ـ لقد ذكر الله عز وجل مراتب الناس فى الأعمال وأن هذه الأصناف الثلاثة داخلة فى رحمة الله وجنته يقول تعالى: ( ثم أورثنا الكتاب الذى اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير 0 جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير0 وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) ( فاطر 32ـ35)  والناس ليسوا على درجة واحدة من الصلاح والتقوى والعقل وهذه حقيقة بديهية لا يختلف فيها إثنان 0
4ـ تقدير ظروف الناس وأعذارهم ، من الخطأ النظر إلى كل الناس ومطالبتهم بالإسلام الكامل0
5ـ الفقه فى سنة الله فى خلقه وهى سنة التدرج والصبر على الأشياء حتى تنضج وتبلغ مداها
6ـ احترام التخصص فلكل علم أهله ولكل فن رجال المتخصصون يقول تعالى ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) الأنبياء 7
ومن الأمور الخطيرة الاجتراء على الفتوى والتطاول على العلماء قديماً وحديثاً دون ان تكون عنده مؤهلات
7ـ أحكام الفقه مراتب فمنها أحكام ظنية تقبل تعدد الأفهام والتفسيرات بخلاف الأحكام المتعلقة بالعقيدة التى لابد فيها القطع واليقين 0
8ـ إلتزام التيسير والاعتدال فيا دعاة الإسلام اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية  
ما أجمل هذه القاعدة حين يلزمها الداعية المسلم وهو يبلغ الناس رسالة الله برفق وحرص ورحمة فيكون مثله كمثل النحال الماهر الذى الذى يجنى العسل الشهى من خليته برفق وهدوء فلا يزعج النحل ولا يعيب الخلية بسوء يعكس للنحال الذى يستخدم العنف والشدة فيكسر الخلية ويقتل النحل أو يطرده وفوق ذلك كله يقصد العسل ويسكبه على الأرض ولذا جاء فى الحديث ( ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما فإن كان إثما كان ابعد الناس عنه )   إن عين الحكمة فى الدعوة إلى الله ان تجمع الدعاة بين الصدع بالحق وعفة اللسان وبين التمسلك بالدين والاحسان إلى الناس وبين مراعاة الحق وملاطفة الخلق وقد قال صلى الله عليه وسلم (مثلى ومثلكم كمثل رجل اوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنت تفلتوه من يدى )   وصدق الله إذ يقول ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )    
9ـ التدرج فى طلب العلم
قال الشاطبى ( لا يذكر للمبتدىء من العلم ما حظ المنتهى بل يربى بصغار العلم قبل كباره فكل مرحلة لها ما يناسبها من العلم والمعرفة وهذا هو الذى سلكه النبى صلى الله عليه سلم فى تعليم أصحابه رضوان الله عليهم (5/170،171)
10ـ إلتزام الأدب فلا بد لطالب العلم والمعلم أن يتحليا بالأدب والاحترام وهو خلق من أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) وفى رواية ويعرف شرف كبيرنا وفى رواية أبى داود حق كبيرنا  ،   ويقول صلى الله عليه وسلم (البر حسن الخلق )   فلابد لطالب العلم أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة فلا يتطاول على أحد ولا يكن فاحشاً ولا بذيئاً قال صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء )  
11ـ فقه الاختلاف وأدب الأختلاف وقد كان العلماء فى الماضى لكل واحد منهم رأيه المخالف للآخر ولكنهم مع ذلك تتلمذ بعضهم على بعض وصاحب بعضهم بعضاً فمثلاً الإمام مالك صاحب وعاصر الامام ابوحنيفة والشافعى تتلمذ على الامام مالك والامام احمد تتلمذ على الامام الشافعى ومما جاء عنهم رأى الصواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب
12ـ الاهتمام بهموم المسلمين وهو أمر هام جداً لانه ما استحق ان يولد من عاش لنفسه يقول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح "  الساعى على الارملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله " البخارى ومسلم
13ـ البعد عن الظن والتجرد عن الهوى ومن مظاهر الانصاف الرجوع الى الحق فالحق احق ان يتبع قال عمر " من بركة العلم وآدابه الانصاف فيه ومن لم ينصت لم يفهم ولم يتهم قال بعض العلماء ( ليس معى من العلم الا ان اعلم اى لست اعلم )
قال الوراق اتم الناس اعرفهم بنفصه واتمهعم لشهوته حرضه

***


الفصل السادس

الوسطية
ما هو التطرف هو التشدد والغلو الذى يفضى بالانسان من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر الى ان يسلك مسلك الخوارج  
يقول الامام سفيان النووى " الفقه هوالرخصة من الثقة وأما التشهد فيتقنه كل احد "
فعلى المسلم المحتاط لدينه أن يكون مع جمهورالعلماء فذلك أدعى للصواب
ما هى الوسطية :
الوسط صفة بمعنى خيار أو أفضل وأجود فأوسط الشىء أفضله وأجودة وخياره مزايا الوسطية وفوائدها
1ـ الخيرية : يقول تعـــالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " قال ابن كثير فى هذه الوسط هنا الخيار الأجود كما يقال لقريش أوسط العرب نسباً وداراً أى خيرها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وسطاً فى قومه أى أشرفهم نسباً ومنه الصلاة الوسطى التى هى أفضل الصلوات
2ـ الاستقامة الوسطية تعنى الاستقامة والبعد عن الميل والانحراف كما جاء فى سورة الفاتحية ( اهدنا الصراط المستقيم  0 صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ويقول تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون ) فصلت 30
3ـ الحكمة لأن الحكمة وضع الشىء فى غير موضعه قال ابن القيم فعل ما ينبغى على الوجه الذى ينبغى فى الوقت الذى ينبغى وقال أيضا " الحكة أن تعطى كل شىء حقه ولا تعديه حقه "  
4ـ القوة فمرحلة الشباب مرحلة القوة وسطا بين ضعفين
5ـ الوسطية والتيسير ورفع الحرج يقول تعالىSad وما جعل عليكم فى الدين من حرج ) الحج 78
ويقول تعالى ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) البقرة 185
6ـ الوسطية والأمان وهى تمثل منطقة الأمان والبعد عن الخطر


***

الفصل السابع

التطرف غلو وافراد وتفريط
يقول تعالى ( يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا علىالله إلا الحق ) النساء 171 ويقول صلى الله عليه وسلم ( إياكم والغلو فى الدين إنما أهلك من كان قبلكم الغلو فى الدين )  وقال صلى الله عليه وسلم : ( هلك المتنطعون قالها ثلاثاً قال النووى المتنطعون المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود فى أقوالهم وأفعالهم )
يقول الدكتور القرضاوى(إنه ليس من الإنصاف أن تتهم إنسانا بالتطرف لمجرد أنه اختار رأيا من الآراء الفقهية المتشددة مادام يعتقد أنه الأصوب والأرجح وإن كان غيره يرى رأيه مرجوحا أو ضعيفا)
أقول إننا نوافق فضيلته على ذلك ولكن الذى ننكره على أمثال هؤلاء ممن تبنوا رأيا أو اختطوا منهجا أنهم ينكرون على من خالفهم ويتهمونهم بابشع التهم ويضعونهم بأسوأ الأوصاف ويرون الحق محتكر عليهم
والتفريط فى اللغة هو التضييع والتقصير قال تعالى : ( وكان أمره فرطا ) الكهف 28
فالتفريط يدل على التضيع والتقصير والترك والتهاون


***
الفصل الثامن
مظاهر التطرف

1ـ التعصب للرأى وفرضه على الآخرين وإتهام الآخرين بالابتداع أو بالكفر والمروق ،قلت فالمسألة مادام لم يوجد فيها نص قطعى لا يحتمل إلا وجها واحدا ففى هذه الحالة لا خلاف فى المسألة أما إذا احتمل النص عدة وجوه فلا حرج على من أخذ بأى وجه من الوجوه ولا يلام ومن خفى أن أقول ومن واجبك أن تتبع رأى صواب لا يحتمل الخطأ ورأيك خطأ ولا يحتمل الصواب وبهذا لا يمكن أن يلتقى بغيره أبدأ الآن يمكن ويسهل فى منتصف الطريق ووسطة وهو لا يعرف الوسط ولا يعترف به فهو مع الناس كالمشرق والمغرب لا تقترب من أحدهما إلا بمقدار ما تبتعد من الآخر  
2ـ التمحور حول الشخصيات والأحزاب والجماعات لا يقبلون النقد ولا إلى من ينتمون إليه ولو كان نقداً علميا نزيها
3ـ التقليد الأعمى قلت وهى الثقة العمياء بالامام المقلد ومنهجة واجتهادة كشأن مدعى الاجتهاد
اما ان قلت الانسان احد اصحاب المذاهب المعتمدة فلا غبار عليه فى ذلك لأنه لا يستطيع كل انسان ان يكون مجتهدا او إلا أدى ذلك كما قال احد العلماء والكبار بمقولة رائعة ( اللامذهبية قنطرة إلى اللادينية )
4ـ سوابق الأفكار وهى صعوبة التخلص من الأفكار التى ورثوها وألفوها
5ـ الإنطواء والتقوقع ـ وهى حصرقراءاتهم فى اطار معين واعتقاد معين وأكثر هؤلاء لم يطلعوا إلا على رأى واحد ولم يقرءوا إلا صفحات معينة من كتب مغيبة أو محددة ويظنون أن لا شىء قبل هذه الكتب ولا بعدها
6- النقص العلمى وعدم الاتزان الفكرى وهو البعد عن التخصص
7ـ التجرؤ على الفتوى دون مؤهلات فهم كالببغاوات لا يعرفون من الأمر إلا كما يعرف الببغاء عند ترديده للكلام
7ـ الطعن فى العلماء والتشنيع على المخالف
8ـ الجلافة والغلظة والخشونة
9ـ الفهم الخاطىء للسلفية وأن المراد بها القرون الثلاثة المعضلة المشار إليها بحديث النبى صلىالله عليه وسلم " خير القرون قرنى  ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم تجىء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته "  
10 ـ إلتزام التشدد دائماً يقول صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته " وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما "


الفصل التاسع
آفات التطرف
1ـ التنفير والانقطاع عن العمل  ولذا يقول النبى صلى الله عليه وسلم " اكلفوا فى العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن احب الاعمال إلى الله أدومها وإن قل  " ويقول صلى الله عليه وسلم " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحدا إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا "  
2ـ الجور على الحقوق والواجبات من عيوب التطرف أنه لا يخلو من جور على حقوق  واجبات وعدم تحقيق التوازن ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا "
3ـ الغرور بالنفس من شأن الغلاة وقد ظنوا أنهم احتكروا الحق لأمتهم وادعوا الكمال لمنهجهم وفكرهم
4ـ الحرص على الزعامة ويكون بنقد العلماء والتشكيك فى الدعاة والمربين ويهاجمون كل من ليس معهم ويضخمون الأخطاء والعثرات ليبرزوا أنهم هم الدعاة والعلماء وهذا خطر يفتك ويحرق الحسنات ويحبط الأعمال ويمزق الصفوف ويثير عوامل الخلاف
5ـ سوء الظن ويكون بالنظر إليهم من خلال منظار أسود يخفى حسناتهم على حين يضخم سيئاتهم والأصل عند المتطرف هو الاتهام والاصل فى الاتهام لادانة خلافا لما تقرره الشرائع والقوانين ان المتهم برىء حتى تثبت ادانته ، نجد الغلاة انما يسارعون الى سوء الظن والاتهام لأدنى سبب فلا يلتمسون المعاذير للآخرين بل يفتشون عن العيوب والأخطاء ليضربوا بها الطبل ويجعلوا من الخطأ خطئه ومن الخطيئة كفرا ولقد وضحنا فيما سبق خطورة تكبير من خلال الأحاديث وأقوال العلماء رضى الله عنهم


الفصل العاشر
أسباب بالتطرف الدينى

الأسباب العلمية
1ـ ضعف البصيرة فى الدين
2ـالاتجاه الظاهرى فى فهم النصوص
3ـ اتباع المشتبهات وترك المحكمات
4ـ الاسراف فى التحريم
5ـ التباس المفاهيم
6ـ أخذ العلم من الكتب وقد قيل " لا تأـخذ القرآن من مصحفى ولا العلم من صحفى "
حتى قال بعض أحداث السن عن أئمة كبار لا يروقهم منهجهم نحن رجال وهم رجال
7ـ ضعف المعرفة لوقائع التاريخ وسنن الكون وهو المفهوم الخاطىء لوقائع التاريخ فبعضهم يريد أن يغير العالم بوسائل وهمية وأساليب خيالية ويندفع إلى أعمال وتصرفات دون نظر إلى العواقب والنتائج "
ومن السنن  المهمة التى يغفل عنها المتحمسون والمتعجلون سنتان مهمتان هما سنة التدرج وسنة الأجل المسمى
8ـ ردود الأفعال السريعة إلى الضد مع أن الحقيقة دون ذلك وقد أشار القرآن إلى طبيعة التجاوز فى ردود الأفعال فقال: ( ولا تنسوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) الانعام 108
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يارسول الله كيف يلعن الرجل والديه قال أن يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه "
وواقعنا المعاصر يدل على أن الأقوال المتطرفة أنبعثت فى سياق رد الفعل على قول متطرف
الاسباب الاقتصادية
1ـ سوء توزيع الثروات والهوة الكبيرة بين الطبقات
2ـ انهيار قيمة العمل إذا لم يعد العمل هو مصدر الثروة وانما اصبحت الطرق الغير مشروعة هى التى تجلب الثروة
3ـ غياب روح التكافل فى المجتمع التى تجعل المجتمع كالجسد الواحد
4ـ انتشار البطالة وضيق سبيل العيش الكريم
الاسباب السياسية
1ـ وقد تجلى الانحراف السياسى فى بروز ظاهرة التطرف نتيجة الظلم الذى لحق بعض المسلمين فى بعض البلاد وتحت ضغوط التعذيب المروع والظلم تفجرت ظاهرة التكفير من بعض الشباب ونحن لا نقر التكفير باطلاق ودون ضوابط كما أننا لا نقر الظلم والاستبعاد مهما كانت أسبابه ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن اصدار الحكم فى حالة الغضب يقول صلى الله عليه وسلم " لا يحكم أحد بين أثنين وهو غضبان "  
فكيف ممن لا يؤهله علمه للقضاء والافتاء أصلا
يقول ابن تيمية " كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم وإن كان،لأن اذلك المخالف يكفرهم .


عدل سابقا من قبل Admin في الخميس مارس 05, 2015 9:45 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 50
الموقع : مصر

رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    Empty
مُساهمةموضوع: رد: رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2012 11:57 am


الفصل الثانى عشر
أقسام الكبائر

ومن أفرد الكبائر فى مصنف مستقل الإمام الذهبى فوصل بها إلى السبعين أخذا بقول ابن عباس رضى الله عنه هى إلى السبعين أقرب وصدق والله ابن عباس رضى الله عنه وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على فهم وفقه الامام الذهبى
وهو فريد عصره ووحيد دهره وهو محمد بن احمد بن عثمان بن قايماز شمس الدين ابو عبد الله التركمانى الفارفى الامام الحافظ مؤرخ الاسلام محدث العصر المشتهر بالذهبى نسبة إلى صنعة أبيه ولد سنة 673هـ وتوفى 748هـ وهو احد اربعة عددهم السيوطى الناس عيال عليهم وهم المزنى والذهبى والعراقى ابن حجر وله مؤلفات عديدة
ومنها 1ـ طبقات الحفاظ 2ـ ميزان الاعتدال فى الرجال 3ـ سير أعلام النبلاء وكتاب الكبائر الذى نحن بصدد ذكر الكبائر التى جمعها ولكن سنذكرها على جهة الاختصار تبيينا للقارىء هذه الكبائر حتى يكونوا على حذر من الوقوع فيها 00
الكبيرة الأولى : الشرك بالله
1ـ يقول تعالى: ( إن الشرك لظلم عظيم ) لقمان 13
2ـ ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ) المائدة 72
3ـ ( من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) ( الكهف 110)
4ـ ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما ) النساء31
5ـ ( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلى اللمم إن ربك واسع المغفرة ) النجم 32
6ـ ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء 48
7ـ ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) النساء 116
ويقول صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يارسول الله قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولى يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات )
والشرك أن يجعل لله ندا ويعبد معه غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبى أو شىء او نجم او ملك او غير ذلك
الكبيرة الثانية : قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق
1ـ يقول تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) النساء 93
2ـ ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ) الفرقان 70
3ـ ( وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت ) التكوير 8/9
4ـ (من اجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل ) الخ الآية 32
5ـ ( ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق )الاسراء 33
ويقول صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يارسول الله فذكر منها ( قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق )
الكبيرة الثالثة : السحر
يقول تعالى : ( ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) البقرة
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ) فذكر منها السحر
الكبيرة الرابعة : تارك الصلاة
1ـ يقول تعالى: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ) مريم 59، 60
2ـ ( فويل للمصلين ) الماعون 4،5
3ـ ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ) المنافقون9
4ـ ( ما سلككم فى سقر قالوا لم نك من المصلين ) 42ـ48
الكبيرة الخامسة : مانع الزكاة
يقول تعالى : ( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ) فصلت 6،7
( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) التوبة
( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم ) آل عمران 180
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من آتاه الله مالاً لم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه أى بشقيه يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا هذه الآية ( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم ا لقيامة ) آل عمران 180( البخارى حديث 1403، 4565
الكبيرة السادسة ( افطار يوم من رمضان بغير عذر )
يقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة
ويقول صلى الله عليه وسلم " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر "
وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال " رغم أنف أمرىء أدرك شهر رمضان فلم يغفر له "
الكبيرة السابعة : ترك الحج مع القدرة عليه
يقول تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " آل عمران 97
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه " لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جده ولم يحج فليفرضوا عليهم الجزية وما هم بمسلمين "
الكبيرة الثامنة : عقوق الوالدين
يقول تعالى : ( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا ) الاسراء 23
ويقول تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احسانا ) النساء
ويقول صلى الله عليه وسلم : " رضا الرب فى رضا الوالدين وسخط الله فى سخط الوالدين " حديث صحيح
ويقول صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر ولا مؤمن بسحر " حديث صحيح
وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال جاء اعرابى فقال يا رسول الله ما الكبائر قال الاشراك بالله قال ثم ماذا قال ثم عقوق الوالدين قال ثم ماذا قال ثم اليمين الغموس "

الكبيرة التاسعة : قاطع الرحم
يقول تعالى: ( واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ) النساء 1
اى واتقوا الارحام ان تقطعوها
ويقول تعالى (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) محمد 22،23
ويقول تعالى : ( والذين يصلون ما أمر اللهبه أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ) الرعد 20،21
ويقول صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه " ويقول صلى الله عليه وسلم "بلوا ارحامكم ولو بالسلام " حديث صحيح
الكبيرة العاشرة : الزنا
يقول تعالى : (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) الاسراء 32
ويقول تعالى : ( والزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله ) النور 2
ويقول تعالى ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ) الفرقان 68ـ 70
ويقول صلىالله عليه وسلم " لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب بها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم حيثن ينتهبها وهو مؤمن )
ويقول صلى الله عليه وسلم " ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر "
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله أى الذنب أعظم عند الله تعالى قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك فقلت إن ذلك لعظيم ثم أى قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أىقال أن تزنى بحليلة جارك "
الكبيرة الحادية عشرة : اللواط
يقول تعالى حكاية عن قوم لوط ( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ) هو 82، 83
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أخوف ما أخاف على أمتى عمل قوم لوط )
الكبيرة الثانية عشرة : الربا
يقول تعالى " ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون ) ال عمران 130
ويقول تعالى (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا ) البقرة 275
ويقول صلى الله عليه وسلم " لعن الله آكل الربا وموكله " وزاد الترمذى وشاهديه وكاتبه ويقول صلى الله عليه وسلم " آكل الربا موكله وكاتبه وشاهديه إذا علموا ذلك ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
ويقول صلى الله عليه وسلم ( ما ظهر فى قوم الربا إلا ظهر فيهم الجنون ولا ظهر فى قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت وما بخس قوم الكيل والوزن إلا منعهم الله القطر ) حديث صحيح

الكبيرة الثالثة عشرة : أكل مال اليتيم وظلمه
يقول تعالى : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتى يبلغ أشده ) الاسراء 34
ويقول تعالى ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون فى بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا ) النساء 10 وقال صلى الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما "
وقال صلى الله عليه وسلم " كافل اليتيم له أو لغيره كهاتين واشار بالسبابة والوسطى "
الكبيرة الرابعة عشرة :
الكذب على الله عز وجل وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول تعالى : ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ) الزمر 60 ويقول صلى الله عليه وسلم ( من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " ( البخارى ومسلم )
الكبيرة الخامسة عشر : الفرار من الزحف
يقول تعالى : ( ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ) الأنفال 16 ويقول صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منها التولى يوم الزحف "
الكبيرة السادسة عشر : غش الامام الرعية وظلمه لهم
يقول تعالى ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ) ابراهيم 42،43
ويقول تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ) الشعراء 227
ويقول تعالى ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلون لبئس ما كانوا يفعلون ) المائدة 79
ويقول صلىالله عليه وسلم " من غشنا فليس منا " ويقول صلى الله عيه وسلم ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) ويقول صلى الله عليه وسلم " أيما راع غش رعيته فهو فى النار " البخارى ومسلم
الكبيرة السابعة عشر : الكبر
يقول تعالى ( وقال موسى إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ) غافر 27 ويقول تعالى ( إنه لا يحب المستكبرين ) النحل 23
إن الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه )
ويقول صلى الله عليه وسلم " الكبر سفه الحق وغمض الناس " وفى لفظ لمسلم ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم
الكبيرة الثامنة عشر: شهادة الزور
قال تعالى (والذين لا يشهدون الزور ) الفرقان 72
ويقول تعالى ( واجتنبوا قول الزور )الحج 30
ويقول تعالى( إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب ) غافر 28
ويقول صلى الله عليه وسلم " من قضيت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة التاسعة عشر : شرب الخمر
يقول تعالى ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبيرة ومنافع للناس ) البقرة 219
ويقول تعالى( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) المائدة 90،91
وقال صلى الله عليه وسلم ( من شرب الخمرفاجلده فإن عاد فاجلده فإن شربها فاجلدوه فإن شربها الرابعة فاقتلوه " ويقول صلى الله عليه وسلم " كل سارق وكل خمر حرام ومن شرب الخمر فى الدنيا فمات ولم يتب منها وهو مدمنها لم يشربها فى الآخرة )رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم ( مدمن الخمر إن مات لقى الله كعابد وثن ) حديث صحيح
الكبيرة العشرون عشر : القمار
يقول تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر ) البقرة 90
ويقول صلى الله عليه وسلم " إن رجالا يتخوضون فى مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة " رواه البخارى
الكبييرة الحادية والعشرون : قذف المحصنات المؤمنات الغافلات
يقول تعالى ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ) النور 23
ويقول تعالى ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً اولئك هم الفاسقون ) النور 4
ويقول صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها وقذف المحصنات المؤمنات " متفق عليه
ويقول صلى الله عليه وسلم " إن الله يبغض الفاحش البذىء "
ويقول صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة الثانية والعشرون : الغلول من الغنيمة
يقول تعالى ( وما كان لنبى أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) آل عمران 161
ويقول صلى الله عليه وسلم " لا يقبل الله صلاة بلا طهور ولا صدقة من غلول " رواه مسلم
الكبيرة الثالثة والعشرون : السرقة
يقول تعالى ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله ) المائدة 38
ويقول صلى الله عليه وسلم " لعن الله السارق الذى يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده " البخارى ومسلم
الكبيرة الرابعة والعشرون : قطع الطريق
يقول تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا ) المائدة 33
الكبيرة الخامسة والعشرون : اليمين الغموس
يقول تعالى : ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً لا خلاق لهم فى الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) ال عمران 77
ويقول صلى الله عليه وسلم " من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله تعالى وهو عليه غضبان " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة السادسة والعشرون : الظلم
يقول الله تعالى ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) ابراهيم 42،45
ويقول صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد ) هود 102
الكبيرة السابعة والعشرون : المكاس
وهو من أكبر أعوان الظلمة بل هو من الظلمة أنفسهم فإنه يأخذ مالا يستحق ويعطه من لا يستحق ، يقول تعالى ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) الشورى 42
ويقول صلى الله عليه وسلم " أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال إن المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ويأتى وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار " رواه مسلم
الكبيرة الثامنة والعشرون :
أكل الحرام وتناوله على أى وجه كان
ويقول تعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) البقرة 188
ويقول صلى الله عليه وسلم " إن رجالا يتخوضون فى مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة " رواه البخارى
الكبيرة التاسعة والعشرون : أن يقتل الانسان نفسه
يقول تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ) النساء 29:31
ويقول صلى الله عليه وسلم " من قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يتوجأ بها فىبطنه فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة الثلاثون: الكذب فى غالب أقواله
يقول تعالى : ( قتل الخراصون ) الزاريات 10 أى الكاذبون
ويقول صلىالله عليه وسلم " آية المنافق ثلاث وإن صلى وصام وزعم انه مسلم إذا حدث كذب واذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان " رواه البخارى ومسلم

الكبيرة الحادية والثلاثون : القاضى السوء
يقول تعالى : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) البقرة 159
ويقول صلى الله عليه وسلم أذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجر " متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم من جعل قاضيا بين الناس فكأنهما ذبح بغير سكين ) رواه احمد فى مسنده
الكبيرة الثانية والثلاثون : أخذ الرشوة على الحكم
يقول تعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالأثم وأنتم تعلمون ) البقرة 188
وقال صلى الله عليه وسلم " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشى والمرتشى " حديث صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الراشى والمرتشى ) اخرجه الترمذى
الكبيرة الثالثة والثلاثون :
تشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء
قال صلى الله عليه وسلم " لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال " رواه البخارى




الكبيرة الرابعة والثلاثون :
الديوث المستحن على أهله والفواد ال ساعى بين الاثنين بالفساد
يقول تعالى ( الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين يقول صلى الله عليه وسلم " ثلاث لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجلة الفساد " رواه النسائى فى صحيح النسائى
الكبيرة الخامسة والثلاثون : المحلل والمحلل له
يقول صلى الله عليه وسلم " لعن المحلل والمحلل له " رواه النسائى والترمذى
الكبيرة السادسة والثلاثون :
عدم التنزه من البول وهو من شعار النصارى
يقول تعالى ( وثيابك فطهر ) المدثر 4 وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال مر النبى صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال أما أنهما ليعذبان وما يعذبان فى كبير أما احدهما فكان يمشى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرئى من البول " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة السابعة والثلاثون : الرياء
يقول تعالى ( يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) النساء 142
ويقول تعالى ( الذين هم يراءون ويمنعون الماعون ) الماعون 704
ويقول صلى الله عليه وسلم من سمع سمع الله به ومن يراء يراء الله به " متفق عليه
الكبيرة الثامنة والثلاثون : التعلم للدنيا وكتمان العلم
يقول تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " البقرة 159
ويقول صلى الله عليه وسلم " من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرض الجنة يوم القيامة " حديث صحيح
الكبيرة التاسعة والثلاثون : الخيانة
يقول تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) الأنفال 27
وقال صلى الله عليه وسلم " أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك " حديث صحيح
الكبيرة الاربعون : المنان
يقول تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى " قال الواحدى هو أن يمن بمنى أعطى
وفى الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف والكاذب " رواه مسلم
الكبيرة الحادية والاربعون : التكذيب بالقدر
يقول تعالى ( إنا كل شىء خلقناه بقدر ) القمر 49
ويقول صلى الله عليه وسلم " القدرية مجوس هذه الأمة " حديث صحيح
الكبيرة الثانية والاربعون : التسمع على الناس وما يسرون
قال تعالى ( ولا تجسسوا ) الحجرات 12
وقال صلى الله عليه وسلم " من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب فى أذنيه الأفك يوم القيامة " رواه البخارى والافك الرصاص المذاب
الكبيرة الثالثة والاربعون : النمام
وهو ينقل الحديث بين الناس على جهة الافساد بينهم يقول تعالى ( ولا تطع كل حلاف مهين 0هماز مشاء بنميم ) ( القلم 10ـ11 )
ويقول صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة نمام " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة الرابعة والأربعون : اللعان
يقول صلى الله عليه وسلم " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " رواه البخارى وسلم
وقال عليه السلام " لعن المؤمن كقتله " رواه البخارى
ويقول صلى الله عليه وسلم " لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة " رواه مسلم
الكبيرة الخامسة والاربعون : القدر وعدم الوفاء بالعهد
قال تعالى ( واوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ) الاسراء 34
ويقول تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) المائدة 1
وقال صلى الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا عاهد غدر وإذ خاصم فجر " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة السادسة والاربعون : تصديق الكاهن والمنجم
قال تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) الاسراء 26
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافا فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما " رواه مسلم
الكبيرة السابعة والاربعون : نشوز المرأة على زوجها
يقول تعالى ( واللاتى تخفون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله عليا كبيرا ) النساء 32
ويقول صلى الله عليه وسلم " إذا دعا الرجل إمرأته إلى فراشه فلم تأته لعنتها الملائكة حتى تصبح وفى لفظ إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة ) رواه البخارى ومسلم
الكبيرة الثامنة والأربعون : التصوير
التصوير فى الثياب والحيطان ولاحجر والدرهم وسائر الأشياء سواء كانت من شمع أو عجين او حديد او نحاس او صوف او غير ذلك والأمر بإتلافها
قال تعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم غذابا مهينا ) الأحزاب 57
قال عكرمة الذين يضعون الصور وقال صلى الله عليه وسلم " إن الذين يصنعون الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة التاسعة والاربعون :
اللطم والنياحة وشق الثوب وحلق الرأس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوة الجاهلية "
" وجاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم برىء من الصالقة والحالقة والشاقة " ( والصالقة التى ترفع صوتها بالنياحة والحالقة التى تحلق شعرها او تنتفه عند المصيبة والشاقة التى تشق ثيابها عند المصيبة وكل هذا حرام باتفاق العلماء وكذلك يحرم قص الشعر ولطم الخدود وخش الوجه والعاء بالويل والثبور )
الكبيرة الخمسون : البغى
يقول تعالى ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) ويقول صلى الله عليه وسلم " إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد " رواه مسلم

الكبيرة الواحدة والخمسون :
الاستطالة على الضعيف والمملوك والجارية والزوجية والدابة
يقول تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا بالوالدين احسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) النساء 36
وعن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " رواه البخارى
ويقول صلى الله عليه وسلم " من ضرب بسوط ظلماً اقتص منه يوم القيامة " حديث صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله يعذب الذين يعذبون الناس فى الدنيا " رواه مسلم
الكبيرة الثانية والخمسون : أذى الجار
يقول الله تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )
وقال صلى الله عليه وسلم " والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يارسول الله قال الذى لا يأمن جاره بوائقه " رواه مسلم
الكبيرة الثالثة والخمسون : أذى المسلمين وشقهم
قال تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ) الاحزاب 58 ويقول تعالى ( ويل لكل همزة لمزة ) الهمزة 1 ويقول ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم )
ويقول صلى الله عليه وسلم " إن شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه اتقاء فحشه " متفق عليه

الكبيرة الرابعة والخمسون : أذية عباد الله والتطاول عليهم
يقول تعالى ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) الشعراء 215
وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى قال ( من عاد لى وليا فقد آذنته بالحرب وفى رواية فقد بارزنى بالمحاربة ) رواه البخارى ( أى أعلمته أنى محارب له )
الكبيرة الخامسة والخمسون :
إسبال الإزار والثوب واللباس والسراويل تعززا أو عجبا وفخرا وخيلاء
قال تعالى ( ولا تمش فى الأرض مرا إن الله لا يحب كل مختار فخور ) لقمان 18
وقال عليه الصلاة والسلام " لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة السادسة والخمسون : لبس الحرير والذهب للرجال
ويقول صلى الله عليه وسلم " حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتى وأحل لإناثهم " صححه الترمذى
ويقول صلى الله عليه وسلم " من لبس الحرير فى الدنيا لم يلبسه فى الآخرة " رواه البخارى
ويقول صلى الله عليه وسلم " من شرب فى آنية الذهب والفضة إنما يجرجر فى بطنه نار جهنم " متفق عليه
الكبيرة السابعة والخمسون : إباق العبد
روى مسلم فى صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة ) وقال صلى الله عليه وسلم أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة " رواه مسلم



الكبيرة الثامنة والخمسون : الذبح لغير الله
مثل أن يقول باسم الشيطان أو الصنم أو باسم الشيخ فلان يقول تعالى ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) الانعام 121 ويقول صلى الله عليه وسلم " لعن من ذبح لغير الله " رواه مسلم
الكبيرة التاسعة والخمسون : فيمن أدعى إلى أبيه وهو يعلم
يقول صلى الله عليه وسلم " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام " متفق عليه ،ويقول صلى الله عليه وسلم " لا ترغبوا عن آباكم فمن رغب عن أبيه فهو كافر " متفق عليه
ويقول صلى الله عليه وسلم " من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " رواه مسلم
الكبيرة الستون : الجدل والمراء واللدد
يقول تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام ) البقرة 204
ويقول تعالى ( ما ضربوه لك جدلا بل هم قوم خصمون ) الزخرف 58
ويقول تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ) العنكبوت 46
ويقول صلى الله عليه وسلم " إن أبغض الرجال إلى الله تعالى الألد الخصم " رواه البخارى
الكبيرة الحادى الستون : منع فضل ا لماء
يقول تعالى ( قل أرأيتم إن اصبح ماكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) الملك 30
وقال صلى الله عليه " لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به الكلأ " متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم " لا تبيعوا فضل الماء " رواه البخارى
وقال صلى الله عليه وسلم " من منع فضل مائة وفضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة "
الكبيرة الثانى والستون : نقص الكيل والذراع وما أشبه ذلك
قال تعالى ( ويل للمطففين ) اية 1
وقال صلى الله عليه وسلم " خمس بخمس قالوا يارسول الله وما خخمس قال ما نقض قوم العهد إل سلط الله عليهم عددهم ولا حكموا بغير ما أنزل الله إلا نشأ فيهم الفقر وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا أنزل الله بهم الطاعون يعنى كثرة الموت ولا طففوا الكيل إلا منعوا لنبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر " حديث صحيح
الكبيرة الثالثة والستون : الأمن من مكر الله تعالى
قال تعالى ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) الاعراف 99
ويقول تعالى ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغته فإذا هم مبلسون ) الأنعام 44
الأيلاس اليأس من النجاة عن ورود الهلكة
وقال ابن عباس آيسون من كل خير
وقال الزجاج المبلس الشديد الحسرة اليائس الحزين
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، فقيل له يا رسول الله أتخاف علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن القلوب بين أصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء " رواه مسلم والترمذى
وفى الحديث الصحيح " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " رواه البخارى وسلم

الكبيرة الرابعة والستون : الأياس من روح الله والقنوط
قال تعالى ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) يوسف 87
ويقول صلى الله عليه وسلم " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " رواه مسلم
الكبيرة الخامسة والستون :
تارك الجماعة ليصلى وحدة من غير عذر
قال النبى صلى الله عليه وسلم لقوم يتخلفون عن الجماعة ( لقد هممت أن آمر رجلاً يصلى بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجماعة بيوتهم " رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين " رواه مسلم
الكبيرة السادسة والستون :
الاصرار على ترك الجمعة والجماعة بغير عذر
يقول تعالى ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون 0 خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) القلم 42،43
وفى رواية أبى داود أن أم مكتوم جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقال يارسول الله إن المفه كثيرة الهوام والسباع وأنا ضرير فهل لى من رخصة أن أصلى فى بيتى فقال له النبى صلى الله عليه وسلم اتسمع حى على الصلاة حى على الفلاح قال نعم قال فأجب ، وفى رواية أنه قال يارسول الله إنى ضرير شاسع الدار ولى قائد لا يلائمنى فهل لى من رخصة وقوله فمحى هلا أى فتعال


الكبيرة السابعة والستون : الاضرار بالوصية
قال تعالى ( من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار ) النساء 12
ويقول صلى الله عليه وسلم " إن الله قد أعطى كل ذى حق حقه فلا وصية لوارث " صححه الترمذى
الكبيرة الثامنة والستون : المكر والخديعة
قال تعالى ( ولا يحيق المكر السىء إلا بأهله ) فاطر 43
ويقول تعالى ( يخادعون الله وهو خادعهم ) النساء 142
وقال النبى صلى الله عليه وسلم المكر والخديعة فى النار حديث صحيح
الكبيرة التاسعة والستون :
من حبس على المسلمين ودل على عوارتهم
وفى الباب حديث حالب بن أبى بلتعة وأن عمر أراد قتله بما فعل فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتله لكونه شهد بدراً " رواه البخارى ومسلم
الكبيرة السبعون : سب أحد الصحابة
قال صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابى فوالذى نفسى بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ من أحدهم ولا نصفه " مخرج فى الصحيحين
ويقول صلى الله عليه وسلم " من سب أصحابى فعليه لعنة الله " حديث صحيح
ويقول صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابى فامسكوا اذا ذكر النجوم فأمشكوا وإذا ذكر القدر فامسكوا " حديث صحيح


الكبيرة الحادى السبعون : الغيبة
قلت ولم يذكر الامام الذهبى الغيبه مع تحذير القرآن منها ، يقول تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) الحجرات 12
وقال صلى الله عليه وسلم ( الغيبة ذكرك اخاك بما يكره قال أفرأيت إن كان فى أخى ما أقول قال فقد اغتبته وإن لم يكن فى أخى ما أقول فقد بهته
الكبيرة الثانى والسبعون :
الالحاد فى الحرم قال تبارك وتعالى ( والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) الحج 25
وقال صلى الله عليه وسلم ( أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد فى الحرم ) رواه البخارى
الكبيرة الثالثة والسبعون : تكفير المسلم
وسبق أن ذكرنا ذلك فى أول الكتاب وحذرنا منه ، وذكرنا الأحاديث الواردة فى ذلك




الفصل الثالث عشر
آثار المعصية

إن المعصية لها آثار وخيمة وعواقب أليمة وصفات ذميمة فهى سبب من اسباب البلاء وذهاب الخيرات ومحو البركات وخراب الديار فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة0
وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله آثار الذنوب والمعاصى نورد منها :
1ـ سبب للهلاك والدمار والحرمان من الميراث
2ـ الهلاك يعم الجميع إذا لم يكن هناك مصلحون يقول تعالى ( وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )
3ـ ذهاب المهابة يقول صلى الله عليه وسلم " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أمن قلة نحن يؤمئذ يارسول الله قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة من قلوب عدوكم وليقذفن فى قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يارسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت " رواه ابوداود فى سننه
4ـ نزل البلاء والأمراض يقول صلى الله عليه وسلم " خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن ما ظهرت الفاحشة فى قوم حتى أعلنوا بها ألا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التى لم تكن فى اسلافهم الذين مضوا ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنه وجور السلطان مما متع قوم زكاة أموالهم إلى ضعوا القط فلولا البهائم لم يمطروا ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدد ا من غيرهم فأخذوا بعض ما فى أيديهم ومالم تعمل أئمتهم بما أنزل الله عز وجل فى كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم "
ويقول صلى الله عليه وسلم " إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالغيبة وتركوا الجهاد فى سبيل الله وأخذوا أذناب البقر وأنزل الله عليهم من السماء بلاء فلا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم" وقال بختنصر لدينال ما الذى سلطنى على قومك قال عظم خطيئتك وظلم قومى أنفسهم
وذكر الامام أحمد بسنده عن أبى بكر قال أيها الناس إنكم تتلون هذه الآية وإنكم لتضعونها على غير موضعها ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ) وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه وفى لفظ ( إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، يوشك ان يعمهم الله بعقاب من عنده "
ويقول تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وقال الإمام أحمد عن الثورى عن بلال بن سعد يقول ( لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن أنظر إلى من عصيت "
5ـ حرمان العلم لأن العلم نور إلهى وغطاء ربانى يعطيه الله لمن صفت نفوسهم وزكت أخلاقهم وذاب فى خلجات قلوبهم فأصبحوا قلباً وقالبا ظاهرا وباطنا لا يبغون بالعلم منفعة دنيوية ولكن طلبوه لله بذلوه لله لم يبذلوه للسمعة والرياء فأعطاهم الله جنته وغمرهم فى نعيمها 0
جلس الامام الشافعى بين يدى استاذه مالك ورأ عليه فلما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه قال أرى الله قد القى على قلبك نورا لا تطفئه ظلمة معينة فأنشأ الشافعى يقول
شكوت إلى وكيع سوء حفظى فأرشدنى إلى ترك المعاصى
وقال اعلم بأن العلم فضــــل وفضــل الله لا يؤتاه عاص
6ـ حرمان الرزق وفى السند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
7ـ وحشة يجدها العاصى فى قلبه
8ـ وحشة يجدها العاصى بينه وبين الناس
9ـ ظلمة يجدها العاصى فى قلبه
10ـ توهن القلب والبدن
11ـ حرمان الطاعة
12ـ تقصر العمر
13ـ توالد المعصية
14ـ تضعف ارادة الخير
15ـ الف المعصية
16 ـ انها ميراث لأمم قد أهلكهم الله عز وجل
17- هوان العاصى على ربه كما جاء فيما روى البخارى " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها فى أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا (فطار )
18ـ شئوم المعصية قال أبو هريرة إن الجبال لتموت فى ذكرها من ظلم للظالم
19- تورث الذل يقول تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )
20- المعاصى تفسد العقل
21ـ تطبع على القلب
22ـ تدخل العبد تحته لعنة الله عز وجل
23ـ حرمان دعوة رسول الله عز وجل يقول تعالى ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا )
24ـ قلب الفساد فى الأرض
25ـ الذنوب تطفىء الغيرة
26ـ تذهب لحياء يول صلى الله عليه وسلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فاصنع ما شئت "
27ـ تضعف فى القلب تعظيم الرب يقول تعالى ( ومن يهن الله فماله من مكرم )
28ـ المعاصى تنسى الله جل جلاله عبده
29ـ تخرج صاحبها عن درجة الإحسان يقول صلى الله عليه وسلم لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن 00 الخ
30ـ المعاصى تزيل النعم يقول تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ويقول تعالى ( ذلك أن لم يكن ربك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الأنفال 53
إذا كنت فى نعمة فأرعها فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النعم
وإياك والظلم مهما استطعت فظلم العباد شديد الوخم
31ـ المعاصى تلقى الخوف والرعب فى قلب العاصى
32ـ المعاصى تعمى البصيرة
33ـ المعاصى تصغر النفوس
34ـ المعاصى فى سجن الشيطان
35ـ المعاصى تسقط الكرامة
36ـ المعاصى مجلبة للذم يقول تعالى ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )الحجرات 61
33ـ تمحق البركة يقول تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذهم بما كانوا يكسبون )
34ـ المعاصى تجعل صاحبها من السفلة
35ـ المعاصى تجرىء على الإنسان أعدائه
36ـ العقوبات الشرعية على المعاصى كالحدود والقصاص
37ـ العقوبات القدرية وهى نوعان :
1ـ فى الدنيا وهى الابتلاءات
2ـ نوع فى الآخرة يكون بالعذاب فى نار جهنم إلا من رحم الله تعالى
ونختم حديثنا عن الذنوب بهذه الأبيات التى ساقها الإمام ابن القيم رحمه الله

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانهــا
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانهـــا
ويستطيع أن يتغلب المسلم على الذنوب والمعاصى بالآتى :
1ـ معرفة قدرة الله عز وجل وإطلاعه عليه
2ـ معرفة فضل الله عز وجل على العبد وانعامه عليه
3ـ معرفة قبح الذنوب وأثرها السيء عليه وعلى المجتمع
4ـ معرفته بأن الذنوب تزيل النعم
5ـ معرفته عاقبة الذنوب فى الدنيا والآخرة
6ـ البعد عن مواطن الفتن
7ـ البعد عن خطوات الشيطان
8ـ الالتجاء الى اللحد والدعاء بحسن الخاتمة
9ـ عدم الغرور بالعمل مهما كثر واستصغار الذنوب
10ـ الاستعانة بذكر الله عز وجل
11ـ البعد عن جلساء السوء
12ـ غض البصر
13ـ عدم اتباع النفس وإتهامها دائما بالتقصير
14ـ مصاحبة أهل الصلاح
15ـ مجالس العلم والفقه والتفقه فى الدين
16ـ المبادرة بالتوبة وترك التسويف
17ـ أن يعيش المرء بين الخوف والرجاء
18ـ ترك الغرور بالدنيا وطول الأمل
19ـ شغل أوقات الفراغ بما هو نافع
20ـ النصح والإرشاد لعباد الله يدفعك إلى المزيد من العمل الصالح
21ـ سؤال الله عز وجل الثبات على العمل الصالح 0
روى أن رجلاً أتى إبراهيم بن أدهم رضى الله عنه فقال يا أبا اسحاق إنى مشرف على نفسى فأعرض على ما يكون لها زاجراً ومستنقذا قال إن فعلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك المعصية ولم توبقك لذة قال هات يا أبا اسحاق قال أما الأولى فإذا أردت أن تعصى الله عز وجل فلا تأكل رزقه قال فمن أين أكل وكل ما فى الأرض رزقه قال يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه قال لا هات الثانية قال وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده قال هذه أعظم من الأولى يا هذا إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له فأين أسكن قال يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه قال لا هات الثالثة قال إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفى بلاده فأنظر موضعا لا يراك فيه فاعصه فيه قال ابراهيم ما هذا وهو يطلع على ما فى السرائر قال يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به قال لا هات الرابعة قال فإذا جاءك ملك الموت لقبض روحك فقل له أخرنى حتى أتوب توبة نصوحاً وأعمل لله صالحا قال لا يقبل منى قال يا هذا فأنت إذا لم تقدر أن تدفع ملك الموت لتتوب وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير فكيف ترجو وجه الخلاص قال هات الخامسة قال إذا جاءت الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم قال إنهم لا يدعوننى ولا يقبلون منى قال فكيف ترجو النجاة إذن قال له يا إبراهيم حسبى حسبى أنا أستغفر الله وأتوب إليه ولزم العبادة حتى فارق الدنيا رحمه الله

الفصل ا لرابع عشر
بم تكفر الذنوب


أصل التوبة فى اللغة الرجوع يقال تاب وثاب بالثلثة وآب بمعنى رجع والمراد بالتوبة هنا الرجوع عن الذنب
قال العلماء التوبة واجبة من كل ذنب فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمى فلها ثلاثة شروط أحدهما
1ـ أن يقلع عن المعصية
2ـ ان يندم على فعلها
3ـ أن يعزم ألا يعود إليها أبدا فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمى فشروطها أربعة هذه الثلاثة وأن يبرأ من صاحبها فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه وإن كانت غيبة استعله منه ويجب أن يتوب من جميع الذنوب فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب وبقى عليه الباقى وقد ظاهرت دلائل الكتاب والسنة واجماع الأمة على وجوب التوبة أ هـ
والتوبة من مهمات الإسلام وقواعده المتأكدة ووجوبها عند أهل السنة بالشرع وعند المعتزلة بالعقل ولا يجب على الله قبولها إذا وجبدت بشروطها عقلا عند أهل السنة لكنه سبحانه وتعالى يبلها كرما وفضلا وعرفنا قبولها بالشرع والاجماع خلافا لهم وإذا تاب من ذنب ثم ذكره هل يجب تجديد الندم ، فيه خلاف لأصحابنا وغيرهم من أهل السنة
قال ابن الأنبارى يجب وقال إمام الحرمين لا يجب وتصح التوبة من ذنب وإن كان مصراً على ذنب آخر وإذا تاب توبة صحيحة بشروطها ثم عاود ذلك الذنب كتب عليه ذلك الذنب ولم تبطل توبته هذا مذهب أهل السنة فى المسألتين وخالفه المعتزلة فيها قال أصحابنا ولو تكررت التوبة ومعاودة الذنب صحت ثم توبة الكافر من كفره مقطوع بقبولها وما سواها من أنواع التوبة هل قبولها مقطوع به أم مظنون فيه خلاف لأهل السنة واختار إمام الحرمين أنه مظنون وهو الأصح والله أعلم
وقد دعا الله عبادة إلى التوبة والرجوع إليه فى آيات من القرآن كثيرة يقول تعالى ( قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) ( الزمر 53الى 58 )
وهذه الآية أرجى آية فى كتاب الله لاشتمالها على أعظم بشارة فإنه أولا أضاف العباد إلى نفسه لعقد تشريفهم ومزيد تبشيرهم تم وصفهم بالاسراف فى المعاصى والاستكبار من الذنوب ثم عقب ذلك بالنهى عن القنوط للمذنبين غير المسرفين من باب الأولى وبفحوى الخطاب ثم جاء بما لا يبقى بعده شك ( إن الله يغفر الذنوب جميعا ) يغفر كل ذنب كائنا ما كان إن شاء إلا الشرك الذى لم يتب منه صاحبه لقوله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيداً ) النساء 116
ثم أكد بقوله جميعاً فيالها من بشارة ترتاح لها قلوب المؤمنين المحسنين ( إنه هو الغفور الرحيم ) أى كثير المغفرة والرحمة عظيمها بليغهما واسعهما فمن ظن أن تقنيط عباد الله وتأيسهم من رحمته أولى بهم مما بشرهم الله به قد ركب أعظم الشطط وغلط أقبح الغلط
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان قوم المشركين قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا فقالوا لكينى او تعبثوا إليه إن ما تدعو إليه ان تخبرنا أن لنا توبة فأنزل الله عز وجل هذه الآية ، ويقول الحسن البصرى رحمه الله عليه أنظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة
قال بن عباس من آيس عباد الله من التوبة يعد هذا فقد جحد كتاب الله عز وجل ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه
والآيات والأحاديث فى هذا الشأن كثيرة فمنها
1ـ ما رواه مسلم عن الأغر بن يسار المزنى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب فى اليوم مائة مرة
2ـ وروى مسلم أيضا عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه "
3ـ وروى الترمذى عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر " وقال حديث حسن.


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء سبتمبر 05, 2012 12:18 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 50
الموقع : مصر

رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    Empty
مُساهمةموضوع: رد: رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة    I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2012 11:59 am


الفصل الخامس عشر
هل الحدود والقصاص كفارات لمن عوقب بها
يرى أكثر العلماء أن الحدود إذا أقيمت كانت مكفرة لما أقترف من آثام وأنه لا يعذب فى الآخرة لما رواه البخارى ومسلم من عبادة بن الصامت قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مجلس فقال تبايعونى على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً من ذلك به فهو كفارة له ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه 0 ، قال الإمام ابن حزم قال أبو محمد رحمه الله كل من أصاب ذنبا فيه حد فااقيم عليه ما يجب فى ذلك فقد سقط عنه ما أصاب من ذلك تاب أو لم يتب حاش المحاربة فإن أشتمها باق عليه وإن أقيم عليه حدها ولا يسقطها عنه إلا التوبة لله تعالى فقط ، برهان ذلك ما رويناه عن عبادة بن الصامت السابق
قال القاضى عياض ذهب أكثر العلماء أن الحدود كفارات واستدلوا بهذا الحديث ومنهم من وقف لحديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( لا أدرى للحدود كفارة لأهلها أم لا لكن حديث عبادة أصح اسنادا )، ويمكن يعنى عن طريق الجمع بينهما أن يكون حديث أبى هريرة ورد أولا قبل أن يعلمه الله ثم أعلمه بغير ذلك

الفصل السادس عشر
الابتلاءات والمصائب وفعل الطاعات الخ
يقول صلى الله عليه وسلم " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " متفق عليه والوصب المرض
روى الامام البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول لله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيراً يصب منه " رواه البخارى وضبطوا يصيب بفتح الصاد وكسرها
وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة فى نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة " رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح
وروى الأمام مسلم بسنده عن عبد الله بن مسعود أن رجلا أصاب من إمرأة قلبه فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له قال فنزلت ( أقم الصلاة طرفى النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين " هود 114
قال فقال الرجل إلى هذه يا رسول الله قال لمن عمل بها من أمتى ،واختلفوا فى المراد بالحسنات هنا فنقل الثعلبى ان أكثر المفسرين على أنها الصلوات الخمس واختار ابن جرير وغيره من الأئمة وقال مجاهد هى قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ويحتمل أن المراد بالحسنات مطلقاً وهكذا نجد رحمة الله تغمر عباده فحرى بنا أن لا نقنط أحدا من رحمة الله إنه هو الغفار لكل الذنوب 0


الخاتمة
بعد أن طوفنا بحضراتكم فى هذا البحث المتواضع الذى أسال الله له القبول والتوفيق توصلنا فيه إلى الآتى :
1ـ أن ظاهرة التكفير ومن يقومون بترويجها يريدون من وراء ذلك تمزيق الأمة وقطع الصلة بين الشباب وعلماء الأجلاء ليكون الشباب فريسة سهلة لهم
2ـ ان الذنوب صغائر وكبائر ولا يجوز تكفير المسلم بالكبائر وأن العبد إن مات لا يشرك به شيئا فهو تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة
3ـ تحذير النبى صلى الله عليه وسلم من خطورة تكفير المسلم فى أحاديث كثيرة وتحذير العلماء من ذلك فى تفسيرهم للآيات القرآنية
4ـ للتكفير ضوابط وشروط ذكرها العلماء ولا يجوز لأى انسان أن يتجرأ على ذلك
5ـ الدعوة بالحسنى فى اطار قوله تعالى ( ادع الى سبيل ربك الحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن)
6ـ رد الأمور إلى أهل التخصص كما قال تعالى ( فأسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
7ـ الاسلام دين الوسطية والتيسير ورفع الحرج( وما جعل الله عليكم فى الدين من حرج )
8ـ المسلم الملتزم لا يكون متشددا ولا متطرفاً ومتنطعاً
9ـ (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معاصيه )
10ـ معرفة الأسباب لأمكان العلاج
11ـ خطورة التكفير على الفرد والمجتمع
12ـ آثار الذنوب والمعاصى على الفرد والمجتمع
13ـ المبادرة بالتوبة والانابة والرجوع إلى الله تعالى

هذا وإن أكن قد وفقت فمن الله وإن كانت فحسبى أنى بشر أخطىء وأصيب ولا يكون الكمال إلا لله وحده ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً ) الكهف
وما قصدت بهذه الرسالة إلا نصحاً لشبابنا وآخذا بأيديهم إلى الصواب وإلى الوسطية والاعتدال حتى يرضى عنا الله عز وجل
وأسأل الله أن يكتب لهذه الرسالة القبول
وأن ينفع بها الإسلام والمسلمين والله من وراء القصد
وهو حسبنا ونعم الوكيل
اعداد وتأليف
الشيخ / أحمد محمد عبد الله عبد الله ترك
الشهير / أحمد العربى ترك
1430هـ / 2009م





المراجع
1- القرآن الكريم
2ـ مختصر تفسير بن كثير ط المكتبة التوفيقية
3ـ تفسير القرطبى ط مكتبة الإيمان
4ـ زبدة التفسير من فتح القدير للامام الشوكانى اختصار محمد سليمان الاشقر ط وزارة الاوقاف بدولة الكويت
5ـ تفسير الطبرى والفخر الرازى
6ـ فتح البارى شرح صحيح البخارى ط دار الكتب العلمية
7ـ صحيح مسلم بشرح النووى ط دار الحديث
8ـ رياض الصالحين للامام النووى
9ـ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ط دار الحديث
10 ـ المحلى لابن حزم ط دار التراث
11ـ فقه السنة للشيخ السيد سابق ط ا لفتح للاعلام العربى
12ـ الداء والدواء لابن القيم ط مكتبة الايمان بالمنصورة
13ـ الكبائر للامام الذهبى ط مكتبة الصفا
14ـ كتب السنن
15ـ المتطرفون للدكتور / عمر عبد الله كامل ط دار التراث
16ـ لسان العرب لابن منظور
17ـ رسالة ماجستير للدكتور / عمرو شلتوت
18ـ رسالة فى حكم التكفير من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية
19ـ الابداع فى مضار الابتداع للشيخ على محفوظ
20ـ فتنة التكفير د/ محمدعمارة ط المجل الاعلى للشئون الاسلامية
21ـ تجديد الخطاب الدينى د/ احمد عرفان القاضى ط الهيئة المصرية العامة للكتاب
22ـ هداية الخلافة بين الغايات والوسائل تاليف د/ ناجح ابراهيم عبدالله
23ـ تهذيب مدارج السالكين
24ـ المطالعة الأزهرية ط المعاهد الأزهرية
25ـ الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف د / القرضاوى
26ـ الاقتصاد فى الاعتقاد للامام الغزالى رحمه الله
27ـ السيل الجرار للامام الشوكانى رحمه الله
28ـ الاعمال الكاملة للامام محمد عبده بتحقيق د / محمد عمارة ط بيروت
29ـ مجموع الفتاوى لابن تيمية
30ـ محمد بن عبدالوهاب د/ الطنطاوى
31ـ الراسائل النجدية
32ـ الدرر السنية
33ـ ظاهرة الغلو فى الدين
34ـ الموسوعة الميسرة ط / ندوة الشباب العالمية


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com
 
رفـــع الغــمــــــة فــى مضار الذنوب وخطورة تكفير الأمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشيخ احمد العربى ترك  :: الشيخ احمد :: مؤلفات الشيخ ومقالاته-
انتقل الى: