الشيخ احمد العربى ترك
أهلاً ومرحبًا بك في المنتدى
يسعدنا تسجيلك في المنتدى ومشاركتك معنا
الشيخ احمد العربى ترك
أهلاً ومرحبًا بك في المنتدى
يسعدنا تسجيلك في المنتدى ومشاركتك معنا
الشيخ احمد العربى ترك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الشيخ احمد العربي ترك جزيرة شندويل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفرق والمذاهب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 50
الموقع : مصر

الفرق والمذاهب  Empty
مُساهمةموضوع: الفرق والمذاهب    الفرق والمذاهب  I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2012 4:11 pm

[b]الفرق والمذاهب  Besmala

الاديان فى الهند
تعد بلاد الهند ضمن البلاد الكبرى من حيث المساحة وعدد السكان فهى شبه قارة تبلغ مساحتها نحو 1,321,072 ميلا مربعا ومساحتها هذه تعادل مساحة جميع دول أوربا إذا استثنينا الاتحاد السوفيتى وتحتل الهند موقعاً بارزاً على خريطة العالم ، إذ تحيط بها مجموعة من الدول هى بلوخستان ، وأفغانستان فى الشمال الشرقى وبورما فى الشمال الشرقى كذلك 0
والهند بلاد العجائب والمفارقات حقا كما يقولون لأنك تستطيع أن ترى فيها الفصول الأربعة فى وقت واحد إذ أدى اتساع رقعتها إلى تنوع المناخ فى أرجائها ، ويتكلم سكان الهند أكثر من مائتى لغة وثلاثمائة لهجة أما الجانب الدينى فى تلك البلاد فهو مضرب المثل فى كثرة الاتجاهات الروحية ، والمعتقدات الدينية ، ففيها من يعبد البقر ومن يعبد القوى الطبيعية ومن يعبد البشر الى جانب من يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وعن هذه المفارقات الدينية يقول جوستاف لومبون : " إن الهندى يعبد النمر المتوحش ، كما يصلى لجسر الخلط الحديدى وللأوربى الذى يستعبده 0
ومن حيث سكان الهند فإن المفارقات بينهم عجيبة بما يتصل بالحضارة الحديثة والمدنية المعاصرة ، فإنك ترى من بينهم البدائيين والمرأة الذين يحبون حياة الكهوف والأكواخ وفيهم الجهلة الذين يستخدمون الرقى والتعاويذ ويؤمنون بالشعوذة والخرافات وإلى جانب هؤلاء وهؤلاء فإنك تجد من بينهم الشعراء والعلماء والمخترعين وعباقرة السياسة والمفكرين 0
والهند مدينة قديمة وحضارة تضرب فى أغوار التاريخ إلى أبعد من ثلاثين قرنا قبل الميلاد ، ولكن العلم الصحيح والدقيق عن جزء كبير من تاريخ هذه الحضارة يعتبر كنزا مشوقا فى بطون التاريخ لم يكشف عنه حتى الآن وذلك لأن هذه البلاد قد تعرضت فى حوالى القرن الخامس عشر قبل الميلاد للغذو الأجنبى على يد قبيلة آرية نزلت إلى أقاليم الهند من التركستان " آسيا " كما يقول القدماء أو أن هؤلاء الآريين قد قدموا من أوربا وغزوا الهند وتعالوا على الساميين الذين كانوا يعيشون فيها كما يرجع ذلك للعلماء المحدثون 0
المهم أن هؤلاء الآريين قد نجحوا فى بلاد الهند وفرضوا على شعوبها مدنيتهم وعقيدتهم وحضارتهم شأن كل الفاتحين ـ وعمدوا إلى حضارة الهند القديمة ومدنيتها وديانتها فطمسوا معالمها ونسخوا عبادتها واستبدلوا الهة الهنود القديمة بآلهة جديدة هى آلهة الفاتحين ويطول بنا الوقت ويتشعب البحث لو أننا حاولنا أن نأتى فى دراستنا هذه كل أديان الهند وعقائدها القديمة بل سنتخار من بينها عقيدتين هامتين كان لهما أكبر الأثر فى حياة الهنود على مر العصور ولا تزال هاتان العقيدتان تعيشان فى نفوس اتباعهما حتى اليوم ونعنى بهما :
1ـ الدين البرهمى أو العقيدة البرهمية أو الهندوسية :
2ـ البوذية
البرهمية :

عرفنا أن الهنود كانت لهم ديانة قديمة قبل أن تغزوهم القبائل الأرية كما قدمنا والتاريخ الدينى لم يقدم لنا معلومات كافية أو واضحة حول هذه الديانة فكل ما يشير إليه فى هذا الصدد هو أن قوام هه العقيدة كان يتمثل فى عبادة النيران ، فإنها كانت معبودهم المقدس فكانوا يقدمون لها القرابين من خبز واعشاب وخمر وكان خدمة هذه المعابد وكهنتها يقومون بالطقوس الدينية التى تصاحب هذه التقدمات ، وإلى جانب النيران عند قدماء المصريين كانت هناك آلهة أخرى كالشمس لما تفيض عليهم من الدفىء والضوء  وغيرهما من المنافع ، كما قدسوا بعض الحيوانات المخيفة لاتقاء شرها ، وكانوا يعتقدون أن هناك عالما آخر هو عالم الأموات وأن الاخيار اذا ماتوا وقد رضيت عنهم الهتهم تمنح ارواحهم قدرة على معرفة الغيب والتأثير فى الكون والمشاركة فى تصريفه وتدبيره بمجرد مغدرتها للاجسام وهنا نجد تشابها واضحا بين هذه الديانة وما أشرنا اليه عند حديثها عن تقديس المصريين القدماء للموتى من الفراعنة وعبادتهم لما كانوا يعتقدونه من قدرة لهم على التأثير فى الكون والمشاركة فى تدبيره وتوجيهه ، حتى  وان كانت ارواحهم قد غادرت هذه الارض وتركت هذه الاجسام ومن المعروف أن هذه الديانة التى كانت السائدة فى انحاء الهند ظلت مسيطرة حتى حلت محلها ديانة الفاتحين وهى الديانة البرهمية وسنتناول هذه الديانة الجديدة بشىء من التفصيل فى الصفحات التالية 0
أولاً : من هو برهما ؟

كلمة برهما فى اللغة السنسكريتية معناها اسم للاله الخالق ، وهو الإله الذى تنتسب اليه تلك النحلة الهندية فى حين يذكر الشهوستانى فى كتابه " الملل والنحل " أن هذه الديانة تنسب إلى رجل عظيم من الهنود يقال له " براهم " وهذا الذى ذهب اليه الشهرستانى بعيد عن الصواب ، وذلك لأننا لا نجد فى كتبهم الدينية أو فى وثائقهم التاريخية ما يؤيد ذلك ، كما أننا نجد فى اسفار ( الفيدا ) وهو كتابهم المقدس ما يشير إلى أن براهما هو الاله الخالق الذى يرجع اليه الكل ولا تدركه الحواس 0
فلقد جاء فى هذه الاسفار منسوباً إلى براهما ما يلى :
" إننى أنا الله ، نور الشمس ، وضوء القمر ، وبريق اللهب ، ووميض البرق ، وصوت الرياح ، وأنا العزف الطيب ينبعث فى الأرجاء ، والأصل الأزلى لجميع الكائنات وأنا حياة كل موجود ، وإننى صلاح الصالح لأنى الأولى والآخر والحياة والموت لكل كائن 0
والنحلة البرهمية تعد من أقدم النحل والديانات فى الأمم القديمة إذ يرجع الباحثون تاريخها إلى حوالى القرن الخامس عشر قبل الميلاد ولهذه العقيدة أتباع كثيرون إذ يعتنقها ويدين بها الآن جمهور كبير من سكان الهند وبعض سكان الباكستان 0
ثانياً : المصادر الدينية للبرهمية :
كتاب " الفيدا " أو " أسفار الفيدا " هو المصدر الدينى لهذه العقيدة ومن هذه الأسفار يستمد البراهمة عقيدتهم وشريعتهم وأخلاقهم وقصصهم الدينى ويعد هذا الكتاب ـ بحق ـ محور حياتهم العامة والخاصة 0
ومن هذا الكتاب ايضا استمد " مالو " أو " مانافا " قوانينه المشهورة والتى هى فى جملتها بمثابة شرح واف لما اشتملت عليه أسفار " الفيدا " من قصص دولى وعقائد وشرائع وعبادات وأخلاق ، والهنود البرهميون ، ينزلون هذه القوانين من أنفسهم منزلة التقديس ، إذ يعتقدون أن كاتبها إله من الآلهة الذين انبثقوا عن الإله الخالق " براهما " 0
وكلمة " الفيدا " فى اللغة السنسكريتية معناها " المعرفة أو العلم " ويعتقد البراهمة أن " كتاب الفيدا " كتاب موحى به من الإله " براهما " نفسه وقد جمعه حكيم من حكمائهم أطلقوا عليه اسم " فيدا نياسا " أى جامع " الفيدا " وهى أربع مجموعات من الأسفار تنقسم كل مجموعة منها إلى قسمين : قسم للأدعية والصلوات ويسمى " منترا " وقسم للتعاليم المتعلقة بالعبادات والشرائع وما إلى ذلك ويسمى " براهماتا "
وهذه المجموعات الأربعة هى :
1ـ ريح فيدا أو ريتش فيدا 0 ومعناها الفيدا النارية المنسوبة إلى النار 0
2ـ باجور فيدا 0 أوباجوش فيدا ومعناها الفيدا الهوائية المنسوبة إلى الهواء 0
3ـ سلمان فيدا او ماما فيدا ومعناها الفيدا الشمسية المنسوبة إلى الشمس 0
4ـ آثار فانا فيدا ، ويذهب البعض إلى أنها تنسب لحكيم من حكمائهم اسمه " آثار فانا "
وكل مجموعة من هذه المجموعات الأربعة تنقسم إلى قسمين ـ كما قدمنا ـ وقد ذكرنا هذه المجموعات مرتبة حسب أقدميتها الترتيبية إذ أن الثلاثة أجزاء الأولى هى أقدمها ، أما أحدثها جميعا فهو القسم الرابع وكثير من الباحثين القدماء لا يذكره ضمن أقسام الفيدا وإذا ذكروه كانوا لا يضيفون إليه كلمة " فيدا " وعلى ذلك فإن بعض الباحثين المعاصرين قد استنتج من ذلك أن هذا  القسم إلحاق بأسفار الفيدا ولعله لم يكن مقدسا من قبل عند القدماء مع أن احد جزئيه يحتوى على بعض التشريعات الاجتماعية لدى البراهمة مثل نظام الطبقات وأحكام الرق
ولقد حاول بعض الباحثين أن يضيف الى أقسام الفيدا الأربعة كتاباً خامسا يتألف من سفرين هما " الأيتهازا والبورانا " أو غير ذلك من الأسفار ولكن التحقيق العلمى قد أثبت أن تلك الأسفار ليست من أقسام " الفيدا " وإنما هى بمثابة شروح وتعليقات على أسفارها ، وإن هذه الشروح والتعليقات قد وضعت فى الأزمنة الحديثة ـ نسبياً ـ إلى زمن ظهور أسفار الفيدا الثلاثة الأولى ثم الرابع منها ، ويزعم البرهميون أن كتابهم الفيدا هذا كتاب معجز ، وأنه متحدى به ، وأن أحدا من البشر لا يمكنه أن يأتى بمثله ، وذلك لأن منزلة " براهما " الإله الخالق قد صرف الناس بقدرته عن الاتيان بمثله أو ـ حتى التفكير فى محاكاته 0
ولعلنا ـ نجد هنا ـ الجزور الأولى لفكرة الصرفة تلك التى انتقلت  ـ فيما سبق ـ إلى البيئة الإسلامية ، نتيجة لانتشار الترجمة فى العصر العباسى ووجدنا صداها عند أولئك الباحثين والمتكلمين الذين قالوا فى إعجاز القرآن مما قال به البرهميون فى الفيدا ، وقد عرف هذا المذهب لدى الباحثين فى علوم القرآن باسم مذهب الصرفة 0
أسفار الفيدا من الجانب اللغوى :
تحدثنا عن التعريف بأسفار الفيدا وتاريخها ، وأهميتها بالنسبة للهنود وتقديسها وإعجازها ، ويبقى بعد ذلك أمر هام لا بد لنا من الحديث فيه حتى يصبح التعريف بهذه الأسفار كافياً ووافيا إلى حد مقبول ، ذلك هو الجانب اللغوى فى هذه الأسفار أو بتعبير أكثر وضوحاً ـ اللغة الأولى التى كتبت بها هذه الأسفار ، ثم اللغات الأخرى التى ترجمت إليها فيما بعد 0
يقول استاذنا الدكتور على عبد الواحد وافى عن أسفار الفيدا أنها " كتبت ـ فى الأصل ـ باحدى اللهجات السنسكرينية القديمة ، وقد انقرضت هذه اللهجة منذ أمد بعيد من لغة الكتابة لغة التخاطب ، وأصبحت غير مفهومة إلا لطائفة من كبار الكهنة ورجال الدين وكانت عقائدهم تحرم عليهم أن يعلموا هذه الأسفار أو يبوحوا بحقائقها لغير أهل ملتهم ، ومن أجل ذلك ظلت هذه الكتب مجهولة للعلماء ، حتى ان فى اواخر هذا القرن استطاع العلامة " ابو الريحان البيرونى " 362ـ440هـ أن ينقل إلى العربية طائفة كبيرة من أسفار الفيدا ، وجرى على تعريبها بكلمة " بيذ " فى كتابه الشهير " تحقيق ما للهند من مقولة 0 مقبولة فى العقل أو مرذولة " ، فمن المعروف ـ تاريخينا ـ أن العلامة البيرونى قد أقام فى بلاد الهند فترة طويلة حيث ذهب إليها فى شبابه مرافقا للسلطان وأقام هناك وعكف على دراسة ما فى بلاد الهند من لغات وآداب وعقائد وفلسفات وعلوم ومعارف وضمن ذلك كله كتابه الشهير الذى ذكرناه ، فكان حديثه عن ذلك الحديث الخبير المتخصص ، وكذلك فإن كتابه هذا يعد ـ حقا ـ بمثابة موسوعة علمية أو دائرة معارف فيما يخص الهند من دين وثقافة وفلك وعلوم واجتماع وحضارة 0
وعلى هذا فإن كتاب البيرونى هذا كان أول مفتاح لدراسة هذه الأسفار والتعرف عليها بطريقة علمية دقيقة 0 وفى منتصف القرن السابع عشر الميلادى ترجمت بعض أجزاء الفيدا إلى الفارسية على يد باحث فارسى هو " داراشيكو " الذى ترجمها عن اللغة السنسكريتية واستفاد بالترجمة العربية للبيرونى لأن " داراشيكو " كان يجيد العربية أيضا 0
ولما استعمر الانجليز الهند ، وتكاثر عليها الأوربيون أتيح لبعض علمائهم أن يعكفوا على دراسة التراث الهندى ، دينا ولغة وحضارة ، وأدبا وأن ينقلوا كثيرا من هذا التراث إلى لغاتهم ولا سيما الإنجليزية ليستفيد المستعمرون من ذلك ، كما هى عاداتهم ، وكان فى مقدمة ما نقلوه ـ بالطبع ـ أسفار الفيدا ـ لأن الدين هو المفتاح الحقيقى لدراسة نفسيات الشعوب وهذا هو ما كان الاستعمار حريصا على الوقوف عليه ليسهل له التعامل مع هذه الشعوب ليجيد استغلالها ، لقد كان فى طليعة العلماء الذين اتقنوا السنسكتيرينية القديمة ، ثم ترجموا الفيدا بعد ذلك العالميان الإنجليزيان " وليم جونس ، وكوليروك " وهكذا اتخذت أسفار الفيدا ميدانا معروفا للباحثين والعلماء المعاصرين بعد أن كان كثيرا مدفونا فى بطون التاريخ وسرا محفوظا يحتكره الكهنة ورجال الدين 0
ب ـ قوانين مانو :
وإذا كانت أسفار الفيدا تمثل المصدر الرئيسى للدين البرهمى ، فإن قوانين مانو تمثل المرجع الأساسى بالنسبة للباحثين فى هذا الدين ، وذلك لأن الشرح الوحيد الكامل الذى يستوعب كل ما فى الأسفار المقدسة من عقائد وعبادات وشرائع وأحكام ، وقصص وأخلاق ، ولقد قلنا إن البرهميين يرفعون هذا الكتاب إلى منزلة التقديس ، لأعتقادهم أن كاتبه أحد الآلهة المنبثقين عن " براهما " الإله الخالق ، وينسب هذا السفر إلى مانوا و " ماتانا " أحد المشرعين والحكام الأقدمين ، ولا يستطيع أحد من الباحثين أن يحدد ـ بدقة ـ الزمن الذى عاش فيه ( مانوا ) وإن كان من الراجح أنه عاش فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد 0
ولقد صاغ مانوا هذا السفر فى أسلوب شعرى منظوم ضمنه مواد قوانينه التى جاءت فى 3684 مادة مندرجة تحت اثنى عشر كتابا هى :
الكتاب الأول : ويشتمل على عدد 119 مادة ويتحدث فى موضوعات حق يراها للكون والإنسان والعالم وتقسيم الناس إلى طبقات 0
الكتاب الثانى : ويشتمل على عدد 249 مادة يتضمن حديثا عن الأدعية والصلوات والأخلاق
الكتاب الثالث : ويشتمل على عدد 286 مادة ويتحدث عن نظم الأسرة والزواج وما يتعلق بذلك 0
الكتاب الرابع : ويحتوى على عدد 360 مادة ويتضمن قوانين الاقتصاد وشئون العمل وطرق المعاش 0
الكتاب الخامس : ويضم عدد 169 مادة وفيه نظم التكفير والاستغفار والطهار والتقوى وواجبات المرا’ة 0
الكتاب السادس : وهو مؤلف من 67مادة ويتكلم عن التصوف والزهد والتقشف وما إلى ذلك
الكتاب السابع : وهو مكون من 336 مادة وهو كتاب فى النظم السياسية لأنه يتكلم عن قوانين السياسة والحرب وحقوق وواجبات الملوك والحكام ، وآداب الجندية وواجبات رجال الجيش
الكتاب الثامن وهو مؤلف من 420 مادة وهو خاص بشئون العدالة لأنه ينظم شئون القصا وقوانين العقوبات ، والشئون المدنية
الكتاب التاسع : ويحوى عدد 336 مادة وفيه تكملة للقوانين المدنية وقانون العقوبات ثم حديث عن واجبات طبقة التجار 0
الكتاب العاشر : ويشتمل على عدد 14=31 مادة وهو كتاب خاص بالنظم الاجتماعية لأنه يتضمن الحديث عن طبقات المجتمع ،والنظام الخاص بكل طبقة وما يجب مراعاته فى أوقات المجاعة 0
الكتاب الحادى عشر : ويتضمن 365 مادة فى التكفير والاستغفار من الخطايا والذنوب 0
الكتاب الثانى عشر : وهو الأخير من كتب القوانين المانوية ويحوى عدد 126 مادة ويتحدث عن الحياة الأخروية وتناسخ الأرواح ، وتجوالها وانتقالها ، وكذا عن السعادة الأخروية للصالحين
ونظرا لأهمية هذه القوانين ـ باعتبارها ثروة تشريعية ـ فقد توافر عليها الباحثون بالتحقيق والتعليق والدراسة والشرح والترجمة حتى أنها ترجمت إلى معظم اللغات الحية المعروفة شرقية أو غربية 0
ثالثاً : العقيدة فى كتب البراهمة :
يذهب العلامة أبو الريحان البرونى إلى القول بأن البراهمة يعتقدون فى الله ـ سبحانه وتعالى ـ أنه الإله الواحد الأزلى ، من غير ابتداء ولا انتهاء ، وانه المختار فى فعله ، وهو القادر الحكيم ، الحى المحى ، المدبر ، المبقى ، المتفرد فى ملكوته ، عن الأضداد والأنداد ، لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شىء ، ثم يقرر من خلال ما يعرضه من نصوص يختارها من كتبهم يؤيد بها ما يذهب إليه من القول بأن البراهمة موحدون ، يؤمنون بوحدانية الله وقدمه وبقائه ومخالفته للحوادث 0
ويمتد إيمانهم بالوحدانية ليشمل الاعتقاد بوحدة الوجود فى الفيدا ، نجد ـ مثلاً ـ " إن الله واحد لانه الجميع أى جميع الكائنات لأنها كلها مظاهر منه " وهو الله الذى لا إله غيره ، رب الأرباب ، مالك العالمين وخالق السماوات والأرضين " 0
فوحدانية الله ووحدة الوجود تشكل الأساس الأول من أسس العقيدة البرهمية ، ولعل تأثر بعض الصوفية من المسلمين بهذه النظرية واضح تماما لدى الدارسين لتصوف أبن عربى 0
اما الاساس الثانى من الاسس التى تقوم عليه العقيدة البرهمية فهو الايمان بتناسخ الأرواح ، فالبراهمة يعتقدون أن جميع الكائنات قد صدرت عن الموجود الأزلى بذاته وهو الله ـ سبحانه وتعالى ـ لكن أرواح الكائنات هذه فى حال تجوال أو تنقل مستمر ، إذ أنها تنتقل من كائن إلى آخر ، ومن جسم إلى آخر ، ومن الإنسان إلى الحيوان ، أو العكس صعوداً أو هبوطاً 0
وكل ذلك إنما يكون بحسب ما قدمته من أعمال سواء كان ذلك فى وجودها الراهن أو فى وجود سابق عليه ، فهذا التنقل أو التجوال بالنسبة للأرواح إنما يسير وفقاً لنظام إلهى محدد ، وطبقاً لهدف معروف لا بد من الوصول اليه حسب عقيدتهم وعقيدة تناسخ الأرواح عند البراهمة معلم تتميز من معالم عقيدتهم وأساس أصيل فى هذه العقيدة 0
يقول أبو الريحان البيرونى : " كما ان الشهادة بكلمة الإخلاص إيمان المسلمين ، والتثليث علامة النصرانية ، والاسبات " اى القول بالسبت " علامة اليهودية كذلك التناسخ علم النحلة الهندية فمن لم ينتحله لم يكن منها ولم يعد فى جملتها 0
وتناسخ الارواح عند البراهمة أساسه إيمانهم بخلود النفس واعتقادهم بأنها لا تموت ولا يلحقها التلف بحال من الأحوال ويمكننا ان نستفيد من ذلك مما يذكره البيرونى عنهم حيث يقول : " قال باسديو لارجن يحرضة على القتال وهما بين الصفين : إن كنت بالقضاء السابق مؤمنا فاعلم أنهم ليسوا ولا نحن معا بموتى ولا ذاهبين ذهابا لا رجوع معه " فإن الأرواح غير مائتة ولا متغيرة ، وإنما تتردد فى الأبدان على تغاير الإنسان من الطفولة إلى الشباب والكهولة ثم الشيخوخة التى عقباها موت البدن ثم العود وقال له : كيف يذكر الموت والقتل من عرف أن النفس أبدية الوجود لا عن ولادة ولا إلى تلف وعدم بل هى ثابتة قائمة ، لا سيف يقطعها ولا نار تحرقها ولا ماء يغصها ولا ريح تيبسها لكنها تنتقل من بدنها إذا عتق نحو آخر ليس كذلك كما يستبدل البدن اللباس إذا خلق ، فما غمك بنفس لا تبيد " فهذا الذى قدمنا عنهم صريح فى بيان عقيدتهم بتناسخ الارواح القائم على اعتقادهم بخلود النفس وأبديتها ، ولقد انتقلت فكرة التناسخ هذه إلى الفكر الإسلامى ووجنا لها صدى واضحا لدى بعض الفرق الباطنية والنصيرية من فرق غلاء الشيعة وكل هذا إنما كان عن طريق الترجمة التى شاعت فى أيام دولة بنى العباس 0
ولكن هل تبقى الروح ـ دائما وإلى غير نهاية ـ فى هذا التجوال والتقمص والتناسخ ؟
لا بالطبع ، فلقد قلنا إن هذا التجوال يسير وفق نظام إلهى مقرر له ، ويتجه نحو هدف يسعى إليه ، إن هذا الهدف هو اتصال الروح بباريها ، وعودتها إليه ، إنها منذ أن انفصلت عن خالقها وهى تأخذ طريقها ثانية للعودة إليه والاتحاد به والتجوال والتناسخ إنما يحدثان لها وهى فى طريق تلك العودة ولكنها فى النهاية التى يحددها الله سبحانه لهذا التجوال تعود الروح إليه لتنعم بالقرب منه أو الاتحاد به ، ورجوع الأرواح إلى خالقها على هذه الطريقة يشكل الأساس الثالث من تلك الأسس التى تقوم عليها عقيدة البراهمة 0
ويقودنا الحديث عن رجوع الأرواح وهو الأساس الثالث من أسس العقيدة البرهمية إلى الحديث عن الأساس الرابع والأخير من أسس هذه العقيدة ونعنى به الجزاء ، أى الثواب والعقاب فى الجنة والنار 0 والحقيقة أن البراهمة يؤمنون بالبازا أو الثواب والعقاب ، ولكن إيمانهم به يختلف اختلافاً جوهرياً عن إيماننا ـ نحن المسلمين ـ به وذلك لأنهم يرون أن هذا الثواب أو العقاب محدد أى مؤقت بفترة محددة تتناسب مع العمل المجازى به كما أن هذا الثواب أو العقاب مقصور على الأرواح وحدها ، إذ لا ثواب للبدن ولا عقاب عليه فى عقيدة البراهمة ، أما كيفية حدوث الثواب والعقاب فذلك سنشرحه فى الفقرة التالية :
ينقسم العالم قسمة أولية إلى أربعة أقسام :
1ـ العالم الأعلى : ويسمونه " سفرلوك " وهو يقابل الجنة
2ـ العالم الأسفل أو الأدنى ويسمونه " نرلوك " وهو يقابل النار أو جهنم وهو مجمع الحيات وفيه كثير من ألوان العذاب وعدد كبير من " الجهنمات " حيث لكل ذهب جهنم خاصة به كما يعتقدون 0
3ـ العالم الأوسط وهو عالم الناس الذين يعيشون فيه ويكتسبون أعمالهم خيرها وشرها ويسميه البراهمة " مادلوك " 0
4ـ عالم الحيوان غير الناطق أو النبات ويسمونه " ترجكاوك " 0
بعد هذا التقسيم الذى رأيناه عند البراهمة نقول إن الناس يعيشون فى العالم الأوسط وفى هذا العالم يعملون مدة حياتهم المقررة فيه ، فإذا انتهت هذه المدة وقدم الجسد وبلى وصار لا يصلح لتحمل الروح التى هى فيه فإن الموت هونهايته ، فإن كان ما قدمه من عمل فى عالم الناس يستحق الثواب والمكافأة صدع إلى العالم العلوى حيث الجنة ليقضى فيها مدة محددة تتناسب وما قدمه من عمل فى عالم الاكتساب ، وإن كانت الأخرى بحيث كان عمله شراً وإنما هوى إلى الجحيم حيث جهنم ليقضى فيها مدة عقوبته على الجرائم التى ارتكبها فى عالم الناس وربما ينتقل من جهنم إلى غيرها تبعا لتنوع ذنوبه حيث إن عدد الجهنمات كثير بسبب اختلاف الذنوب وتنوعها وحيث تختص كل جهنم منها بالعقاب على ذنب معين 0
أما إذا كانت أعمال الإنسان الخيرة من القصور بحيث لا ترقى به إلى العالم الأعلى " الجنة " أو كانت أعماله من الشر أقل من أن يعاقب عليها بالهبوط إلى العالم الأسفل " دركات الجحيم " فإن هناك عالما رابعا هو عالم النبات ، والحيوان غير ناطق وتتحول أرواح هؤلاء وهؤلاء فى هذا العالم حتى ترقى إلى عالم الإنس ، كما تأوى إليه الأرواح الصاعدة من النار بعد قضاء العقوبة المقررة عليها هناك 0
رابعاً : العبادات عند البراهمة :
تشكل أنواع العبادات وطقوسها المتنوعة مظهراً واضحاً من المظاهر التى يتميز بها دين البراهمة 0
والدارس لأسفار الفيدا يدرك مدى تنوع هذه العبادات ودقة النظام الذى تسير عيه ، ومدى حتمية الالتزام بشعائرها مهما كانت الظروف 0
والملاحظ على هذه العبادات أنها تتفاوت فى مظاهرها وطقوسها بتفاوت طبقات البراهمة وتنوعها ، وسنعرض فيها يلى لأهم هذه العبادات والطقوس الدينية التى سجلتها أسفارهم المقدسة ، وقبل هذا العرض نحب أن ننبه إلى ملاحظة عامة فى قضية العبادات لدى البراهمة ـ وهذه الملاحظة تتركز فى أن العبادات ـ مهما تنوعت عندهم ـ فهى تتجه إلى غاية واحدة محددة وهى الفناء فى الله ، والاندماج فى الكائن الأسمى ، وذلك بالندم المستثمر على كل تفريط أو تقصير والتوبة النصوح عن كل ذنب يقع من الإنسان عمداً أو سهواً ، وتربية النفس وتهذيبها ، والسلوك بها مسلك الورع والتقشف والبعد عن ملذات الحياة وزخرفها ولهوها ، وأهمال مطالب الجسد والزهد فى كل شىء ، حتى تصفوا الروح ، ويصبح أمر الجسد بيدها وطوع أمرها ، عندئذ يكون القناء فى الله ـ وهو الغاية المقصودة من سائر العبادات ـ أمرا ممكنا فتسعد الروح بذلك حيث يتحقق لها الاندماج فى الكائن الأسمى 0
ومن أهم العبادات عند البراهمة الصوم 0
يمثل الصوم فى الدين البرهمى نوعا من انواع العبادات الهامة التى لا بد منها ولا يجوز بحال من الأحوال التفريط فى أمرها 0
وهو على نوعين :
أ ـ صوم مفروض
ب ـ صوم تطوعى
وكما قلنا فإن ذلك يختلف من طبقة إلى أخرى ولكن ـ هنا ـ ملاحظة جديرة بالاهتمام ، وهى أن الشخص كلما علت طبقته الاجتماعية كانت واجباته الدينية اكثر ومسئوليته عن العبادة أدق وأثقل فقد فرضت البرهمية على طبقة رجال الدين أن يصوموا أوائل الفصول الأربعة من العام بحيث لا يستقبلون هذه الفصول إلا وهم صائمون كما فرضت علهيم أيضا صيام اليوم الأول واليوم الرابع عشر من كل شهر قمرى 0
وفرضت كذلك الصوم أثناء الكسوف على الجميع بحيث يمتنع الناس عن الطعام والشراب والجنس طوال فترات الكسوف ، اما الطبقات العليا فقد أوجبت عليهم ـ بالإضافة إلى ذلك ـ عدم الانتفاع بما يكون عندهم من طعام أو شراب وقت الكسوف وضرورة التصدق به على أبناء الطبقات الدنيا ، وتحطيم الأوانى التى بها هذه الأطعمة والأشربة 0
وتفرض قوانين مانوا على رجال الدين أن يمتنعوا عن الطعام والشراب والجنس والسفر فى الوقت الذى بين غروب الشمس ومغيب الشفق الأحمر من كل يوم 0
أما صوم التطوع وهو الصوم القام وهو كثير عند البراهمة حيث أن بعضهم يصومه نذراً أو تقربا لقضاء حاجة وقد يكون يوما أو يومين أو ثلاثة أيام أو لمدة شهر كامل يصومونه طيا بلا افطار أو يتخلله افطار بسيط ، وقد يجتنب فيه بعضهم تناول بعض الأطعمة كاللحوم والألبان والأسماك 0
كما تشاهد فى أصوام بعض طوائف النصارى اليوم ، وقد يصحب الصوم بطقوس وعادات غريبة منها ـ النوم على الأرض بدون فراش ، وعدم مجانية الفساد ، واحيانا يكون من الضرورى بالنسبة للصائم أن يفطر على البان البقر ، ويشرب بولها ، وأن يكون طعامه من أحشائها أو يتلوث بفضلاتها 0
وبجانب الصوم تفرض أسفار البراهمة أنواعا أخرى من العبادات نقسمها إلى ثلاثة أقسام :
1ـ عبادات تتعلق بالأجسام مثل الصلاة وخدمة الملائكة وخدمة رجال الدين ، وتنظيف البدن واحترام الأعراض والحياة الإنسانية 0
2ـ عبادات تتعلق بالأصوات ومنها قراءة الأوراد والدعوات الدينية والتسبيح وتلاوة الأسفار المقدسة ، والتزام الصدق وملاينة الناس فى الحديث وترك الجدل والكف عن فضول الكلام وخفض الصوت وارشاد الناس ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر 0
3ـ عبادات تتعلق بالقلب ، ومنها إخلاص النيات والتزام الحق وترك الحسد والتحلى بالتواضع والبعد عن التكبر والتعظيم للنفس ولزوم التأنى وضبط الحواس وانشراح الصدر 0
والحقيقة أن الإنسان ليحار أمام كثير من هذه العبادات بعد أن عرضنا ـ من قبل ـ للعقيدة ـ ويسأل نفسه أترى أن هذه العبادات التى يتعبد البراهمة بها لله سبحانه ، وعقيدة التوحيد التى يؤمنون بها ، ما مصدرها ؟ أهو العقل وحده ؟ أم أن هناك أثراً دعوة رسول أو نبى ؟ نقل عنه البراهمة ذلك مع شىء من التحريف والتبديل ؟
أنا لا أستبعد الأمر الثانى فلربما كان الوافدون إلى بلاد الهند قد جاءوا ومعهم آثار دعوة أو أطلال دين موحى به قد انتابه ـ كما انتاب غيره ـ بعض التحريف والتزييف ولم لا يكون الامر كذلك أو لم نستبعد ذلك والقرآن والسنة يفهماننا أن الرسالات ليست محصورة بالزمان أو المكان ولا بالمدد أيضاً 0
وقد قال الله لخاتم أنبائه ورسله :  ( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك )
خامساً : شرائع البراهمة :
أول ما يلاحظه الباحث فى الجانب التشريعى ـ كما جاءت به أسفار الفيدا المقدسة عند البراهمة ، قيام تشريعاتهم على التفرقة العنصرية ورفضها لمبدأ المساواة بين الناس ، وتشددها المفرط فى الحفاظ على نظام الطبقات ن وعدم السماح بالامتزاج بل بالتقارب بين هذه الطبقات ، وضرورة الالتزام بالاختصاصات والوظائف الخاصة بكل طبقة ، وانتقال هذه الاختصاصات والوظائف عبر أجيال كل طبقة منها بطريق الوراثة ، وراثة الأبناء من الآباء وليس بأى طريق آخر 0
واساس هذه التفرقة القاسمة ما تزعمه أسفارهم من أن برهما ـ وهو الإله الخالق قد صدرت عنه جميع طبقات الناس خلقا ، وأن هذه الطبقات أربعة وكل طبقة منها خلقت من موضوع خاص من جسمه 0
فمن جهة الرأس وبالتحديد من الفهم خلق براهما طبقة الكهنة أو رجال الدين أو البرهميين ، وهم أعلى الطبقات عموما ، ولقد خصتهم اسفار الفيدا بأشرف الوظائف وأرقاها ، فقصرت عليهم أم تعليم الأسفار وتفسيرها ، وكذا الإشراف على الضحايا والقرابين ولهم وحدهم حق القبول والرفض لكل شىء وأى شىء 0
ومن الذراع خلق الكشتريون أو رجال الحرب وحماة الأوطان وهم المختصون بوظائف الجندية وحفظ الأمن وقيادة الحروب ونحوها 0
ومن فخذ براهما خلق طبقة التجار والزراع وهم المختصون بفلاحة الأرض وزراعتها والتجارة والبيع والشراء
ومن أسفل القدم خلق براهما طبقة الشودرا أو المنبوذين وهؤلاء وكلت إليهم أسفار الفيدا جميع الحرف والمهن الدنيئة من تنظيف وخدمة ووضعتهم فى أسفل السلم الاجتماعى ، وأوجبت عليهم العزلة واعتبرتهم من الانجاس ، ولمس المنبوذ ـ عند بعض الهنود ـ دنس ورجس يوجبان الكفارة والاغتسال ـ وهم يحرم عليهم ان يعبدوا اله الطبقات العليا فذلك شرف لا يستحقونه وعليهم إلا يعبدوا إلا الأرواح وأعظم الآلهة عندهم يظهر فى شكل كومة من الآجر أو على شكل هئة أخرى ساذجة 0
والحقيقة أن مشكلة التفرقة العنصرية عند الهندوس تمثل نقطة سوداء فى الدين البرهمى ، وأن تمسك الهنود البراهمة بهذه التفرقة وحرصهم عليها واعتبارهم لها كان من أهم العوامل التى عاقت دخولهم الإسلام أو الإقبال عليه لأنهم رأوا فيه المساواة تامة بين جميع الناس لأنهم جميعا خلق الله ،وهم ـ جميعاً ـ لآدم وآدم من تراب وكلهم سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى 0
وإذا كان التمسك بالتفرقة العنصرية قد أخر الكثيرون من البراهمة عن اللحاق بالمسيرة الإسلامية فإن رفض الإسلام لهذه التفرقة قد فتح الباب على مصراعية أمام هؤلاء المظلومين فأسرعوا إلى الإسلام لأنهم يجدون فيه أنفسهم ، وقد عثروا على ما فقدوه فى أديانهم السابقة إذ رد إليهم الإسلام كرامتهم وكرم إنسانيتهم ، وضمن حريتهم ، وحفظ عليهم آدميتهم ، وتفيئوا فى ظلاله نسيم الحرية بعد أن اكتووا بنار التفرقة العنصرية فى ظل عقائدهم البائدة ، والحق أن أمام الدعاة المخلصين للإسلام فى الهند وفى أمريكا وجنوب أفريقيا فرصا للدعوة إلى الإسلام وحمل هدايته إلى تلك البلاد والأصقاع لإنقاذ إنسانية الإنسان وصون كرامة عباد الرحمن فالمد الإسلامى فى هذه الأرض الجديدة قادر على أن يجرف فى طريقه عقائد العنصريين وعصبيتهم 0
ب ـ أما أهم ما تعنى به شريعة البراهمة ـ بعد نظام الطبقات ـ هو نظام الأسرة وما يتعلق به من أمور الزواج ونحوه مما يسمى اليوم بالأحوال الشخصية والبرهميون ـ فى شريعتهم ـ يوجهون الزواج على كل قادر عليه ويعتبرون العزوبة شرا يجب مقاومته فى المجتمع البرهمى ، وينظرون إلى الأعزب القادر على الزواج نظرة فيها كثير من الخوف والاحتقار ـ إذ إنه يمثل ـ فى نظرهم ـ عنصراً فاسدا ينبغى بتره والتخلص منه ، ويعتقدون أن من يموت بدون زواج أو إنجاب فإن روحه تتعثر فى طريقها وقد تضل طريقها ولا تصل إلى غايتها وهى من هذه الناحية تلتقى والشريعة اليهودية التى تحارب العزوبة وتعتبر الأعزب القادر على الزواج ولا يتزوج ـ مخربا فى بناء الله يعمل على اطفاء نوره سبحانه وتعالى 0
وموقف التشريع الإسلامى ـ فى هذا الجانب واضح تمام الوضوح يشرحه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " وفى رواية أخرى ـ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، أما المسيحية فإن المستفاد من أسفارها أنها تقدم العزوبة على الزواج وتفضلها عليه ، فمن يتزوج يفعل حسنا ومن لايتزوج يفعل أحسن " 0
وشريعة البراهمة ـ فيما يتعلق بنظم الزواج ـ تختلف اختلافا كبيرا فى كثير من الوجوه عما جاءت به الشرائع اليهودية ، والنصرانية وشريعة الإسلام ، فهى كما يقول استاذنا الدكتور على عبد الواحد وافى فى كتابه الأسفار المقدسة ص 176 وما بعدها  " فمن ذلك أنها " أى شريعة البراهمة " تعتبر الاستيلاء على المرأة بالقوة وسيلة مشروعة لاتخاذها زوجة فى طبقة الكشترمن " رجال الحرب " فلقد ورد فى المادة الثالثة والثلاثين من الكتاب الثالث من قوانين ماتو أنه " إذا استولى رجل على إمرأة بالقوة وسباها من منزل أهلها وهى تبكى وتصرخ فى طلب النجدة وانتصر على من حاولوا مقاومته ، فقتلهم أو جرحهم 00 فإن طريقته هذه تسمى طريقة الجبابرة ، وتنص المواد الثالثة والعشرون والخامسة والعشرون والسادسة والعشرون من هذه القوانين على أن " طريقة الجبابرة " طريقة مشروعة للزواج فى طبقة الكشترين " رجال الحرب "
ومن الواضح أن هذا مرفوض ـ شكلا وموضوعا فى شرائع الإسلام والنصرانية واليهودية ، ومما تختلف فيه البراهمة أنها تبيح إلحاق نسب الولد بجده لأمه إذا اشترط ذلك فى العقد وإلى هذا النظام يشير البيرونى إذ يقول : " وقد يكون النسب من صلب الختن فى بطن الإبنة المزفوفة إذا شورط أن يكون النسب لأبيها فيكون حينئذ ولد الإبنة للجد المشارط دون الأب الزارع " 0
ومن المعروف أن يجب أن لا ينسب الإبن إلا إلى أبيه فى شريعتى الإسلام والنصرانية أما اليهودية فإن ابن الأخ من زوجة أخيه المتوفى دون إنجاب ـ ينسب إلى الأخ المتوفى وليس إلى أبيه ـ وفى غير هذه الحالة فلا ينسب الولد إلا إلى أبيه الذى وضع نطفته 0
ومن وجوه المخالفة أيضا أن شريعة البراهمة تبيح للزوجة أن تتصل بزوج أختها لتأتى منه بأولاد إذا كان زوجها ـ هى عقيما ، وينسب الأولاد شرعا ـ إلى الزوج المقيم وليس إلى زوج الأخت 0
ومعروف أن هذا محرم فى الشرائع اليهودية والنصرانية والإسلام 0
ومن وجوه المخالفة ـ كذلك ـ أن شريعة البراهمة تجيز " نكاح الاستبضاع " وهو أن تذهب الزوجة إلى رجل أجنبى ـ برضا زوجها ـ لتنجب منه أطفالاً يرثون قوته وذكائه وينسبون إلى الزوج نسبا شرعيا ، ويقول البيرونى " قد يكون النسب من صلب الأجنبى فى بطن الزوجة لأن الأرض " المرأة " للزوج فيكون أولاد المرأة لزوجها إذا كانت الزراعة برضا منه " 0
وهذا النوع من الأنكحة كان معروفا فى عرب الجاهلية وحرمه الإسلام كما تحرمه شريعتا اليهودية والنصرانية لأنه زنا محض 0
ومن وجوه الخلاف التى نراها بين شريعة البراهمة والشرائع السماوية أن أسفار البراهمة تبيح تعدد الأزواج للزوجة الواحدة ولا سيما إذا كان الأزواج إخوة ، ولا يزال هذا النوع من أنواع الزواج موجوداً إلى الوقت الحاضر فى بعض قبائل الهنود على حدود الهند الشمالية ، استمراراً لشريعة البراهمة 0
يقول البيرونى مشيراً إلى تلك الشريعة : " وقد كان لأولاد باندوا الأربعة زوجة مشتركة تقيم عند كل واحد منهم شهرا ، أما نظام تعدد الزوجات فهو مباح فى شريعة البراهمة دون قيد أو شرط " 0
ج ـ أما بالنسبة للمسئولية والجزاء فى شريعة البراهمة ـ فإن الأمر عجيب وغريب إذ نراها تتجاوز قوانين العدالة فتجعل الإنسان مسئولاً عما يعمله اقرباؤه فتحمل الابن خطا والديه ، وللزوج خطأ زوجته ، بل والصديق تبعة الجرم الذى يرتكبه رفاقه وأصدقائه فالمسئولية عندهم ليست مسئولية شخصية والدارس لقوانين مانو يجد أموراً كثيرة من هذا القبيل 0
فمثلاً : يتحمل اولاد السفاح اثم ما ارتكبه اواهم ، ويشاركونهما فى الخطيئة 0
وإذا عقد شخص نكاحا فاسدا أو أهمل رسما من رسوم الدين او اعتدى على احد رجال الدين فإن الاثم يعمه هو وينتقل الى جميع افراد اسرته 0
والذى يشهد الزور يعاقب معه فى جهنم خمسة او عشرة او مائة او الف من اقربائه بسبب هذا الجرم ويقدر ما يترتب عليه من اضرار 0
والزوجة الخائنة ينتقل اثمها الى زوجها ويعاقب معها بخيانتها ، والرجل الخليع " وهو الذى تخلعه طبقته وتتبرأ منه بسبب جرم ارتكبه " إذا عاشره رجل آخر او قدم ضحية عنه او شاركه فى مركب او مطعم او مشرب او نحو ذلك فإن هذا الرجل الآخر يصير خليعاً 0
والحاكم الذى لا يعاقب سارقا معترفا بسرقته يعد مثله ، والملك الذى لا يحمى افراد شعبه ينتقل اليه سدس خطاياهم جميعا 0
أما لذى يحميهم فإن سدس حسناتهم ـ جميعا ـ تنتقل اليه ، ونحن هنا نستطيع ان نقرر ان الذين قالوا با لخطيئة الاولى ووراثة الابناء اخطاء الآباء يمكن ان يكونوا متأثرين بتلك الأفكار وهى قديمة وسابقة على عقائدهم 0
ولا سيما واننا نجد لدى الهنود ايمانا بفكرة النادى والمخلص كما يؤمن بها النصارى غير ان الهنود يسمون هذا المخلص " كرشنه " ويصفونه بأنه المخلص والفادى والمعزى والراعى الصالح وابن الله والاقتوم الثانى من الثالوث المقدس وهو الأب والإبن وروح القدس 0
وهى نفس الاوصاف التى يصف بها المسيحيون ـ المسيح ـ عليه السلام وهم يقولون بالخطيئة الأولى التى جاء المسيح ليخلص البشر ويفتديهم بنفسه منها 0
ويعقد استاذنا المرحوم الشيخ محمد ابوزهرة مقارنة بين ما يقوله الهنود فى كرشنه والنصارى فى المسيح فإذا الأمر متفق والقول واحد ومن البديهى أن يتأثر اللاحق بالسابق وينقل المتأخر عن المتقدم والجديد عن القديم 0
سادساً : الأخلاق عند البراهمة :
إن الدارس لأى دين من الأديان ينبغى أن يتناوله من جوانب أربعة كلها أساسية وهامة ونعنى بها جوانب العقيدة والعبادة والشريعة والأخلاق 0 وفى الصفحات السابقة تحدثنا عن الجوانب الثلاثة الأولى وبقى علينا استيفاء للدراسة ووفاء بالغرض أن نتناول بشىء من الإيجاز الماضى الرابع والأخير وهو الجانب الأخلاقى فنقول :
الديانة البراهمية غنية بأخلاقها إذ أننا نجد الصورة الأخلاقية فى هذه العقيدة صورة مشرقة ، بل إن الدارس للخلفية البرهمية ليجد نفسه وكأنه أمام نظرية متكاملة فى الأخلاق تستمد أصولها من وحى سماوى وذلك لما يلحظه من فضائل سامية تستحوذ على الاعجاب بما تدعو إليه من قيم وآداب وما تنهى عنه من شرور ورذائل ، وما تعتمد عليه من أسس ودعائم 0
يقول البيرونى : " والسيرة الفاصلة وهى التى يفرضها الدين وأصوله بعد كثرة الفروع عندهم ـ راجعة إلى جوامع عدة هى : ألا يقتل ولا يسرق ولا يكذب ولا يزنى ولا يدخر ، ثم يلزم القدس والطهارة ويديم الصوم والتقشف ويعتصم بعبادة الله تسبيحاً وتمجيداً ويديم اخطار " أوم " التى هى كلمة التكوين والخلق على قلبه بدون التكلم به ويذكر استاذنا الدكتور على عبد الواحد فى كتابه الاسفار المقدسة ص 218 أن الأخلاق الايجابية للبراهمة تقوم على عشر دعائم أساسية هى الوصايا العشر للدين البرهمى وهى مراعاة الكائن الإلهى ومقابلة الاساءة بالاحسان والقناعة والاستقامة والظهارة وكبح جماح الحواس ودراسة الفيدا والصبر والصدق واجتناب الغضب 0
والبرهمية تدعو فى اخلاقها إلى اجتناب الرذيلة وتحذر منها وتتوعد مرتكبيها بالعذاب الاليم ومن أهم الرذائل التى تخصها كتبهم بالذكر وتحدد مكان مرتكبيها فى جهنم الكذب وشهادة الزور وسفك الدم بغير الحق ، والاستهزاء بالناس واغتصاب حقوقهم والسرقة ولا سيما سرقة الذهب وقتل البقر والزنا وخاصة إذا كان بالابنة وزوجة الابن وام الزوجة واتصال التلميذ بزوجة استاذه وجماعة المرأة فى الأيام المعظمة واتيان البهائم والتستر على فاحشة الزوجة طمعاً فى منفعة والاحتيال والغدر وعقوق الآباء والأجداد والشح والبخل على النفس وانفاق المال طمعاً فى عملات الأمراء وإحراق بيوت الناس وقطع الأشجار وتقصير الأمراء فى واجباتهم نحو رعاياهم
وتحكى لنا كتبهم أن من أشهر فلاسفة البراهمة الأخلاقيين هو الذى يسمى  " كرشنة " والذى ولد سنة 480 ق0م وقد اشتهر بحكمه ونصائحه التى نذكر منها على سبيل المثال قوله : إن الجسد الذى تهبط إليه النفس شىء زائل ، أما النفس التى لا تراها العين فهى أبدية ، وكذلك قوله " إذا انحل جسد الشخص بالموت ، فإن كانت شهواته متغالبة عليه فى حياته فإن روحه ترجع مرة ثانية إلى الأرض ولا يكون لها مكان فى السماء وإن كان الحكمة متغلبة عليه فى حياته ، فإن روحه تطير إلى الطبقات العليا حيث ترى وجه الله وتدرك كماله ، فها نحن نرى أنفسنا أمام صورة أخلاقية مشرقة وواضحة ويمكن أن تسهم بجدية فى بناء مجتمع أخلاقى فاضل إذ أنها استوفت الجانبين الأخلاقيين السلبى والإيجابى معا أو بعبارة أرخى التخلية ، ثم التحلية ، إذ هى تدعو الإنسان إلى أن يتخلى عن الرذائل ليطهر ، ثم يتحلى بالفضائل ليكمل حتى يسمو ليرى وجه الله ـ وهذه هى أسمى الغايات فى نظر البراهمية 0

العلمانية
مفهوم العلمانية :
العلمانية كلمة انجليزية وترجمتها الصحيحة اللادينية او الدنيوية وهى دعوة إلى اقامة الحياة على غير الدين وتعنى فى جانبها السياسى بالذات اللادينية فى الحكم وهى اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم والمذهب العلمى 0
أهم افكار ومعتقدات العلمانيين :
ـ بعض العلمانيين ينكرون وجود الله أصلا 0
ـ وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود آية علاقة بين الله وبين حياة الإنسان
ـ الحياة تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب 0
ـ اقامة حاجز سميك بين عالمى الروح والمادة ،والقيم الروحية لديهم قيم سلبية
ـ فصل الدين عن السياسة واقامة الحياة على أساس مادى
ـ اعتماد مبدأ ( الميكيافيلية ) فى فلسفة الحكم والسياسة والاخلاق 0
تطبيق مبدأ المنفعة ( البراكماتيزه ) على كل شىء فى الحياة
ـ نشر الاباحية والفوضى الاخلاقية وتهديم كيان الاسرة باعتبارها النواة الاولى فى البنية الاجتماعية
ـ اما معتقدات العلمانية فى العالم الاسلامى والعربى التى انتشرت بفضل الاستعمار والتبشير فهى
* الطعن فى حقيقة الاسلام والقرآن والنبوة
* الزعم بأن الاسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية
* الزعم بان الاسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية
* الزعم بأن الفقة الإسلامى مأخوذا من القانون الرومانى
* الزعم بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة ويدعو الى التخلف
* الدعوة الى تحرير المرأة وفق الاسلوب الغربى
ـ تشويه الحضارة الاسلامية وتضخيم حجم الحركات الهدامة فى التاريخ الاسلامى والزعم بأنها حركات اصلاح
ـ احياء الحضارات القديمة
ـ اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب ومحاكاته فيها
ـ تربية الاجيال تربية لا دينية
ـ اذا كان هناك عذر ما لوجود العلمانية فى الغرب فليس هناك اى عذر لوجودها فى لشرق 0
نشأة العلمانية :
ظهرت دعوة العلمانية فى الغرب نتيجة للاتجاه الذى حملت لواءه حركة التنوير الأوربية فى الفصل بين سلطة الكنيسة وسلطة الحكومة او اقامة انظمة سياسية  غير خاضعة لسلطة الكنيسة 0
فالعلمانية فى جوهرها : انما تمثل القضاء على نظام قائم فى الغرب ابان دعوتها حيث كانت الكنيسة تباشر السلطة السياسية وتفرض نفوذها على الحكومات والدول 0
والمعروف ان الدعوة تمت فى اوربا قبيل الثورة الفرنسية فى مجال التحرر من سلطان الدين والكنيسة واقامة منهج جديد اساسه الدولة الحديثة من شأنه ان ينقل الولاء من الكنيسة الى الدولة وقد ارجعوا الفكرة فى المسيحية الغربية الى نظرة اساسية مستمدة من اقوال السيد المسيح ( دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) ليست مملكتى فى هذا العالم ، والتمسوا مفهوما يقوم على اساس ان المسيحية انما جاءت بوصايا فى مجال الاخلاق وان المسيحية حين عربت الى اوربا وجدت نظاما سياسيا قائما هو الامبراطورية الرومانية بقوانينها ودولتها المشكلة فعلا والتى تطبع مجتمعا بطابع له صورته المكتملة 0
العلمانية بين الغرب المسيحى والشرق المسلم :
وهى كلمة حديثة الاستعمال فى لغتنا العربية وشأنها شأن كثير من الكلمات التى أصبحت مصطلحات أولها قوة المصطلحات فى عصرنا و " الياء " المشددة فيها للنسب والألف والنون زائدتان 0
وكما أن لفظ الكلمة دخيل على معاجمنا العربية فإن معناها ومدلولها سواء اكانت بكسر العين ام بفتحها ما يقابل الدين فالعلمانى ما ليس بدينى ومقابلة الدينى او الكهنوتى وكان مدلول العلمانية المتفق عليه يعنى عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وابقاؤه حبيسا فى ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففى الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوها 0
العلمانية فى الغرب :
يكشف تاريخ أوربا فى العصر الحديث عن حقيقة تاريخية هى محاولة اليهود الملحة لاسقاط الحواجز التى فرضتها الكنيسة والدول المسيحية الحاكمة فى اوربا والغاء القيود التى كانت تتعلق بالزواج والملبس والعبادات ومن اجل هذا عمدت المنظمات الماسونية الى التحضير لعملية كبرى تستهدف اسقاط الحكومات المسيحية الغربية التى تسيطر عليها الكنيسة وانشاء حكومات اخرى متحررة من هذه القيود
فالعلمانية هى السيف المسلط الذى حطم به اليهود القيد الذى يفضلهم فى كل مجتمع ويحول بينهم وبين السيطرة التلمودية وإن الفصل بين الدين والدولة فى الفكر العربى المسيحى مفهوم لا غرابة فيه ومنه أمكن إقامة العلمانية التى كانت أكبر ركيزة على تأكيد النفوذ التلمودى فى المجتمع الغربى 0
يقول الدكتور الفاروقى : علينا أن نتذكر أن تحرر اليهود لم يأتى إلا نتيجة لنمو العلمانية فى التنظيم السياسى والاجتماعى ، أى أن اقصاء الدين عن السياسة والاقتصاد والاجتماع أدى إلى اعتبار المنفعة العامة والانتاج والخبرة والأهلية كأساس لجميع المعاملات والتنظيمات 0
ويقول : إن العلمانية نظرية تنبعث من الخبرة المسيحية لا من الخبرة اليهودية ، إن المسيح الأوربى قد قسم حياته إلى دوائر وجعل بينها سدودا تمنع أى اتصال وتجرى الحياة فى كل هذه الدوائر بموجب قوانين خاصة لا علاقة البته للدائرة الواحدة بما يجرى فى الدوائر الأخرى 0


عدل سابقا من قبل Admin في الخميس مارس 05, 2015 9:45 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 50
الموقع : مصر

الفرق والمذاهب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرق والمذاهب    الفرق والمذاهب  I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2012 4:53 pm

[b]فالعائلة والأخلاق الشخصية والدين والاقتصاد والسياسة والاجتماع كل منها يؤلف ملكوتا مستقلا فالويل كل الويل اذا سمح الغربى لمبادىء الدين ان تتعدى حدودها للتأثير فى الاقتصاد 0
والواقع أن العلمانية ليست سوى الاعتراف بأنه ليس هناك مبدأ عام يشمل حياة الناس بأكملها كما هو الحال فى النظرة الدينية فأصبح لكل من دوائر الحياة مبدأه الخاص ولا ريب أن هذا الفهم الأوربى يختلف اختلافا واضحا عن الفهم الإسلامى الجامع المتكامل الذى يضع الحياة كلها فى اطار موحد ولا يقر الفصل بين القيم أو المفاهيم بل يراها متلاقية متكاملة يؤثر كل منها فى الآخر 0
العلمانية والالحاد :
إذا كان مفهود ( الالحاد ) هو انكار وجود الله سبحانه كما هو مذهب الماديين قديما وحديثا ومنهم الشيوعيون دعاة المادية التاريخية ،فإن العلمانية ـ حسب مفهومها ـ لا تعنى بالضرورة الالحاد 0
قد يوجد من ( العلمانيين ) من يجحد وجود الله تعالى أو يجحد رسالاته ووحه أو يجحد لقاءه وحسابه فى الآخرة ولكن هذا ليس من اللوازم الذاتية لفكرة العلمانية كما نشأت فى الغرب فإن الذين نادوا بها لم يكونوا ملاحدة ينكرون وجود الله بل هم ينكرون تسلط الكنيسة على شئون العلم والحياة فحسب فكل ما يعنيهم هو عزل الدين ـ ممثلا فى رجاله وكنيسته ـ عن سياسة الدولة وتوجيه أمورها سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية او ثقافية او تربوية 0
العلمانية ضد الدين :
إن ( العلمانية ) بالمعنى الذى بيناه مرفوضة فى أوضاننا عامة بأى معيار احتكمنا اليه واول هذه المعايير هو الدين فإذا احتكمنا الى الدين اعنى الدين الذى تؤمن به الأغلبية وتنزل على حكمه وهو الاسلام تجده يرفض العلمانية رفضا حاسما وذلك لأنها لا تقبل التعايش معه كما أنزله الله كما بينا ذلك من قبل فهى قد تقبله عقيدة فى ضمير الفرد ولكنها لا تقبل هذه العقيدة اساسا للولاء والانتماء ولا ترى أن من موجبات العقيدة بحكم الله ورسوله وهى قد تقبله عبادة ونسكا لكن على ان تكون شأنا موكولا الى الأفراد لا على أن مراعاة الدولة وتجاسب عليه وقدم الناس أو تؤخرهم على اساس الالتزام بذلك او عدمه 0
وهى قد تقبله أخلاقا وادبا ولكن فيما لا يمس التيار العام المقلد للغرب فالاصل لدى العلمانيين ان يبقى الطابع النوعى سائدا غالبا على عاداتنا وتقاليدنا فى المأكل والملبس ولازينة والمسكن والعلاقة بين الرجال والنساء ونحوها ضاربين عرض الحائط بما قيد الله به لفرد المسلم والمجتمع المسلم من احكام الحلال والحرام 0
أما الشك الذى تقف العلمانية ضده بكل صراحة وقوة فهى " الشريعة " التى تنظم باحكامها الحياة الاسلامية وتضع لها الضوابط الشهادية والعاصمة من التخبط والانحراف سواء فى ذلك ما يتعلق بشئون الاسرة (الاحوال الشخصية ) او المجتمع او الدولة فى علاقاتها الداخلية او الخارجية السليمة او الحربية وهو ما عنى به الفقه الاسلامى بشتى مدارسه ومختلف مذاهبه وخلف لنا فيه ثروة تشريعية طائلة تعنينا عن استيراد قوانين من غيرنا ، وهى قوانين لم تنبت فى ارضنا ولم تنبع من عقائدنا وقيمنا واعرافنا وهى بالتالى تظل غربية عنا مرتبطة فى أذهاننا وقلوبنا بالاستعمار الدخيل الذى فرضها علينا دون ارادة ولا اختيار منا 0
هذا هو حال القوانين الوضعية بالنسبة لها ولكن العلمانية تقبلها وترفض شريعة الله تتبنى الزنيم وتنفى نسب الابن الاصيل 0
وبهذا تناصب العلمانية العداء للدين اعنى للاسلام الذى انزله الله نظاما شاملا للحياة كما ان الاسلام يناصبها العداء ايضا لانها تنازعه سلطانه الشرعى فى قيادة سفينة المجتمع وتوجيه دفتها وفقا لامر الله ونهيه والحكم بما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم واذا لم يحكم المجتمع بما انزل الله سقط لا محالة فى حكم الجاهلية وهو ما حذر الله منه رسوله والمؤمنين من بعده حين قال " وان احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك 0 فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون ، أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون " المائدة 49:50
إن العلمانية بمعيار الدين دعوة مرفوضة لأنها دعوة إلى حكم الجاهلية أى إلى الحكم بما وضع الناس لا بما أنزل الله 0
العلمانية ضد الدستور :
وأما العلمانية ضد الدستور فبيان ذلك من أوجه ثلاثة :
الأول : إن الدستور ينص فى مادته الثانية بصريح العبارة : أن الاسلام دين الدولة الرسمى كما أن اللغة العربية لغتها الرسمية 0
الثانى : أن الدستور ينص فى مادته تلك ( الثانية ) على أن الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع 0
الثالث : أن الدستور فى مادته يكفل الحرية الدينية لكل مواطن والمسلم إذا فرضت عليه العلمانية فقد فرض عليه أن يتحلل من دينه وما يوجبه عليه ربه ، وما تلزمه به شريعته فأنت بالعلمانية تزم المسلم ـ رغم انفه ـ أن يعطل ما فرضه الله عليه وأن يرتكب محرما حرمه الله عليه فلا يستطيع إذا كان حاكما ( وزيرا او رئيسا او عضو مجلس تشريعى او قاضيا ) أن يحكم بما أنزل الله كما أمره الله 0
العلمانية ضد ارادة الشعب :
وكما أن العلمانية ضد الدستور نصا وروحا فهى كذلك ضد ارادة الشعب ضد الدعوة إلى الديمقراطية والعلمانيون يباهون بأنهم ديمقراطيون وأنهم أنصار الديمقراطية ودعاتها والديمقراطية هى النزول على ارادة الشعب وقد قال بعضهم : إن ارادة الشعب من ارادة الله فما بالهم هنا ـ فى قضية تحكيم الشريعة يخونون مبدأهم الذى اتخذوه شعارا لهم أو يحاولون أن يثنوا عنان الشعب عما يؤمن به ، ويعتقدا انه وحده حبل النجاة ، وسفينة الانقاذ وهو العودة إلى الشريعة 0
العلمانية ضد مصلحة الأمة :
وإذا كانت العلمانية دعوة مضادة ومناقضة للدين ، ودعوة مضادة ومناقضة للدستور وهى مضادة ومناقضة لإرادة الشعب فهى كذلك دعوة مضادة ومناقضة لمصلحة الوطن ومصلحة الأمة 0
العلمانية مبدأ مستورد :
والعلمانية من ناحية أخرى ضد أصالتنا وسيادتنا لأنها مبدأ مستورد من خارج أرضنا ومن قوم غير قومنا لهم تاريخ غير تاريخنا ومفاهيم غير مفاهيمنا وقيم غير قيمنا وعقائد غير عقيدتنا وقوانين غير شريعتنا وأوضاع غير أوضاعنا 0
انهم احتاجوا إلى العلمانية لظروف خاصة بهم ونحن لا حاجة لنا إلى العلمانية لأنها كان حلا لمشكلتهم مع كنيستهم وهى عندنا تكون مشكلا فى ذاتها 0
الغزو العلمانى فى المجتمعات الإسلامية :
والمعروف أن أخطر المجالات التى أقتحمها الاتجاه العلمانى فى ظل النفوذ الاستعمارى فى المجتمعات الإسلامية انما تتركز حول المصارف والقوانين الوضعية ومجالات التعليم والصحافة ومناهج الثقافة والتربية وقد كان للارساليات ومدارس التبشير وجامعاته أبعد الأثر فى الدعوة إلى هذا الاتجاه وهو هدف أساسى لتحطيم القيم الإسلامية وأبعاد النفس والقلوب عنها وخلق التبعية الفكرية والسياسية والتشريعية والادارية والتعليمية للغرب 0
ويقول الدكتور محمد البهى فى تصوير هذا الهدف من أهداف الاستعمار والتغريب لم يكن أمامهم كى يبق المسلمون اتباعا لهم إلا أن يمكنوا لاتجاه العلمانية عن السيطرة فهو كفيل بابعاد الإسلام أولا عن مجال التوجيه والحياة العامة وفى الوقت نفسه كفيل بجذب المسلمون الى الحضارة الغربية والتبعية فى القيادة السياسية للعرب وعنده ان الاتجاه العلمانى هو الاساس وليس الاستعمار المباشر فى قيم المجتمع الاسلامية وهو كما يعبر عنه جملة من المبادىء والتطبيقات ترفض اى صورة من صور الإيمان بالله والعبادة له وتقوم على وجوب تنحية الدين وابعاده عن الدخول فى اى شأن من شئون الدولة وعلى وجه الأخص فى التربية العامة هذا الاتجاه لم يستطع أن يمارس نشاطه فى حرية وانطلاق فى الحياة العربية بفعل السلطة المقابلة وهى سلطة الكنيسة الكاثولوكية أو دولة الفاتيكان وذلك أن الكنيسة اقتحمت دائرة الدولة وبالاخص فى جانبها السياسى وذلك بانشاء الاحزاب الديمقراطية المسيحية كى تمارس سياسة الدولة وبذلك ايضا لم يصبح الاتجاه العلمانى فى المجتمعات الغربية ذا خطر على الدين وبعد فإن جملة القول ان العلمانية هدف صهيونى يفسح المجاغل امام القوى التلمودية للسيطرة ولفرض اهدافها ومطامعها 0
ويمكن القول بان ما يطرح الان على الفكر البشرى من مذاهب ودعوات ليس فى حقيقته علما وانما هو فلسفة فالعلم يعرف بالمختبرات داخل المعامل اما هذه النظريات فهى فلسفات والفلسفات فروض 0
مفهوم الاسلام :
اما مفهوم ( الاسلام ) الذى نؤمن به وندعو إليه ونرى أنه سبيل النجاة فى الدنيا والآخرة فهو الدين الذى أنزل الله به آخر كتبه ( القرآن ) وبعث به خاتم رسله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) من عقائد وعبادات واخلاق وآداب ومعاملات اذا احسن الناس فهمها والعمل بها زكا الفرد واستقرت الاسرة وتماسك المجتمع وصلحت الدولة واستقام امر الحياة بقدر استعامتهم على امر الله 0
وإذا أساءوا فهمه او العمل به اختلت حياتهم الفردية والاجتماعية بقدر بعدهم عنه 0
إن الإسلام منهج الله لهداية البشر ، ألزمهم الله به ليعملوا بتعاليمه متعبدين أو متقربين اليه ليظفروا بسعادة الدارين 0
الاسلام دين متكامل :
إن الاسلام يختلف اختلافا كبيرا عن العلامانية ذلك انه انما يمثل عناصر ثلاثة متكاملة هى Sad العقيدة والشريعة والاخلاق ) وانه قد شمل مجتمعه منذ اللبنة الاولى على ذلك النمط المتكامل وأن رسوله كان نبيا وفى نفس الوقت هو رئيس الدول وقائدها وقاضيها 0
ومن هنا فإن مجال المقارنة مختلف فضلا عن ان مجال التطبيق للنظام الغربى القائم على العلمانية الفصل بين الدين والدولة جد خختلفة ومتباين ونحن اذا ابقينا نظرة الى تاريخ اوربا وجدنا انه بالرغم من ان المسيحية جاءت بمبدأ جديد لم يكن معروفا فى الازمنة القديمة وهو فصل الدين عن الدولة فإن هذا المبدأ لم يطبق فى الحقيقة ذلك انه بعد ان استع نطاق المسيحية فى الغرب لم تلبث ان اصبح لها نفوذها على الدول والحكومات يقول الدكتور عبدا لحميد متولى : لم يكن امر فصل السلطة هينا ميسورا فقد ظلت الامبراطوريتان الرومانيتان ( الشرقية والغربية ) ومنا طويلا تقاومان انهيار سلطان الدولة الدينى وذلك خشية انتقاص نفوذهما وسلطانهما بل أن كثيرا من البابوات عملوا علىالجمع بين السلطتين الدينية والسياسية 0
والمعروف أن هذه الانظمة لم يعرفها الاسلام ولم يتأثر بها ذلك ان الاسلام قام منذ اليوم الاول على مبدأ الجمع بين الدين والدولة دون التفريق بينهما 0
ولا ريب أن أثر التكامل فى الاسلام والانشطارية فى الغرب كانت له نتائجه البعيدة فى المجتمع والتاريخ فى كل منهما ، والمعروف أن الاسلام ليس فيه نظام خاص يتولاه رجال الدين ، بل أنه لا يقر هذا المصطلح وليس فى الاسلام وساطة بين الله والخلق ولذلك فإن استغلال الدين فى تاريخ الاسلام لم يكن معروفا على هذه الصورة التى عرفتها أوربا إذ ينكر الاسلام كل ما يطلق عليه الحق الإلهى أو التفويض الإلهى 0
أسباب فضل العلمانية فى الديار الإسلامية :
من أجل هذا لا يتصور للعلمانية أن تنجح فى بلد إسلامى لأنها مناقضة لطبيعة الإسلام الذى تدين به الشعوب المسلمة ومناقضة لمفاهيمه وسلوكه وتاريخه ولا يوجد أى مبرر لقيامها كما وجد ذلك فى الغرب النصرانى 0
كل ما تفعله العلمانية أنها تحاول تغيير طبيعة الأمة واتجاهها والأمة لا تستجيب لها حيث ترفض أجهزة المناعة فى كيانها زرع هذا الجسم الغريب فى داخلها وتقاومه بكل قوة فينشأ بين الحكم العلمانى وبين الأمة المسلمة صراع ويظهر حينا ويختفى أحيانا ويمتد يوما وينكمش يوما آخر ولكنه صراع باق مستمر لانه صراع بين الذات وبين العدوان على الذات وقد يمكن كمون النار فى البركان ولكنه لا بد يوما ان ينفجر 0
حيث ان الاتجاه العلمانى ـ على كل حال ـ يعوق انطلاق الأمة بكل طاقاتها لأنه غريب عنها دخيل عليها لا يحركها من داخلها ولا يخاطبها باللسان الذى يهز كينونتها 0
وأبرز بند إسلامى حكمته العلمانية ونفذت فيه خططها وضربت بيد من حديد كل من يقاومها وخاضت فى ذلك بحرا من الدم ، هو تركيا بلد الخلافة الاسلامية الأخيرة الذى قهره " أتاتورك " على تطبيق النموذج الغربى فى الحياة كلها فى السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والثقافة وسلخه من تراثه وقيمه وتقاليده كما تسلخ الشاة من جلدها وأقام دستورا لا دينيا يعزل الدين عن الحياة عزلا كاملا قامت ـ على أساسه ـ قوانين مجافية للإسلام كل المجافاة حتى فى شئون الأسرة والأحوال الشخصية0
والواقع أن فصل ا لإسلام عن السياسة فى بلد مسلم بصورة تامة تقريبا كانت تجربة فريدة تقوم بها الدولة العلمانية القائمة على النمط الغربى وأدى هذا الوضع إلى انتقال الاسلام من موقع السيادة والسلطة الى موقع الذل فى الاوساط الشعبية وخاصة الفلاحين فى الاناضول واصبح عوضه للقمع غالبا فالمدارس القرآنية والزوايا اعتبرت غير شرعية ابتداء من عام 1925م على اعتبار انها مراكز للتخلف والتآمر الرجعى 0
ولكن هل انطفأ الإسلام ـ مع ذلك ـ فى ضمائر الاتراك واختفى من الحياة السياسية التركية ؟
يبدوا ان العكس هو الصحيح ومع اختفاء الاسلام من عالم الطبقة الحاكمة تحول الى مراكز الخيارات السياسية فى البلاد فالجمعيات الاسلامية والتعاليم الدينية استمرت تمارس نفوذها وسط الجماهير فى الأناضول بل واكتسبت انصارا جددا فنجد ان العلمانية فشلت فشلا تاما امام قوة الاسلام وذلك لأنه دين الحق والرحمة 0
حقيقة غائبة :
ان مصدر الاخطاء فى دراسة قضايا الانسان كلها انها تقوم على اسس تصور ناقص هو ان الإنسان جسد ومادة ومن ثم فإن كل الحلول توضع لمشاكله لا تختفى شيئا ولا تستطيع ان تحقق مطامحه النفسية انها تتجاهل الطبيعة فى خلق الانسان من روح ومادة ولا ريب ان العناية بجسد الانسان وجده فى الحضارة الحديثة قد ضرب الانسان فى صميم روحه ونفسه ولا ريب ان المعرفة الربانية التى جاءت بها رسالات السماء هى اعمق فهما للإنسان واوسع افقا وأكثر شمولا وهى التى كشفت امام الإنسان حقيقة الانسان وهدته إلى الأسلوب الصحيح لحل قضاياه 0
وما تزال البشرية متمردة على المنهج الربانى ذاهبة وراء أهوائها فلا تصل إلى الحقيقة فهى ترى الإنسان إما روحاً كله وإما مادة كله وفى كليهما فساد وما تزال البشرية تنتقل خارج الله بين المنهجين دون ان تصل إلى شىء إلا إذا عادت إلى مفهوم الأصالة المتكامل الجامع بين المادة والروح وهو وحده الذى يعصمها ويهديها إلى الحق 0
لقد اختار الله المسلمين ليحملوا الكلمة المؤمنة الربانية فى وجه هذا الباطل ـ وعليهم مسئولية دحض هذه الشبهات ـ وإليهم أمانة الدفاع عن الحق وكشف الزيف جيلا بعد جيل وعصرا بعد عصر ولا ريب أن هذه الدعوات الهدامة قد سيطرت على الفكر الغربى واوشكت أن تحتويه وهى اليوم تواجه الإسلام طمعا فى ان تسيطر عليه ولكن الإسلام بمفهومه الصحيح وكتابه الموثق وصموده امام الاحداث ومواجهته الصلبة لكل فكر وافد او مذهب زائف سيكون قادرا على ان يرد الخطر ويكشف وجه الحق ويبطل الباطل 0
ولا ريب أن الفكر التلمودى المادى الوثنى فكر مراوغ براق يحاول أن يضع أكاذيبه وأضاليله داخل مناهج علمية ولكنه مهما خدع بعض البسطاء فإنه لن يستطيع ان يثبت امام صولة الحق 0
الآن حصحص الحق ووضح الصحيح لكل ذى عينين وتبين لكل منصف أن العلمانية لا مكان لها فى ديار العروبة والإسلام بأى منطق أو بأى معيار 0 لا بمعيار الدين ولا بمعيار المصلحة ولا بمعيار الديمقراطية ولا بمعيار الاصالة وان الشبهات التى اثارها العلمانيون لا تقوم على ساق ولا قدم 0
ومن النتائج المهمة ان هناك مفاهيم كانت ملتبسة على الناس قد تميزت واتضحت بعد ان حاول من حاول من دعاة العلمانية ان يخلطوا الأوراق ويشبكوا الخطوط بعضها ببعض 0
ومن النتائج المهمة أن هناك مفاهيم كانت ملتبسة على الناس قد تميزت واتضحت بعد أن حاول من حاول من دعاة العلمانية أن يخلطوا الأوراق ويشبكوا الخطوط ببعضها البعض 0
ومن هنا نستطيع ان نقول بوضوح وصراحة " نعم " و " لا " فى تلك المتشابهات نثبت حقها وننفى باطلها 0
نعم للعلمية ولا للعلمانية
نعم للدولة الإسلامية ولا لدولة الدينية
نعم للشريعة فى ضوء الاجتهاد ولا لجمود باسم الشريعة
نعم للتحديث فى رحاب الأصالة ولا للتغريب فى ركاب التبعية
نعم للتفاعل الفكرى ولا للغزو الفكرى
نعم للاعتزاز بالدين ولا للتعصب الأعمى
نعم لحوار البناء ولا للتشكيل الهدام


الشيوعية
هى مذهب فكرى يقوم على الالحاد وان المادة هى اساس كل شىء ويفسر التاريخ بصراع الطبقات والعامل الاقتصادى ،ظهرت فى المانيا على يد ماركس وانجلز وتجسدت فى الثورة البلشفية التى ظهرت فى روسيا سنة 1917م
بتخطيط من اليهود وتوسعت على حساب غيرها بالحديد والنار وقد تضرر المسلمون منها كثيرا وهناك شعوب محيت بسببها من التاريخ 0
التأسيس وأبرز الشخصيات :
وضعت أسسها الفكرية النظرية على يد كارك ماركس اليهودى الألمانى (1818ـ1883) وهو حفيد اليهودى المعروف الحاخام مردخاى ماركس وكارل ماركس شخص أنانى متقلب المزاج حاقد مادى من مؤلفاته :
ـ البيان الشيوعى الذى كان ظهوره سنة 1848م
ـ رأس المال ظهر سنة 1767م
ساعده فى التنظير للمذهب فردريك انجلز 1820ـ1895م وهو صديق كارل ماركس الحميم وقد ساعده على نشر المذهب كما أنه ظل ينفق على ماركس وعائلته حتى مات ومن مؤلفاته :
ـ أصل الأسرة
ـ الخاصة والدولة
ـ الثنائية فى الطبيعة
ـ الاشتراكية الخرافية والاشتراكية العلمية
ولينين : واسمه الحقيقى فلاديمير اليتش وليافوف و8و قائد الثورة البلشفية الدامية فى روسيا 1917م ودكتاورها الموهوب وهو قاس القلب مستبد برأيه 0
حاقد على البشرية ولد سنة 1870م ومات سنة 1924م وهناك دراسات تقول بأن لينين يهودى الأصل وكان يحمل اسما يهوديا ثم تسمى باسمه الروسى الذى عرف به مثله مثل تروتسكى فى ذلك 0
ـ ولينين هو الذى وضع الشيوعية موضع التنفيذ وله كتب كثيرة وخطب نشرات اهمها ما جمع فى ما يسمى ( مجموعة المؤلفات الكبرى ) 0
ـ ستالين : واسمه الحقيقى جوزيف غاديو نوفتش زوجا شغلى (1879ـ 1954) وهو سكرتير الحزب الشيوعى ورئيسه بعد لينين واشتهر بالقسوة والجبروت والدكتاتورية وشدة الاصرار على رأيه يعتمد فى تصفية خصومه على القتل والنفى كما أثبتت تصرفاته أنه مستعد للتضحية بالشعب كله فى سبيل شخصه وقد ناقشته زوجته مرة فقتلها 0
ـ تروتسكى : ولد سنة 1879م واغتيل سنة 1940م بتدبير من ستالين وهو يهودى واسمه الحقيقى بروتستاين وله مكانة هامة فى الحزب وقد تولى الشئون الخارجية بعد الثورة ثم اسندت إليه شئون الحرب ثم فصل من الحزب بتهمة العمل ضد مصلحة الحرب ليخلو الجو لستالين الذى دبر له عملية اغتيال الخلاص منه نهائيا 0
مجمل افكار الشيوعية ومعتقداتها :
1ـ انكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات والقول بأن المادة هى أساس كل شىء وشعارهم : نؤمن بثلاثة : ماركس ولونين وستانين ونكفر بثلاثة الله والدين والملكية الخاصة عليهم من الله ما يستحقون
2ـ فسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البورجوازية والبروليتاريا وينتهى هذا الصراع حسب زعمهم دكتاورية البروليتاريا 0
3ـ يجاربون الأديان ويعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب وخادمها للرأسمالية والامبريالية والاستغلال مستثنين من ذلك اليهودية لأن اليهود شعب مظلوم يحتاج دينه ليستعيد حقوقه المغتصبة 0
4ـ يحاربون الملكية الفردية ويقولون بشروعية الاموال والغاء الوراثة 0
5ـ لا قيمة عندهم للعمل امام أهمية المادة وأساليب الأنتاج 0
6ـ ان كل تغيير فى العالم فى نظرهم انما هو نتيجة حتمية لتغير وسائل الانتاج وان الفكر والحضارة والثقافة هى وليدة التطور الاقتصادى 0
7ـ يقولون بان الاخلاق نسبية وهى انعكاس لآلة الانتاج 0
8ـ يحكمون الشعوب بالحديد والنار ولا مجال لاعمال الفكر والغاية عندهم تبرر الوسيلة
9ـ يعتقدون بأن لا آخرة ولا عقاب ولا ثواب فى غير هذه الحياة الدنيا
10 ـ يقولون بدكتاتورية الطبقة العاملة ويبشرون بالحكومة العالمية
11ـ يؤمنون بأزلية المادة وأن العوامل الاقتصادية هى المحرك الأول للأفراد والجماعات 0
12ـ تؤمن الشيوعية بالصراع والعنف وتسعى لاثارة الحقد والضغينة بين العمال وغيرهم
13ـ الدولة هى الحزب والحزب هو الدولة 0
14ـ المكتب السياسى الأول للثورة البلشفية يتكون من سبعة أشخاص كلهم يهود الا واحدا يعكس مدى الارتباط بين الشيوعية واليهوية 0
15ـ يزعمون بأن القرآن الكريم وضع خلال حكم عثمان ـ رضى الله عنه ـ ثم طرأت عليه عدة تغيرات حتى القرن الثامن ويصفونه بأنه سلاح لتخذير الشعوب 0
16ـ تنكر الماركسية الروابط الأسرية وترى فيها دعامة للمجتمع البرجوازى وبالتالى لا بد من أن تحل محلها الفوضى الجنسية 0
17ـ لا يحجمون عن أى عمل مهما كانت بشاعته فى سبيل غايتهم وهى أن يصبح العالم شيوعيا تحت سيطرتهم ، قال ليفين : ( إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشىء وإنما الشىء الهام هو أن يصبح الباقى شيوعيا ) وهذه القاعدة طبقوها فى روسيا ايام الثورة وبعدها وكذلك فى الصين وغيرها حيث أبيدت ملايين من البشر ،كما أن اكتساحهم لأفغانستان بعد أن اكتسحوا الجمهوريات الاسلامية الأخرى كبخارى ، وسمرقند وبلاد الشيشان والشركس ، وإنما ينضوى تحت وتلك القاعدة الاجرامية 0
18ـ يهدمون المساجد ويحولونها إلى دور ترفيه ومراكز للحزب ويمنعون المسلم من اظهار شعائر دينه ، اما اقتناء المصحف فهو جريمة كبرى يعاقب عليها بالسجن لمدة سنة كاملة 0
19ـ لقد كان توسعهم على حساب المسلمين فقد احتلوا بلادهم وافنوا شعوبهم وسرقوا ثرواتهم واعتدوا على حرمة دينهم ومقدساتهم 0
20ـ يعتمدون على الحذر والخيانة والاغتيالات لازاحة الخصوم ولو كانوا من أعضاء الحزب 0
من أخطر الجزور الفكرية والعقائدية للشيوعية :
1ـ لم تستطيع الشيوعية اخفاء تواطئها مع اليهود وعملها لتحقيق اهدافهم فقد صدر منذ الاسبوع الاول للثورة قرار ذو شقين بحق اليهودى 0
أ ـ يعتبر عداء اليهود عداء للجنس السامى يعاقب عليه اليهود 0
ب ـ الاعتراف بحق اليهود فى انشاء وطن قومى فى فلسطين 0
2ـ يصرح ماركس بأنه اتصل بفيلسوف الصهيونية وواضع اساسها النظرى هو ( موشيه هيس ) استاذ هرتزل الزعيم الصهيونى المعروف 0
3ـ جد ماركس هو الحاخام اليهودى المشهور فى الاوساط اليهودية ( مرد خاى ماركس ) 0
4ـ تأثرت الماركسية اضافة إلى الفكر اليهودى مجملة من الافكار والنظريات الالحادية منها :
ـ مدرسة هيجل العقلية المثالية 0
ـ مدرسة كومت الحسية الوضعية 0
ـ مدرسة غيورباخ فى الفلسفة الانسانية الوضعية 0
ـ مدرسة باكونين صاحب المذهب الفوضوى المتخبط 0
كيف انتشرت الشيوعية فى العالم :
دخلت الشيوعية فى أغلب بلاد العالم بالقوة والنار والتسلط الاستعمارى ولذلك فإن جل شعوب هذه الدول اصبحت تتململ بعد أن عرفت الشيوعية على حقيقتها وأنها ليست الفردوس الذى صور لهم وبالتالى بدأ الانتفاضات والثورات تظهر لنا وهناك كما حدث فى بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا كما أنك لا تكاد تجد دولتين شيوعيتين فى وئام دائم 0
ـ أما فى العالم الإسلامى فقداستفادوا من جهل بعض الحكام وحرصهم على تدعيم كراسيهم ولو على حساب الدين فالشيوعية اكتسحت أفغانستان وشردت شعبها المسلم كما أنها تحكم بعض الدول الإسلامية الأخرى بواسطة عملائها 0
ـ تقوم الدولة الشيوعية بتوزيع ملايين الكتيبات والنشرات مجانا فى كافة انحاء العالم داعية إلى مذهبها 0
ـ أسست الشيوعية أحزابا لها فى كل الدول العربية والإسلامية تقريباً فنجد لها أحزابا فى مصر ، العراق ، سوريا ، لبنان ، فلسطين ، والأردن ، تونس وغيرها 0
ـ أنهم يؤمنون بالأمية ويسعون لتحقيق حلمهم بالحكومة العالمية التى يبشرون بها 0

الماسونية
الماسونية لغة معناها البناؤون الأحرار واصطلاحا منظمة يهودية سرية ارهابية غامضة محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الالحاد والاباحية والفساد 0
حل اعضائها من الشخصيات المرموقة فى العالم يوثقهم عهد بحفظ الاسرار ويقومون بما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام 0
متى ظهرت الماسونية :
ـ ظهرت عام 43م وسميت بالقوة الخفية وهدفها التنكيل بالنصارى واغتيالهم وتشريدهم ومنع دينهم من الانتشار 0
ـ ثم أطلق عليها فيما بعد اسم الماسونية لتتخذ من نقابة البنائيين الاحرار لافتة تمول من خلالها ثم الصق بهم الاسم دون حقيقته 0
ـ تلك هى المرحلة الاولى أما المرحلة الثانية للماسونية فتبدأ لسنة 1770م عن طريق آدم وايزهاويت المسيحى الذى الحد والستقطبته الماسونية بهدف السيطرة على العالم وانتهى المشروع سنة 1776م ووضع أول محفل فى هذه الفترة ( المحفل النورانى ) نسبة إلى الشيطان الذى يقسونه 0
ـ استطاعوا خداع الفى رجل من كبار الساسة والمفكرين واسسوا بهم المحفل الرئيسى المسمى بمحفل الشرق الاوسط وفيه تم اخضاع هؤلاء الساسة لخدمة الماسونية واعلنوا شعارات براقة تخفى حقيقتهم فخدعوا كثيرا من المسلمين 0
ـ آدم وايزهاويت مسيحى المانى (ت 1830 ) الحد ووضع الخطة الحديثة للماسونية 0
ـ ميرابو كان احد مشاهير قادة الثورة الفرنسية
ـ مازينى الايطالى الذى أعاد الامور الى نصابها بعد موت وايزهاويت 0
ـ الجنرال الامريكى ( البرت مايك ) سرح من الجيش عص حقده على الشعوب من خلال الماسونية وهو واضع الخطط التدميرية منها موضع التنفيذ 0
ـ ليوم بلوم الفرنسى المكلف بنشر الاباحية أصدر كتابا بعنوان الزواج لم يعرف أفحش منه
ـ كوديولوس اليهودى صاحب كتاب العلاقات الخطرة
ـ ماتسينى جوزيبى ( 1805ـ 1872 )
ـ ومن شخصياتهم كذلك جان جاك رسون ـ فولتير ـ جرجى زيدان ـ كارل ماركس
الأفكار والمعتقدات التى تقوم عليها الماسونية :
1ـ يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبرون ذلك خزعبلات وخرافات 0
2ـ يعملون على تقويض الاديان
3ـ العمل على اسقاط الحكومات الشرعية والغاء انظمة الحكم الوطنية فى البلاد المختلفة والسيطرة عليها
4ـ اباحة الجنس واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة
5ـ العمل على تقسيم غير اليهود إلى أمم متنابذة تتصارع بشكل دائم 0
6ـ تسليح هذه الاطراف وتدبير حوادث لتشابكها
7ـ بث سموم النزاع داخل البلد الواحد واحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية
8ـ تهديم المبادىء الأخلاقية والفكرية والدينية ونشر الفوضى والانحلال والارهاب والالحاد 0
9ـ استعمال الرشوة بالمال والجنس مع الجميع وخاصة مع ذوى المناصب الحساسة لضمهم لخدمة الماسونية والغاية عندهم تبرر الوسيلة 0
10 ـ احاطة الشخص الذى يقع فى حبالهم بالشباك من كل جانب لاحكام السيطرة عليه وتسييره كما يريدون وهو ينفذ صاغرا كل أوامرهم 0
11ـ الشخص الذى يلبى رغبتهم فى الانضمام اليهم يشترطون عليه التجرد من كل رابط دينى او أخلاقى أو وطنى ويجعل ولاءه خالصا للماسونية 0
12ـ إذا تململ الشخص او عارض فى شىء تدبر له فضيحة كبرى وقد يكون مصيره القتل 0
13ـ كل شخص استفادوا منه ولم تعد لهم به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة ممكنة
14ـ تعمل على السيطرة على رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية 0
15ـ السيطرة على الشخصيات البارزة فى مختلف الاختصاصات لتكون أعمالهم متكاملة
16ـ السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والاعلام واستخدامها كسلاح فتاك شديد الفاعلية
17ـ بث الأخبار المختلفة والأباطيل والدسائس الكاذبة حتى تصبح كأنها حقائق لتحويل عقول الجماهير وطمس الحقائق أمامهم 0
18ـ دعوة الشباب والشابات الى الانغماس فى الرذيلة وتوفير اسبابها لهم واباحة الاتصال بالمحارم وتوهين العلاقات الزوجية وتحطيم الرباط الاسرى 0
19ـ الدعوة إلى العقم الاختيارى وتحديد النسل لدى المسلمين
20 ـ السيطرة على المنظمات الدولية من قبل احد الماسونيين كمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ومنظمات الارصاد الدولية ومنظمات الطلبة والشباب والشابات فى العالم 0
21ـ لهم درجات ثلاث :
أ ـ العمى الصغار : والمقصود بهم المبتدئون من الماسونيين
ب ـ الماسونية الملوكية وهذه لا ينالها إلا من تنكر كليا لدينه ووطنه وامته ويتجرد لليهودية ومنها يقع الترشيح للدرجة الثالثة والثلاثين كتشرشل وبلفور 0
ج ـ الماسونية الكونية وهى قمة الطبقات وكل افرادها يهود وهم آحاد وهم فرق الاباطرة والملوك والرؤساء لانهم يتحكمون فيهم وكل زعماء الصهيونية من الماسونية الكونية كهرتزل وهم الذين يخططون للعالم لصالح اسرائيل 0
22ـ يتم قبول العضو الجديد فى جو مرعب مخيف وغريب حيث يقاد الى الرئيس معصوب العينين وما ان يؤدى يمين حفظ السر يفتح عينيه يفاجأ بسيوف مسلولة حول عنقه وبين يديه كتاب العهد القديم ومن حوله غرفة شبه مظلمة فيها جماجم بشرية وأدوات هندسية مصنوعة من خشب 00 وكل ذلك لبث المهابة فى نفس العضو الجديد 00
23ـ هى كما قال بعض المؤرخين ( آلة صيد بين اليهود يصرعون بها الساسة ويخدعون عن طريقها الأمم والشعوب ) 0
24ـ والماسونية وراء عدد من الويلات التى أصابت الأمة الاسلامية ووراء جل الثورات التى وقعت فى العالم فكانوا وراء الغاء الخلافة الإسلامية وعزل السلطان عبد الحميد كما كانوا وراء الثورة الفرنسية البلشنية والبريطانية 0
25ـ تشترط الماسونية على من يلحق بها التخلى عن كل رابطة دينية او وطنية او عرقية ويسلم قيادة لها وحدها 0
26ـ لهم كثير من النشرات السرية واقدم كتبهم كتاب " القوانين " تأليف / جميس اندرسون اليهودى طبع سنة 1723م وكتاب الوصايا القديمة سنة 1734م نسخها داود كاسلى 0
مم تستقى الماسونية أفكارها ؟
جدور الماسونية يهودية صرفة من الناحية الفكرية ومن حيث الاهداف والوسائل وفلسفة التفكير وهى بضاعة يهودية أولا وآخراً 0
ما مدى نفوذ الماسونية فى العالم ؟
لم يعرف التاريخ منظمة سرية أقوى نفوذا من الماسونية فهى
لها نفوذ واسع فى العالم من خلال الزعماء الذين اصطادتهم فاصبحوا كالدمى فى يدها خوفا على أنفسهم وعلى كراسيهم 0
لها محافل فى العالم تقريبا حيث تستقطب هذه المحافل الشخصيات فى كل بلد لضمان سيطرتها عليه 0
تسيطر على كل الجمعيات والمنظمات الدولية ومنظمات الشباب لتضمن سير العالم كما تريد ولتضمن ان يكون القرار دائما بيدها 0
تسيطر على معظم وسائل الاعلام ودور النشر والصحافة فى العالم
بيدها اكثر موارد الاقتصاد ووسائل الانتاج فى العالم
لهم عصابات ارهابية لتنفيذ العمليات الاجرامية للتخلص من كل من يقف فى طريقهم عن قصد او عن غير قصد 0
جماعة الإخوان المسلمون
فى شهر ذى القعدة سنة 1347هـ ـ مارس 1928م زار الأستاذ حسن البنا فى منزله بالاسماعيلية جماعة من الذين آثرت فيهم دروسه ومحاضراته ، وجلس هؤلاء يتحدثون إليه وفى عيونهم بريق العزم ،يسألونه عن الطريقة العملية لعزة الإسلام ويحملونه مسئولية العمل والقيادة والتوجيه ، فتقبل هذه المسئولية بصدر منشرح وكانت بيعة منهم جميعاً فى أن يعملوا للإسلام والمسلمين وقال قائلهم بم نسمى أنفسنا ؟ جمعية ، نادى ، طريقة ، نقابة حتى نأخذ الشكل الرسمى فرد عليهم " حسن البنا " لا هذا ولا ذاك ، دعونا من الشكليات والرسميات نحن أخوة فى خدمة الإسلام فنحن إذن " الإخوان المسلمون " وجاءت بغتة وذهبت مثلا وولدت أول تشكيلة للإخوان المسلمين ، حول هذه الفكرة على هذه الصورة وبهذه التسمية وهكذا عرست البذور الأولى لفكرة الإخوان المسلمين فى أرض طيبة من هؤلاء الأفراد الذين آمنوا بها وعاهدوا الله على الجهاد فى سبيلها هذا وقد مرت جماعة الأخوان المسلمين بثلاث مراحل :
أولها : من تاريخ النشأة حتى قبيل الحرب العالمية الثانية
ثانيها : من تاريخ المؤتمر الدورى الخامس حتى تاريخ الحل
ثالثها : وهى المرحلة التى بدأت بعد الإفراج عن الإخوان المعتقلين على يد الرئيس أنور السادات وحتى الوقت الحاضر 0
المرحلة الأولى : وفى تلك المرحلة من تاريخ جماعة الإخوان أخذ بنشر الفكرة العامة بين الناس وكان نظام الدعوة فى هذه المرحلة هو نظام الجمعيات التى مهمتها العامة الخير العام ووسيلتها الإرشاد والوعظ تارة وإقامة المنشآت تارة أخرى وكانت تلك المرحلة تعريف بالجماعة ووسيلتها النشر والصحف والمطبوعات والمحاضرات واصدار الرسائل والنشرات ومنها ما هو إشارة إلى أعمال الإخوان الاجتماعية وشرح لأهداف دعوتهم ومنها ما هو توجيه للحكومة إلى الأخذ بتعاليم الإسلام وكان نشاطهم فى تلك الفترة يتمثل فى مثل هذه الأنواع 0
المرحلة الثانية :
تميزت جماعة الإخوان فى تلك المرحلة بخاصتين أولهما خاصية الشمول وثانيهما التكوين العضوى ويقوم التكوين العضوى على مبدأين : الأول المركزية الديمقراطية وتشمل ما يلى : 1ـ انتخاب جميع هيئات الجماعة المركزية والمرشد العام ومكتب الإرشاد من القاعدة إلى القمة أى بشكل هرمى
2ـ اللجنة التى تتولى الإدارة فى كل هيئة مركزية أو غيرها ( الشعب ) يجب أن تقدم تقريرا عن أعمالها فى أوقات دورية إلى تلك الهيئة 0
المبدأ الثانى: الديمقراطية الداخلية ويقصد بها تبادل الرأى حول ما يهم الجماعة والنصائح والاقتراحات فيما يحقق أهدافها التى صاغتها المادة الثانية فى القانون الأساسى 0
الخصيصة الأولى : الشمولية وتلك التى تميز دعوتهم والمستخلصة من الدين لأنهم فهموا تعاليم الإسلام أنها شاملة شئون الناس فى الدنيا والآخرة وقد عرضوا لمفهوم الإسلام فيما بعد بقولهم : إن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية وعمل ، ومصحف وسيف ، وخلق ومادة وثقافة وقانون وسماحة وقوة وأوضحوا فكرتهم حسب فهمهم للإسلام كدين يشمل جميع نواحى الحياة الروحية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية فشملت فكرتهم كل نواحى الاصلاح فى الأمة وأصبح كل مصلح غيور يجد فيها أمنيته ، وإلتقت عندها آمال محبى الاصلاح وبذلك أصبحت جماعة الإخوان المسلمين دعوة سلفية وطريقة سنية ، حقيقة صوفية هيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية 0
هذا وقد أكسب جماعة الإخوان المسلمون فكرا متميزا انضمام بعض رجال الفكر اليها من أمثال حسن الهضيبى ( 1894ـ 1973 ) وما كان يمثله فكر عبد القادر عودة وسيد قطب فى المجال القانونى والاجتماعى دون الفصل بين النظريتين قد أعطى الجماعة أيديولوجية اصلاحية ذات بعد 0
أما الفكر الاجتماعى للجماعة فقد ازداد إثراء بلا ريب فى مختلف مجالاته بانضمام " سيد قطب " الذى بدأ اتصاله بجماعة الأخوان عندما انتقد كتاب الدكتور طه حسين مستقبل الثقافة فى مصر على صفحات مجلة الإخوان فى يوليو 1939م لكن بدأ إتصاله الفكرى بهم عام 1946 وذلك حين رغب إليه " حسن البنا " وضع كتاب العدالة الاجتماعية فى الإسلام 0
هذا ويلاحظ من خلال العرض لمنهج فكر الإخوان إنفرادهم بهذا المفهوم الواسع لما جاء به الإسلام عن غيرهم من الجماعات التى سبقتهم فى تاريخ الإسلام ، صحيح أنهم لم ينفردوا فى فهم الإسلام على أنه دين ودولة فقد سبقتهم إلى ذلك فى العصر الحديث الوهابيون والأتراك أثناء الخلافة العثمانية إلا أن الملاحظ قصورهم عن ادراك مفهوم الدين والدولة أثناء حكمهم للبلاد التابعة للدولة العثمانية 0
المرحلة الثالثة :
وتبدأ منذ أفرج الرئيس " أنور السادات " عن أعضاء جماعة الإخوان من المعتقلين والمسجونين داخل السجون المصرية وحتى وقتنا الحالى وفيها بدأت الجماعة فى تطبيق مبادئها فى ظروف أسعد حالا من ذى قبل خاصة فيما يتعلق بمنهجها الخاص بالعمل على الاهتمام بالنشىء والطفولة لبداية نواة مجتمع اسلامى وطريقهم فى ذلك فى إنشاء المدارس الإسلامية وايضا الاهتمام بتكوين دور النشر التى تهتم بالكتاب الإسلامى ومحاولة إعادة التراث الإسلامى 0
ومن ناحية أخرى كونت الجماعة شركات اقتصادية ظهر معها لأول مرة ما أصبح يعرف بالاقتصاد الاسلامى وذلك بفتح بنوك وشركات وإنشاء مصانع وأسواق تجارية تعمل فى كل مجالات النشاط الاقتصادى وكادت تلك الأعمال أن تغير شكل الاقتصاد المصرى وامتد أثرها على البنوك والشركات الحكومية حيث كان الاعلان عن انها تعمل حسب الشريعة الإسلامية مصدر جذب لكل مودع أو مستهلك 0
أما عن المبدأ السياسى للجماعة فقد بدأت الجماعة ممارسة نشاطها وذلك بالدخول فى الانتخابات ومع هذا لم تتقدم جماعة الاخوان حتى الآن بطلب لتأسيس حزب حيث ما زال الخلاف ممتد بين فصائلها حول ضرورة ذلك او مدى ملائمته ،وإن كانت قد رفعت دعوة قضائية للحكم بعدم شرعية قرار مجلس الثورة عليها فى عام 1954م ومع ذلك فإن جماعة الإخوان إحدى القوى الرئيسية على مساحة العمل السياسى اليوم ، وقد مكنت من دفع عدد من قيادتها إلى مجلس الشعب من خلال تحالفها مع حزب الوقد عام 1984م ومع حزب العمل عام 1987م
ومنذ عام 1928 وحتى عام 1980 مرت الجماعة بكثير من الأزمات وعاشت ذروة الازمنة فى تاريخها حينما القى بأفرادها فى السجون قبل قتل النقراشى وحتى مقتل حسن البنا ثم الأحداث التى أعقبت عام 1954 ثم عام 1965 حيث ألقت السلطة بهم فى المعتقلات وفى قلب السجون تولدت لدى جماعة الإخوان والأجيال التالية من الجماعات الإسلامية مشاعر التطرف والعنف والضراوة ومن ثم فقد خلق العنف عنفا اعمق وخلقت الضراوة قسوة وسوف يتأكد ذلك ويدعم التحليل السابق سرد أهم المحن التى مرت بها جماعات الاخوان وكان لها كل التأثير على أتجاهات وافكار كثير من شباب الجماعات فيما بعد 0
كانت الأولى على يد " حسين سرى " بضغط من السفارة والقيادة الانجليزية فصادرت حكومته مجلات الاخوان ومنعت طبع رسائلهم ومنعت اجتماعاتهم ثم أعادتهم بضغط من الحملة البرلمانية لكنها عادت إلى ما هو أعنف وأشد من ذلك فاعتقلت حسن البنا ثم السكرتير العام ثم أفرجت عنهما وهكذا كانت الحكومة أدوات استعمارية وفى عام 1946 وبعد اشتراك الاخوان فى الحركة الشعبية وألهبت المشاعر الوطنية للمطالبة بحقوق البلاد بعد الحرب العالمية الثانية وانتهت الاحداث باستقالة الوزارة بعد حادث "كوبرى عباس الشهير " الذى راح ضحيته الكثير 0
وقد شهد عام 1948 كثيرا من حوادث العنف التى قامت بها كتائب الإخوان والتى كانت مؤشرا لتصاعد العنف مع الحكومة وهذا الصراع الذى بلغ ذروته بقرار حل الجماعة فى 8 ديسمبر 1948م
حينما اغتنمت حكومة النقراشى فرصة وقوع حوادث العنف فى القطر واتهمت الإخوان بأن لهم ضلعاً فى ذلك وأنهم ينوون احداث انقلاب فأصدرت الامر العسكرى رقم 63 مؤرخا فى 8 ديسمبر 1948 بحل الجمعية المعروفة باسم جماعة الاخوان المسلمين لشعبها فى جميع انحاء المملكة المصرية ، وحاول البنا أن يسد هذه الثغرة ويسوى الموقف ولكنه لم يجد من " النقراشى " وحكومته أدنى استعداد حتى قضى قتل النقراشى فى 28ديسمبر 1948 على هذه المحاولات إذ أنه اتهم الاخوان بقتله وزاد الموقف حرجا بين الحكومة والاخوان وبلغ أقصى درجاته باغتيال المرشد العام للاخوان المسلمين حسن البنا 0
وقد ترك اغتياله فراغا كبيرا داخل بناء الجماعة اذا ادى الى فقد الاخوان لرجل الحركة الذى يخطط لهم وشيخ الفكر الذى يحدد لهم أيديولوجية الجماعة ، ولم يكتف النظام السياسى حينئذ بذلك بل القى بافراد الجماعة فى السجون وهناك ظهرت فى فكر بعض هؤلاء الشباب ولأول مرة فى تاريخ الإسلاميين فى مصر أفكار تتساءل عن مدى اسلام المجتمع وعن مدى اسلام الامة فالحكومة تعذبهم مثلما كان المشركون يعذبون المسلمين الاوائل ، وتحت وطأة المحنة وامام قسوة الدولة معهم وسلبية الامة تساءل نفر من الشباب هل المسلمون هم جماعة المسلمين ؟ أم المسلمون هم جماعة الاخوان المسلمين ؟؟ وكان هذا التساؤل الذى يطرح قضية التكفير للحكومة والجاهلية للمجتمع جديدا بل وغريباً على المجتمع المصرى وعلى الفكر الاسلامى بها ولكنه كان مطروقا ومتداولا بين مفكرين اسلاميين كبار فقد طرحه المفكر الاسلامى " أبو الاعلى المودودى " وجماعته الاسلامية فى الهند قبل مقتل البنا بعشر سنوات ولكن غياب حسن البنا فتح الطريق امام هذا الفكر الوارد ليغلغل داخل صفوف نفر من جماعات الاخوان تطبيقاً لمبدأ ملىء الفراغ وفى هذا الاطار يمكن القول بأنه قد القيت فى ارض الاسلاميين للمرة الاولى بمصر بذور افكار التكفير والجاهلية وابتداء من هذا التاريخ انتشرت ترجمة لافكار " المودودى " ونشر من رسالته بالقاهرة ومنذ هذه اللحظة بدأت مياه النهر تشهد أمواجا جديدة 0
أما المحنة الأخيرة فى تاريخ الجماعة فقد كانت بعد قيام ثورة يوليو 1952 ، حيث لم تحسن قيادة الاخوان فى ذلك الوقت تقدير الظروف التى تحيط بمصر وبالثورة خلال هذا المنعطف التاريخى ومن ثم فقد افتقدت القيادة التاريخية التى كانت لمرشدها حسن البنا وفى مقابل ذلك كان للضباط الاحرار منطلقات فكرية لم تكن هى توجهات ايديولوجية ليست هى التوجيهات الاسلامية للاخوان ، وفى هذا الاطار كان الغرب والمتغربون أحرص الناس على وقوع الصدام بين الثورة والاخوان ،حينما وقعت محاولة قتل قائد الثورة جمال عبد الناصر بالاسكندرية فى 16 اكتوبر 1954 وفى أعقاب ذلك تم اعتقال ومحاكمة آلاف من بين أعضاء الجماعة غير أن تلك الاحداث وإن قضت على الجماعة فيزيقياً ومن حيث تنظيماتها الأساسية إلا أنها لم تقض على التيار الفكرى الذى ولد مع حسن البنا وأتباعه وفى قلب السجون والمعتقلات التى زج باعداد ضخمة من الأخوان فيها نبت فكر الجماعة الحديث على يد " سيد قطب " كما ظهر فى كتاب " معالم فى الطريق " الذى كان يهدف إلى تحليل المجتمع المعاصر إلى جانب أن يكون المرشد للطليعة التى سوف تكون المسئولة عن إحياء الأمة الإسلامية ، وقد أصبح هذا الكتاب هو الأساس الأيديولوجى للحركة الإسلامية خلال السبعينات وما بعد ذلك وخرجت من بين صفحاته كثيرا من الأفكار التى أعيد تحليلها وتفسيرها للترجم إلى نشاط فعلى قام به ويقوم شباب الحركة الإسلامية أما آخر مواجهة كانت بين جماعة الإخوان وثورة يوليو فقد كانت فى 1965 حيث اعتقل آلاف من أعضائها وحوكم عدد كبير منهم وصدرت أحكاما منها الإعدام لبعض القيادات وفى مقدمتهم سيد قطب 0
التنظيم الحركى للجماعة :
لكى تحقق الجماعة اهدافها التى قامت مناجلها اعتمدت حركة الاخوان لها نظاما حركيا يقوم على اساس هرمى فالمرشد العام هو رئيس الجماعة ويليه مجس شورى تختاره الهيئة التأسيسية وتلك الهيئة تنتخب من ممثلى الإخوان فى مختلف لشعب والفروع والمقر الرئيسى للجماعة يعرف بالمركز العام تنبثق منه المكاتب الادارية التى تمثل مختلف المحافظات التى تتفرع الى مناطق والمناطق الى مراكز ثم إلى شعب ثم إلى قرى هذا والاخوان فى كل ذلك يقسمون الى أسر وتشكل الأسر الوحدة الأساسية للتنظيم الحركة للجماعة وتتكون الأسرة من خمسة افراد وهذا العدد هو ادنى عدد لجماعة تريد ان تؤدى جميع انشطة الدعوى وتكوين الاسرة من هذا العدد القليل يسهل لها الوجود فى اى مكان وفى اى وقت دون التقيد بمكان معين او زمن معين وللأسرة نقيب هو الذى يتصل بالقيادة المحلية وللقيادة المحلية نقيب يتلقى من القيادة الاعلى ونظام الأسر ليس حلقة مقفلة بل هو نظام ولاد مثمر فقد تلد الأسرة نتيجة اتصال أفرادها بمجتمعهم أسرا جديدة بعدد أفرادها وتلتزم الأسر الجديدة بنظز الأسر المقررة 0
وهكذا أعد الاخوان أنفسهم لمواجهة الظروف التى قد تتعرض لها كل دعوة بهذا الرباط المحكم الوثيق 0
وباستعراض التنظيم الادارى للاخوان نجد أنه يضارع احسن التنظيمات الادارية الحديثة التى يقرها علم الادارة حيث تسير الى حد كبير على أمثل النظم الادارية الذى يسمى " بالمسئولية المشتركة " الذى يقوم على أخذ موافقة الجميع لا الأغلبية فقط ومن ثم يتعاون الجميع على تنفيذه حتى لو أدى ذلك إلى الاتصال الشخصى بالاعضاء لإقناعهم برأى الأغلبية حتى يصدر الأمر بالاجماع 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 50
الموقع : مصر

الفرق والمذاهب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرق والمذاهب    الفرق والمذاهب  I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 08, 2012 5:47 pm

<b>وتحت عنوان موقف الاخوان من الانقلابات والمؤامرات والمظاهرات كتب " التلمسانى "فى مجلة الدعوة ما نصه : " أما إذا كان المقصود بالحركة هو التظاهر فما قرأنا فى كتب السيرة أن الصحابة صاحوا يوماً بحياة فلان أو سقوط فلان ، وهذا أدب إسلامى نأخذ به أنفسنا مهما يقول المتقولون الذين ينسبون الينا أننا محل رضاء الحكم القائم " وكان ذلك فى عصر السادات " أما إذا كان المقصود بالحركة التآمر وتدبير الانقلابات فهذا لا يفعله إلا طلاب الحكم لذات الحكم ، أما نحن يعنينا شخص من يحكم ولكن فى المقام الأول يهمنا نوع الحكم&nbsp; ودستوره ، وشكله ونظامه ، وبعد ذلك فليحكم من يحكم أما إذا كان المقصود بالحركة هو الاصطدام بالحكم عن طريق القوة والعنف ، فنحن نرى فى ذلك استهلاكا لقوى الشعب واستنفاذا لجهوده&nbsp; ولا يستفيد منها الا أعداء هذا البلد ، إننا نتحرك فى سبيل دعوة الإسلام وتحركنا فى كلمات هى أننا نربى الشعب وخاصة الشباب على الأسس الاسلامية ، ونقول الحق وندعو الناس إلى الوقوف بجانبه ومساندته ونحن نجمع الناس فى المناسبات العامة لنقول لهم ما يجب أن يفعلوه وما يجب أن يتجنبوه ، ونحن نحذر الناس من العلمانية ونعتمد على الله فى تربية الشباب الكتاب والسنة ثم نحن لا نستعجل الزمن ولا نستطيله 0<br>هكذا كان قوله ، وهذا يحدث فى لقاء الاربعاء بمسجد الصحابة بمدينة سوهاج وهو اللقاء الخاص بالإخوان ، فكل ما يتم فى هذه اللقاءات محاضرات وندوات عن صفات الفرد المسلم وتربية وتنشئة الفرد المسلم ، وبناء النفس وما يسمى بالخط الأفقى " انتشار الدعوة " والخط الرأسى " بناء النفس " هذا بالإضافة إلى عرض بعض صور فساد النظام بصورة ساخرة ومقارنة معالجته لبعض المشاكل المعاصرة سواء اقتصادية او اجتماعية باسلوب جيل الرعية الأول من الصحابة والتابعين واحيانا تعرض شرائط فيديو عن البوسة والهرسك مثلا او عن بعض المناظرات التى تتم بين الفكر الاسلامى والفكر العلمانى مثل المناظرة التى تمت فى معرض الكتاب الرابع والعشرون التى اشترك فيها من مؤيدى واصحاب الفكر العلمانى د0 فرج فوده " قبل اغتياله " ومحمد احمد خلف الله ، ومن اصحاب الفكر الاسلامى الشيخ محمدالغزالى ود ،ومحمد عماره والمستشار مأمون الهضيبى وأدار المناظرة د0 سمير سرحان ودارت المناظرة حول ايديولوجية الاسلاميين فى سياسة الحكم والاستدلال على فساد النظام الاسلامى فىحكم البلاد فى البلاد التى تحكم تحت راية الحكم ا لاسلامى ومع ذلك فالفساد فيها أكثر من غيرها ، والخروج من ذلك بأن الخلافة لم تفلح الا فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده ، وان الحكم الاسلامى لم يجد فى البلاد التىحكمت به ـ هذا من وجهة نظر أصحاب الفكر العلمانى ـ وتعرض أيضا مسرحيات داخل الندوات تستخدم فيها كل ادوات المسرح كلها تقول كلمة واحدة " الاسلام هو الحل " 0<br>من الشخصيات التى تقوم بتلك الندوات :<br>1ـ وجدى غنيم وهو من الاسكندرية وقد اعتقل اكثر من مرة منها بسبب التعرض لشخصيات سياسية ومنها بسبب الاساءة لدولة صديقة " اسرائيل " 0<br>2ـ د0 محمد سعيد حبيب استاذ بكلية العلوم ـ جامعة اسيوط<br>3ـ د0لا شين أبو شنب<br>4ـ د0 جمال عبد&nbsp; الهادى&nbsp; أستاذ تاريخ <br><br>الإخوان اليوم :<br>إن الاخوان اليوم يملكون امكانيات هائلة إذ أنهم قد أدارو دفتهم نحو النشاط الاقتصادى وإن كان يحمل فى طياته اتجاها تربويا يتمثل فى مدارسهم المنتشرة فى أماكن كثيرة ومتعددة وقد دخل الكثير منهم عالم أصحاب الملايين وأصبحوا يملكون الكثير من المؤسسات الاقتصادية التى تمارس كل أنواع النشاط الاقتصادى وأيضا انشطة تربوية وتعليمية ودور نشر وغير ذلك من نواحى النشاط المختلفة وأصبح شباب الاخوان يضعون أيديهم على كل أنواع النشاط الحرفى ولم يدعوا مجالاً إلا واشتركوا فيه سواء بأموالهم أو بأيديهم ممن لا يملكون رءوس أموال ،ها وقد استخدم الاخوان السلاح الاقتصادى هذا فى محاولة لاستقطاب الشباب المسلم وربطه بحركة الاخوان وايضا كان لموقف الاخوان من السادات واتفاقية " كامب ديفيد " أثره على موقف الاخوان بين التيارات الاسلامية فى مصر والدول العربية ،هذا ويمكن القول ان الاخوان قد خسروا كثيرا من وزنهم بين الاسلاميين بمواقفهم السابقة من السادات ومن الاحداث وساهموا بطرق غير مباشرة فى تقوية الجبهة المضادة لهم فى الوسط الاسلامى والتى يتزعمها التيار الجهادى 0<br>وخلاصة الامر ان هناك نظرية تقنع بها كثير من الاسلاميين فى مصر مؤداها ان المرحلة القادمة ليست مرحلة الاخوان وان عليهم ان يختاروا إما أن يكونوا تابعين لقيادة إسلامية جديدة أو يكونوا تابعين للحكومة 0<br>ويرد على ذلك المرشد السابق للإخوان عمر التلمسانى بقوله : إن السلف الصالح لا يرى ان يقاوم الحاكم بالسلام حتى ولو كان فاسقا او ظالما ، نحن ننكر هذه الناحية ولم يحدث فى يوم من الأيام أن بدأ الاخوان صداما نحن لسنا فى صراع مع أحد 0<br>وفى معرض اجابته على سؤال فيما لو رفضت الحكومة عودة الاخوان فى القضية التى تنظرها المحاكم المصرية ورفضت قيام حزب سياسى للاخوان المسلمين قال&nbsp; : أنا ادعو الى منهاج الاخوان فى اسرتى وأقاربى وقال أيضا كل الجماعات تتهم الإخوان بأنهم تركوا الجهاد وهم يفسرون الجهاد على أنه الصراع مع الحاكم 0<br>الجماعة الاسلامية الطلابية :<br>تمهيد : وهى التى تكونت داخل الحرم الجامعى حيث الشباب فى مرحلة تتميز ببعض الخصائص التى تجعلها تختلف فى طبيعتها عن مراحل الشخصية السابقة واللاحقة لمرحلة الشباب وتتمثل الخاصية الأولى فى أن فترة الشباب تتميز عادة بادينامية لسببين :<br>الأول يرجع إلى أن فترة الشباب عادة ما تكون هى الفترة الكائنة بين مرحلتى الاعداد والقيام بدور فعال فى بناء المجتمع ، ولذلك فغالبا ما تتميز ملامح الشخصية فى هذه المرحلة بالغموض لأنها ما زالت فى مرحلة التشكيل ، وهذا هو السبب فى امتلاء المرحلة بالعلماء والمفسرون والمحدثون والأصوليون والفقهاء من أنه ينبغى إعمال نصوص الشرع والتوثيق بينهما ولا يصح رفض بعضها ورده بالهوى والمزاج ولقد توعد الله المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين فأمنوا ببعضه وكفروا ببعض توعدهم سبحانه وتعالى بقوله : ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالصدع بالحق كله وعدم ترك بعضه بقوله ( فاصدع بما تؤمر ) واتباعا للنبى الكريم وتنفيذاً للتوجيه الربانى الحكيم سنصدع بما أمرنا الله به وسنبين شرع الله واحكامه التى ينكرها المقتسمون ويتهربون منها بدعوى ان الاسلام لا يقر العنف ولا يعترف به ،هكذا رأينا كيف يفكرون ويفسرون آيات الله تعالى ،ووفقا لوجهتهم فى تفسيرها تخضع أفعالهم ولذا فهم كما نرى ينفذون ما يفعلون دون ادنى تردد أو خوف من عاقبة او عقاب بل ويتوقعون دائما رد الفعل ، اذن فمفتاح التعامل معهم يكون من خلال تلك الافكار ولهذا لا يفيد ما يفعله النظام معهم وذلك بترك قضيتهم منظورة دائما امام وزارة الداخلية للتعامل معها ، لأن ذلك يؤكد ويدعم أفكارهم من حيث كونهم محاربين فى حين يرون أنفسهم رافعى راية الاسلام الحقيقى ولا يرضيهم ان يحارب الإسلام الذين يرفعون رايته 0<br>تنظيم الجهاد :<br>أما ثالث التيارات الإسلامية التى نتعرض لها بالدراسة فهو تنظيم الجهاد وتشير كلمة تنظيم كما عرضها فيما سبق ـ إلى نمط من الجماعة وهى الجماعة البيروقراطية عادة ـ هذا وقد اختلفت ظروف ظهوره على الساحة عن الجماعات الاخرى ومر بأحقاب تاريخية طويلة قد لا يعرف البعض عنها الكثير ولكنها أثرت بلا شك فى الصورة التى ظهر بها التنظيم بعد ذلك ، والذى أثر بدوره على الساحة السياسية فى مصر وعلى سير حركة التيار الاسلامى 0<br>نشأته :نشأ تنظيم الجهاد سنة 1958 على يد شاب يدعى " نبيل برعى " وكان يبلغ وقتها 22 عاما وحسب رواتيه فإنه قد عثر يوما ما على أحد كتب " ابن تيميه " على سور الأزبكية فى إطار إهتماماته بالكتب الدينية ، وما أن قرأ هذا الكتاب حتى أعجب بأبن تيميه وراح يبحث عن المجموعة الكاملة ، وإذا كان ابن تيميه ذلك العالم المجاهد الذى ترك ثروة فقهية وفكرية وإسلامية كبيرة والذى شارك بسيفه فى كفاح التتار وانتهى به الأمر ليموت فى سجن القلعة بسبب مواقفه السياسية والتى كانت غالبا لا ترضى الحكام ، ومن المفارقات هنا أن ذلك الشاب قد جاءت اهتماماته بفتاوى ابن تيميه الخاصة بالجهاد والتى كان ابن تيميه قد كتبها فى اطار جهاده ضد الصليبيين والتتار ، وكان من الممكن أن يهتم بالفتاوى الخاصة بالعبادات والمعاملات إلا أنه اهتم بالجهاد ، حيث إنه وجد أن أراء ابن تيميه عن تلك الحقبة مطابقة وملائمة لنفس الحالة التى يعيشها العالم الإسلامى&nbsp; أيام " البرعى " وأن الطريق الصحيح لتصحيح وتعديل مسار الإسلام لن يتم إلا عن طريق بعث فكرة الجهاد 0<br>وذلك من خلال تلك الفتاوى فى هذا العالم ، وبالتالى تحولت رسالته فى الحياة إلى اعادة بعث أفكار الجهاد 0<br>وذلك من خلال تلك الفتاوى فى هذا العالم وبالتالى تحولت رسالته فى الحياة إلى إعادة بعث أفكار الجهاد الخاصة " بابن تيميه " ومحاولة انقاذ العالم الإسلامى بالطريقة المثلى الجهاد وكانت الظروف الموضوعية تقود ذلك الشباب فى اتجاه واحد فالنظام الناصرى كان فى أوج دعايته فى ذلك الوقت ، فالسجون المصرية كانت تعج بالاخوان وغير الإخوان من عناص الاتجاه الاسلامى ، وبالتالى لم يجد أمامه وسيلة لتغيير الواقع المرفوض ـ من وجهة نظره ـ سوى الجهاد ولا حل الا العمل السرى المسلح ، هكذا انتهى التفكير به الى تكوين جماعة الجهاد واعدادها لإنقاذ الإسلام وبدأ يخطط ويستعد وأخذ يوزع نسخاً من كتب ابن تيميه على أصدقائه ووجد استجابة لدى عدد منهم وهكذا نشأت أول خلية من خلايا تنظيم الجهاد فى القاهرة سنة 1960 وبدأت تلك المجموعة فى نشر فكر الجهاد وترسيخه فىأذهان الكثيرين وبدأت الخلية تكبر شيئاً فشيئا ولكن ببطىء لأن المجموعة كانت فى بدايتها وقد ساعد هذا البطء فى ظهور التنظيم وترتيب مهام القيادات رغم عددها الذى كان صغيرا بالمقارنة مع الجماعات الأخرى 0<br>وقد شهد عام 1965 أحداثا درامية بين الاخوان المسلمين والسلطة السياسية وبالطبع لم تكن تلك الصدمات فى صالح الاخوان المسلمين وانتهت بسجون ومشانق مما أعطى رد فعل طبيعى لدى الشباب المتدين للنزح ناحية العنف من ناحية وللإيمان بصرورة العمل المباشر حتى لا يذبحون كل مرة كالخراف كما أن ذلك الصراع جعل أجهزة السلطة غافلة عن تلك المجموعة التى بدأت العمل خارج اطار الإخوان المسلمين مما أعطاها الكثير من حرية الحركة ، وبدأت جماعة الجهاد فى تلقف الشباب وبث أفكارها ونشاطها وتكوين المجموعات 0<br>ومن ناحية أخرى بدأ الشباب مع زيادة الضغط الحكومى على الجبهات الاخرى يتوجه الى الجهاد وبشكل مباشر ومع حلول عام 1968 أصبح للتنظيم كيان متميز عدديا وفكريا فى غياب رقابة السلطة المنشغلة بمطاردة الإخوان المنشغلين فى صد السلطة وبدأت فى تلك الفترة عناصر التنظيم فى جمع السلاح والتدريب عليه فى جبل المقطم ، وبشكل عسكرى واضح وأكدت أحدى الروايات أن التدريبات كانت تأخذ شكلاً جديا الى حد إصابة أحد أعضاء الجماعة أثناء التدريب واستمر الحال بتنظيم الجهاد فى التدريب والانتشار فترة طويلة دون أن يعارض أحد بشكل مباشر 0<br>وفى عام 1970 توفى جمال عبد الناصر وتولى أنورالسادات وانصب اهتمام الدولة فى ذلك الوقت على العديد من المشاكل الأخرى فلم تلتفت إلى الأنظمة الدينية ، ومنها تنظيم الجهاد الذى بدأت أفكاره تتبلور بشكل ملحوظ وأصبح لخلاياه آراء وضاحة وصريحة تكون مع آراء أعضاء التنظيم فى الخلايا الأخرى الخط العام الذى ينتهجه تنظيم الجهاد المصرى لكن كيف وصل فكر الجهاد الى داخل القوات المسلحة والذى نتج عن ذلك اغتيال السادات اثناء عرض عسكرى ؟<br>الاجابة على ذلك فهناك قصة تبدأ فى عام 1970 وفى أثناء حرب أكتوبر حيث قرر مجموعة من الجهاد التوجه إلى منطقة الدفرسوار لقتال اليهود الذين أحدثوا الثغرة فى صفوف الجيش المصرى فى تلك المنطقة وبالفعل توجهت تلك المجموعة لتنفيذ هذه العملية ومن خلالها تعرف هؤلاء الأعضاء على عدد من العسكريين أمثال " عصام الغمرى " وكان ضابطا برتبة ملازم أول فى ذلك الوقت وقد نال " الغمرى " وساما عسكريا لبلاءه فى خلال الحرب ، وتحولت صداقتهم له إلى إقناعه بفكرهم وانضم بذلك لتنظيم الجهاد ويؤرخ لإنضمامه على أنه ربما يكون هو ويبدو أن عام 1973 كان عام التغيير والظهور لتنظيم الجهاد ، فبالإضافة إلى انتشار أفكار التنظيم داخل القوات المسلحة فقد حضر فى نفس العام الدكتور صالح سرية وهو ضابط فلسطينى كان يعمل فى منظمة التحرير الفلسطينية ،ويبدو أنه جاء إلى مصر وهو يحمل أفكاره الخاصة عن الإسلام والجهاد 0<br>وبدأ الشاب الفلسطينى فى تشكيل عدد كبير من الخلايا ، والتى عرفت بتنظيم الفنية العسكرية واعتمد " صالح " فى تعاليمه ومبادئه على أفكار " ابن تيميه " و " سيد قطب " وبما أن مبادئه كانت تدعو للجهاد والمواجهة فى محاولة لتكوين حكومة إسلامية تكون من أقوى دول المواجهة مع العدو الصهيونى ، فمن الطبيعى أن يبدأ التنظيم فى التخطيط للمواجهة مع النظام ومن هنا ظهرت خطة الاستيلاء على " الفنية العسكرية " والتى تشمل السيطرة على الكلية وإعتبارها قاعدة خاصة لإنطلاق العملية العسكرية الشاملة ضد النظام إلا أن العملية قد فشلت وقت تمت محاكمة أعضاء هذا التنظيم وصدرت الأحكام بالإعدام على كل من الدكتور " صالح سرية " وكارم الأناضولى 0<br>كان ذلك فى 31 مايو 1975 وبهذه الأحكام لم يلبث ملف حادث الفنية العسكرية أن أغلق ولم يتوقف أحد ليدرس أبعاد ولا أعماق ما حدث ولم يقل أحد لماذا حدث ما حدث ؟ ولو حدث ذلك التوقف ، لكان من الممكن أن تنصرف عجلة التاريخ عنمسار أندفعت فيه وداست فى اندفاعها على الرئيس السادات نفسه ولكن كالعادة استنكر علماء الدين والاجتماع ما حدث ، ثم تحول كله إلى برقيات شجب وتأييد راحت تتدفق كالسيل وتصورالجميع بعد ذلك أنهم فعلوا ما عليهم 0<br>ففى إفتتاح ندوة عن تنظيم الأسرة قال وزير شئون الأزهر فى ذلك الوقت الشيخ عبد العزيز عيسى ، أن استدراج الشباب لمؤامرة الفنية العسكرية سببه أن الآباء لا يلحظون سلوك أولادهم ، ولذلك وقعوا فى شراك من لا دين لهم ، أى أن الأسرة هى السبب 0<br>وفى نفس اليوم قال أحد علماء الاجتماع لإحدى الصحف الصباحية اللوم يقع على رجال الدين الذين قصروا فى افهام الشباب أمور دينهم الصحيح ، أى أن رجال الدين هم السبب ، وراحت كل فئة تلصق التهمة بفئة أخرى لتنفيها عن نفسها ، فالمهم التهم لا الدافع ، العقاب لا التحليل والاستنتاج واستخلاص الدروس والنتائج ، كأن كل المطلوب هو غسل الأيدى من الشبهات لا أكثر ، عشرون ألف مسجد فى وقت واحد فى صلاة الجمعة بعد الحادث أجمع الخطباء والأئمة فيها على أن المؤامرة فاشلة والتنظيم مشبوه ، ثم دعوا بطول العمر للرئيس المؤمن محمد أنور السادات هكذا نامت الفتنة مؤقتا وتحت الرماد كانت جزور الفتنة لا تزال مشتعلة 0<br>وهكذا استمر انتشار وتغلغل أفكار الجهود وبدأت فى تكوين ما يشبه الخلايا المنفصلة فى تكوينها المتحدة فى أفكاره داخل المجتمع المصرى ومن تلك الخلايا التى تكونت بعد ذلك تنظيم محمد عبد السلام فرج " مؤلف كتاب الفريضة الغائبة " والذى يعتبر دستور عمل للتنظيم ـوحتى الآن ـ وذلك من مجموعة من الشباب التى كانت تتردد على مسجد " عمر بن عبد العزيز " حيث كان " محمد عبد السلام " يقوم بتدريس فقه الجهاد لهم 0<br>ثم تم تشكيل المجموعة الثانية من التنظيم عن طريق " طارق الزمر " وزوج شقيقته&nbsp; " عبود الزمر "&nbsp; وكان ضابطا برتبة رائد فى المخابرات الحربية أحد الأفرع الهامة فى القوات المسحلة وأصبح المخطط الاستراتيجى لهذا التنظيم كما اتضح فيما بعد 0<br>وامتد نشاط تلك المجموعة ليضم عناصر أخرى من جامعة القاهرة وكذلك من طلاب جامعة الأزهر ، واستمرت المجموعة فى التزايد باطراد والانتشار جغرافيا فى معظم أنهاء القاهرة ، وبدأت الخطوة الأولى فى تنفيذ برنامج&nbsp; تلك المجموعة التى اتفقت على الجهاد المسلح لمقاومة الحاكم ومحاولة القضاء عليه ، وكان يقوم بتدريب تلك المجموعة على السلاح طارق الزمر ، وفى ذات الوقت فإن الجماعة الإسلامية بالصعيد كانت قد نشأت فى بداية السبعينات على يد " صلاح هاشم " وقد قامت الجماعة منذ نشأتها من الأنشطة مثل طباعة الكتيبات الدينية وفصل البنين عن البنات فى مدرجات الجامعة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى مدن الصعيد والتصدى لدور اللهو وحانات الخمور وتعد المظاهرة التى قادتها الجماعة ضد زيارة شاه ايراه لمصر عام 1979 هى&nbsp; الأهم فى هذا الاطار وكانت قد انفصلت عن غيرها وتميزت فى نهاية 1978 حيث اختير ناجح ابراهيم عبد الله وهو طبيب امتياز كاميرا لها ، وكان أهم الشخصيات فى تلك الجماعة كرم زهدى ومحمد عصام درباله وحمدى عبد الرحمن عبد العظيم وطلعت فؤاد قاسم وغيرهم وقد امتد نشاطهم إلى مناطق الوجه القبلى وخاصة المنيا وأسيوط وقنا وأسوان 0<br>أغتيال السادات :<br>هذا ويقفز إلى ذهننا كيف تجمعت هذه الروافد ، وذلك لأنه من المعروف فى عالم التنظيمات السياسية عموما والاسلامية خصوصا أن توحيدها أو تجميعها ليس بالامر السهل ، فهل يرجع نجاح هذا التجمع الى وجود أسباب ذاتية فى تلك المنظمات تجعلها قابلة للتوحيد أو التجميع أم أن ذلك تم لأسباب موضوعية تتصل بطبيعة المرحلة أم الأثنين معا وفى الحقيقة أن الظروف التى كانت تمر بها البلاد من عام 1979 وحتى 1981 كانت عاملا هاما فى التوحيد والتجمع فالرئيس السادات يعقد اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل عام 1979 وما تلا ذلك وترتب عليه من تطبيع العلاقات كل ذلك وغيره كان عاملا استفزازيا لكل قطاعات الحركة الاسلامية وقتها 0<br>ولكن بالنسبة لتنظيم الجهاد فإن الأمر كان يعتبر طامة كبرى ن لأن معناه الوحيد عندهم هو خروج النظام السياسى ـ فى ذلك الوقت ـ على الإسلام حيث أنه لا يطبق الشريعة من ناحية ويزيد على ذلك التحالف مع أعداء الإسلام " اليهود " وبذلك يكون النظام من وجهة نظرهم " خائنا " وإذا كان الأخوان المسلمين قد رفضوا معاهدة السلام ، فإن عناصر الجهاد لم تكن تقنع بمجرد الرفض أو الشجب وهى الباحثة دوما عن مبررات للصدام والاستشهاد فكان من الطبيعى والحالة فى توتر مستمر أن تفكر العناصر الجهادية فى الصدام السريع مع النظام ، وكان من الطبيعى قطعاً أن تفكر قيادات الحركة فى ضرورة توحيد كل هؤلاء الذين يحملون الفكرة ، وهنا يأتى دور العامل الذاتى الخاص بطبيعة التكوين التنظيمى للجهاد وهو عامل تلاقى فى تلك اللحظة مع عامل الظروف الموضوعية هذا بالإضافة إلى أن مفهوم الجهاد فى الأصل حركة أكثر منه فكرة 0<br>وهنا تجمعت الروافد وتلاقت الأفكار والأهداف والقيادات وكانت باكورة هذا التلاقى اغتيال الرئيس السادات 0<br>وذلك على الرغم من أن خالد الإسلامبولى ـ المتهم الأول فى مقتل السادات وهو ضابط بالقوات المسلحة وقتها ـ قال بالتحقيقات أنه لم يتعرف على محمد عبد السلام فرج إلا قبل الحادث بستة أشهر وأنه " أى خالد " صاحب فكرة مقتل السادات وكان قصدى من وراء ذلك ردع أى حاكم لا يلتزم بكتاب الله <br>الإنتماءات الفكرية للجماعات الدينية :<br>لقد استمدت الحركة الإسلامية أيدولوجيتها من كتاب المفكر الإسلامى سيد قطب " معالم فى الطريق " وذلك من خلال عقد السبعينات وحتى الآن الذى استمد فكره ووجد ضالته من فكر المفكر الإسلامى " أبو الأعلى المودودى " وفى هذا النطاق لا بد أن نلاحظ أن بذور فكر " المودودى " الذى طرحها من خلال جماعته فى الهند بدأت تؤتى حصادها بحيث اتسعت المساحة حتى بدأت تغمر الحركة بفكر متوتر بدلا من الفكر الطبيعى المعتدل ومن ثم خلق فى صفوف الجماعة من حول " سيد قطب " ومن بعده جماعته ذلك التيار الجديد قيام الفصام الكامل مع الواقع ، وهو التيار الذى انطلق من فكر ولكنه تصاعد به اكثر فأكثر ، وهنا لا بد أن نضع أيدينا على نوع المماثلة بين الواقع والفكر ؟ لقد رأى المودودى فى القومية السياسية الهندية ذات الأغلبية الهندوكية الذى سيقضى الديمقراطية الاغلبية الهندوكية ـ على ذاتية الإسلام والتمييز الحضارى للمسلمين ، من ثم رأى فى هذه القضية وفى ديموقراطيتها وفى سلطة جماهيرها عدوانا على الحاكمية الإلهية 0<br>وقياسا على ذلك رأى سيد قطب فى القومية العربية التى قادها جمال عبد الناصر وفى ديموقراطيتها الموجهة وفى سلطة الجماهير التى استقطبها المشروع القومى الاجتماعى الناصرى ـ الخطر ـ الساحق على الإسلاميين فحكم بعدوان هذا المشروع بكل مكوناته وجميع توجهاته على الحاكمية الإلهية وقطع بفكره وجاهليته ومن هنا طغى على السطح مفهومين من أخطر المفاهيم التى أثرت وما زالت على فكر وعمل رافعى راية الاحياء الاسلامى وهما مفهومى الحاكمية الإلهية ومفهوم الجاهلية وسوف نعرض لهما بشىء من الايجاز 0<br>الحاكمية الإلهية :<br>لقد مرت علىالمسلمين قرون اختفى من واقعهم ومناقشتهم السياسية شعار الحاكمية حتى جاء المودودى فبعثه من مرقده وسلط عليه كل الاضواء ، وجعله محور كل الفكر الذى خرج به على الناس ، وذلك دون أن يكون خارجى المذهب ولا متعارضا مع الخوارج القدماء ولكن هذا الشعار قد أثار ولا يزال يثير فى واقعنا الاسلامى&nbsp; الراهن ما أثار فى الواقع الإسلامى القديم من غموض وليس شبهات 0<br>ومن هنا تأتى أهمية تبيان حقيقة موقف المودودى من هذه القضية المحورية بين القضايا المثيرة للجدل والخلاف فى صفوف الإسلاميين وغير الإسلاميين من المسلمين هذا ويرى المودودى أن الحاكمية فى الإسلام خالصة لله وحده ولا حظ للإنسان من الحاكمية وأن أساس النظرية السياسية فى الإسلام ان تنتزع جميع سلطات الأمر والتشريع من ايدى البشر منفردين ومجتمعين وخلافه الانسان عند الله لا يمكن ان تكون حاملة للحاكمية 0<br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br><br>الفصل الأول<br>فى تحديد مفهوم الدين<br>تمهيد : <br>لقد شهد التاريخ الدينى للبشرية منذ بدايتها ـ عديدا من الأديان والعقائد وألوانا من الملل والنحل ، ما بين سماوى منزل من عند الله وأرضى من وضع البشر ، ومن المسلم به أن بين هذه الأديان والعقائد تفاوتاً واختلافاً ، وأن هذا التفاوت أو الاختلاف قد يكون فى المصدر ، وقد يكون فى القيمة أو الهدف ، ولكنه ـ رغم هذا الاختلاف والتفاوت القائم بين هذه الأديان والعقائد فإن بينها&nbsp; ـ جميعاً ـ روابط تجمعها وقدرا مشتركا تلتقى عنده فى وحدة معنوية تنظمها 0<br>إنها جميعاً أديان وعقائد ولها أتباع يعتنقونها ويؤمنون بها ويدافعون عنها ، ويحاربون من أجلها ، بل إنهم على استعداد تام أن يموتوا فى سبيلها لأنها دين 0 <br>فما معنى كلمة دين : <br>ذلك أو ما يجب ان نعرفه ونحن ندرس هذا العلم الهام علم مقارنة الأديان ، لأن الحكم على الشىء فرع عن تصوره كما هو واضح ومعلوم ونحن فى الصفحات التالية نحاول التعريف بكلمة الدين فى مبحثين أحدهما لغوى نعتمد فيه على المفاهيم اللغوية 0 والثانى اصطلاحى نتناول فيه اشهر التعريفات التى ارتضاها علماء الأديان مع توضيح هذه التعريفات ومناقشتها لاختيار أنسبها وأقربها لموضوع الدين وحقيقته 0<br>المبحث الأول : عند علماء اللغة :<br>يذكر صاحب القاموس المحيط أن كلمة " دين " ذات صلة وثيقة بالمعانى الآتية :" الجزاء ، العبادة ، الطاعة ، الذل ، الحساب ، الداء ، القهر ، الغلبة ، الاستعلاء ، السلطان ، الملك ، الحكم ، السيرة ، التدبير ، التوحيد ، وجميع ما يتعبد الله به ، كما أنها تطلق على الملة والورع ، والحال والمعصية ، والقضاء بل وتتجاوز ذلك كله فتطلق على المواظب من الامطــار أو اللين منها " 1 0<br>ويقول الراغب الاصفهانى فى كتابه : مفردات غريب القرآن " فيما يقول فى مادة دين : " والدين يقال للطاعة والجزاء واستعير للشريعة والدين كالملة ، لكنه يقال اعتباراً بالطاعة والانقياد للشريعة 0<br>وفى كتاب " اساس البلاغة " يتحدث الزمخشرى عن كلمة دين فيقول : " ودنته بما صنع " أى جزيته ، كما تدين تدان ، ومنه يوم الدين والله الديان ، وقيل هو القهار من دان القوم إذا ساسهم وقهرهم ، فدانوا له ، ودانوه ، انقادوا له " 0<br>أما ابن فارس فى كتابه " مقاييس اللغة " فإنه يتحدث عن كلمة دين فيقول " إن هذه المادة ( الدال ، الياء ، النون ) اصل واحد اليه يرجع فروعه كلها ، وهو جنس من الانقياد والذل فها نحن نقف وجها لوجه امام حشد مضطرب من المعانى والاطلاقات التى وردت فى المعاجم ـ لكلمة دين ونحن ـ اذا استثنينا كتاب مقاييس اللغة ، نرى أن هذه المعانى ـ غالباً ما تكون متباعدة ومتناقضة ـ ايضاً ـ فالدين ـ كما رأينا ـ يطلق على العبادة والطاعة ، كما يطلق على المعصية والعادة ويطلق على الحكم والملك والسلطان كما يطلق على التذلل والخضوع إلى آخر ما رأيناه فيما جاء فى المعاجم اللغوية عن مادة ـ دين ـ فإذا تركنا المعاجم ورحنا نتلمس المعنى من خلال البحث فى اشتقاق هذه الكلمة واستعمالاتها اللغوية من هذا الجانب ، فإننا سنرى من وراء هذا الاختلاف الظاهر&nbsp; تقارباً شديداً بل صلة تامة فى جوهر المعنى إذ نجد أن هذه المعانى الكثيرة تعود فى نهاية الأمر إلى ثلاثة معان تكاد تكون متلازمة ، بل نجد أن هذا التفاوت اليسير بين هذه المعانى الثلاثة إنما يرجع ـ فى الحقيقة ـ إلى أن الكلمة التى يراد شرحها ليست كلمة واحدة بل إنها ـ من حيث الاشتقاق ـ ثلاث كلمات أو بتعبير أدق تتضمن ثلاثة أفعال بالتناوب لأنها تؤخذ أحياناً من فعل متعد بنفسه&nbsp; ( وأنه يدينه ) أو من فعل متعد باللام ( دان له ) أو من فعل متعد بالباء ( دن به ) وباختلاف الاشتقاق تختلف الصورة المعنوية التى تعطيها الصيغة 0<br>1ـ فإذا قلنا : ( دانه دينا ) عنينا بذلك أنه ملكه وحكمه وساسه ودبره وقبره وحاسبه وقضى فى شأنه وجازاه وكافأه 000الخ ، ففى هذا الاستعمال يدور على معنى الملك والتصرف والمحاسبة والمجازاة منه : " مالك يوم الدين " وفى الحديث " الكيس من دن نفسه أى حكمها وحاسبها "&nbsp; <br>2ـ وإذا قلنا : " دان له " أى أطاعه " وخضع له ، فالدين فى هذا المعنى إنما يدور على معنى الخضوع والطاعة والعبادة ، ومن الواضح أن المعنى الثانى ملازم للأول ، ومطاوع له دانه فدان له أى قهره على الطاعة فخضع وأطاع 0<br>3ـ وإذا قلنا " دان الشىء " كان معناه أنه اتخذه ديناً ومذهباً أى اعتقده أو اعتاده ، او تخلق به ، " فالدين على هذا هو المذهب والطريقة التى يسير عليها المرء نظرياً أو عملياً ، فالمذهب العملى لكل امرىء هو عادته وسيرته ، كما يقال : " هذا دينى وديدنى " والمذهب النظرى عنده هو عقيدته ورأيه الذى يعتنقه ومن ذلك قولهم ، " دينت الرجل " أى وكلته إلى دينه ولم أعترض عليه فيما يراه سائغاً فى اعتقاده 0<br>ولا يخفى ـ أن هذا الاستعمال الثالث ـ أيضاً ـ تابع للاستعمالين قبله ، لأن العادة أو العقيدة التى يدان بها لها من السلطان على صاحبها ما يجعله ينقاد لها ويلتزم باتباعها 0<br>وجملة القول فى هذه المعانى اللغوية أن كلمة الدين عند العرب تشير إلى علاقة بين طرفين يعظم أحدهما الآخر ويخضعه فإذا وصف بها الطرف الأول كانت خضوعاً وانقيادا واذا وصف بها الطرف الثانى كانت أمرا وسلطانا وحكما والزاما وإذا نظر بها إلى الرباط الجامع بين الطرفين كانت هى الدستور المنظم لتلك العلاقة أو المظهر الذى يعتريها 0<br>ومما سبق يتضح لنا أن كلمة ( دين ) كلمة أصيلة فى لغة العرب وليست معربة عن العبرية أو الفارسية كما يذهب الى ذلك بعض المستشرقين ومن سار على دربهم 0<br>وفى نهاية المطاف حول تعريف كلمة ( دين ) عند علماء اللغة نقرر أن الذى يعنينا من هذه الاستعمالات الثلاثة هو الاستعمال الثانى والثالث بصفة خاصة اذ ان كلمة ( دين ) التى يدور عليها البحث فى علم مقارنة الأديان لها معنيان لا غير ( احدهما ) هذه الحالة النفسية التى نسميها التدين ( وثانيهما ) تلك الحقيقة الخارجية التى يمكن الرجوع اليها ومعناها جملة المبادىء التى تدين بها أمة من الأمم اعتقاداً أو عملاً وهذا المعنى هو الأكثر والأغلب&nbsp;&nbsp; <br>أما كلمة ( ملة ) فهى عند الفيروز أبادى فى القاموس المحيط تعنى الشريعة أو الدين ، وتملل ، وامتل دخل فيها ، ويقول الراغب الاصفهانى : " الملة ـ بالكسر ـ كالدين ، وهو اسم لما شرع الله لعباده على لسان الأنبياء ، ليتوصلوا به إلى جوار الله ، ثم يقول والفرق بينها وبين الدين أن الملة لا تضاف إلا إلى النبى الذى تسند إليه ، نحو " ملة إبراهيم " "ملة آبائى " ولا تكد توجد مضافة إلى الله ولا إلى آحاد أمة النبى ، ولا تستعمل إلا فى حملة الشرائع دون آحادها ، لا يقال ملتى وملة زيد ولا يقال : ملة الله ، كما يقال دين الله ودين زيد ، ولا يقال : الصلاة ملة ، وأصل الملة من أمللت الكتاب 0<br>أسباب نشأة الفرق :<br>هناك أسباب متعددة أدت إلى نشأة الفرق منها ما هو داخلى من البيئة الإسلامية ومنها ما هو خارجى من عنصر أجنبى لكن هذه الأسباب تفاعلت فيما بينها حتى كانت سبباً فى تفرقة المسلمين :<br>الأسباب الداخلية :<br>1ـ العصبية القبلية : <br>تعتبر العصبية القبلية من أهم الأسباب الداخلية التى أدت إلى اختلاف المسلمين وتفرقهم بل هى جوهر الخلاف الذى مزق شمل الأمة 0وقد حارب الاسلام العصبية القبلية فى نصوص كثيرة من القرآن والسنة قال تعالى : " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الهل اتقاكم " <br>وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من دعا إلى عصبية " <br>وقد اختلفت العصبية فى عصر رسول الله صلى الله عليه&nbsp; وسلم واستمر اختفاؤها إلى عصر الخليفة الشهيد عثمان بن عفان ثم انبعثت فى آخر عهده قيمة عنيفة وكان لانبعاثها اثر فى الاختلاف بين الأمويين والهاشميين أولاً ثم بين الخوارج وغيرهم بعد ذلك&nbsp; 0<br>2ـ الجهل بالدين :<br>نشأ الاختلاف والتفرق بين المسلمين بسبب الجهل بحقيقة الدين ومما يؤكد أن الجهل بحقيقة الدين كان سبباً من أسباب تفرق المسلمين ما روى عن ابراهيم التميمى أنه قال : خلا عمر رضى الله عنه ذات يوم فجعل يحدث نفسه : كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد ؟ فأرسل إلى ابن عباس رضى الله عنهما فقال : كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد وقبلتها واحدة وكتابها واحد ؟ قال : فقال ابن عباس يا أمير المؤمنين إنما أنزل علينا القرآن فقرأناه وعلما فيما أنزل وانه سيكون بعدنا أقوام يقرآون القرآن ولا يدرون فيما نزل فيكون لكل قيم فيهم رأى فإذا كان كذلك اختلفوا&nbsp; <br>وفى ذلك يقول الشاطبى : ما قاله ابن عباس رضى الله عنهما حق لأنه إذا عرف الرجل فيما نزلت الآية أو السيرة عرف مخرجها وما قصد بها فلم يتعد ذلك فيها ، وإذا جهل فيما أنزلت احتمل النظر فيها أوجها ، فذهب كل انسان مذهبا لا يذهب اليه الآخر وليس عندهم من الرسوخ فى العلم ما يهديهم الى الصواب ، فلم يكن من بد من الأخذ ببادى الرأى ، أو التأويل بالتخرص الذى لا يغنى عن الحق شيئاً إذ لا دليل عليه من الشريعة فضلوا وأضلوا 0 <br>وهذا نجده واضحا جليا عند الخوارج حيث لم يفهموا كلام الله تعالى فهما صحيحا وانطلقوا الى آيات انزلت فى الكفار فجعلوها على المؤمنين&nbsp; ، ولقد عرف السلف رحمهم الله ما للجهل بالدين من اثر بالغ فى اختلاف الأمة فحذروا منه وجاهروا فى قطع أسبابه 0<br>ومن أهم الأسباب التى تؤدى إلى الجهل بالدين والذى يؤدى إلى التفرق والاختلاف أن يعتقد الإنسان فى نفسه&nbsp; أو يعتقد فيه أنه من أهل العلم والاجتهاد فى الدين ولم يبلغ تلك الدرجة فيعمل على ذلك ويعد رأيه رأيا وخلافه خلافاً 0<br>3ـ اتباع الهوى :<br>واتباع الهوى هو أهل الزيع والضلال وسيف الفرقة والاختلاف فهو سبيل المشركين وطريقهم ، لهذا قال الله تعالى :" ان يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس "&nbsp; ، وقال تعالى : " أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم "&nbsp; ، واتباع الهوى أصل كل شر وفتنة وبلاء فيه كذبت الرسل وعصى الرب وحلت العقوبة ودخلت النار 0<br>ولهذا كان السلف يقولون : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى فتنه هواه وصاحب دنيا أعجبته دنياه&nbsp; 0<br>وقد كان السلف رحمهم الله يسمون أهل البدع والآراء المخالفة للسنة بأهل الأهواء وذلك لأنهم تركوا الكتاب والسنة وجعلوا معولهم عقولهم وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما أهل البدع فهم أهل الأهواء والشبهات يتبعون الظن وما تهوى الأنفس ، ولقد جاءهم من ربهم الهدى فكل فريق منهم قد أضل لنفسه أصل دين وضعه أما برأيه وقياسه الذى يسميه عقليات وأما بذوقه وهواه الذى يسميه ذوقيات واما بما يتأوله من القرآن ويحرف فيه الكلم عن مواضعه ويقول انه انما يتبع القرآن كالخوارج وأما بما يدعيه من الحديث والسنة ويكون كذبا وضعيفاً كما يدعيه الروافض من النص والآيات ، وكثير من يكون قد وضع دينه برأيه أو ذوقه يحتج من القرآن بما يتأوله غير تأويله ويجعل ذلك حجة على رأيه كالجهمية والمعتزلة فى الصفات والأفعال&nbsp; 0<br>ومما يدل على أن اتباع الهوى كان له دور كبير فى ظهور الاختلاف والتفرق بين المسلمين ما ورد أنه لما بلغ عمر بن عبد العزيز ان فلان وفلانا نطقا فى القدر فارسل اليهما وقال : ما الامر الذى تنطقان به ، فقالا هو ما قاله الله يا أمير المؤمنين ، قال : وما قال الله تعالى : قال : هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا "&nbsp; ، ثم قال : " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا " ثم سكتا فقال عمر : اقرأ : فقرأ حتى بلغا&nbsp; : ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وما تشاءون إلا ان يشاء الله " الى آخر السورة قال&nbsp; : كيف تريان يا بنى الأتانة تأخذان الفروع وتدعان الأصول&nbsp; 0<br>4ـ ظهور الجدل فى الدين :<br>لقد كان الجدل فى الدين سبباً فى ضلال الأمم السابقة ، لذلك حذر النبى صلى الله عليه وسلم منه ، فقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن نقرأ كان جلوسا باب النبى صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم الم يقل الله كذا وكذا وقال&nbsp; بعضهم : ألم يقل الله كذا وكذا فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج كأنما نقىء فى وجهه حب الرجال فقال : بهذا أمرتم 11 أو بهذا بعثتم ؟ أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، انما ضلت الامم قبلكم فى مثل هذا انكم لستم مما ههنا فى شىء انظروا الذى أمرتم به فاعملوا به والذى نهيتم عنه فانتهوا "&nbsp; 0<br>وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتو الجدل ، ثم تلا قوله تعالى : " ما ضربوا لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون " 0<br>ولقد امتثل الصحابة والسلف الصالح رضى الله عنهم أمر النبى صلى الله عليه وسلم فلم يتجاوزا فى الدين ولم يجادلوا وحذروا المسلمين المراء والجدل وأمروهم باتباع سنة النبى صلى الله عليه وسلم 0<br>قام معاوية رضى الله عنه خطيباً فقال : " أما بعد فانه بلغنى أن رجلا منكم يتحدثون بأحاديث ليست فى كتاب الله ولا تعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك جهالكم " <br>وقال الامام أحمد رحمه الله " وعليكم بالسنة والحديث وما ينفعكم وأياكم والخوض والمراء " <br>ولكن لما بعد العهد وقع الناس فى الجدل ولم يلتزموا منهج السلف فتفرقوا فرقا واحزاباً وخالف بعضهم بعضا وتمسكت كل فرقة بحجج وشبه وناظرت من تخالفهما 0<br>وفى ذلك قول عمر بن قيس : قلت للحكم ابن عقبة : ما أضطر الناس الى الاهواء قال : الخصومات 0<br>د ـ الخلافات السياسية : <br>وقعت فى الأمة الاسلامية خلافات سياسية وفتن وحروب كان لها أكبر الأثر فى اختلاف المسلمين وظهور الفرق ، فبعد مقتل عثمان رضى الله عنه افترق المسلمون بين مطالب بدمه وبين ثائر عليه ويوقع لعلى رضى الله عنه بالخلافة ، وقام عليه المطالبون بدم عثمان ، وكان أول ما وقع من خروج طلحة والزبير وعائشة ومحاربتهم لعلى فى موقعة الجمل وانهزامهم امام على ثم قتل طلحة والزبير 0<br>ثم بعد هذا حصلت موقعة صفين بين على ومعاوية رضى الله عنهما وعلى أثر هذه الموقعة خرجت الخوارج وهى المسارقة التى قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : تمرق مارقة على حين فرقتى من المسلمين بقتلهم أولى الطائفتين بالحق وكان مروقها لما حكم الحكمان وعلى أثر ذلك أيضا خرجت بدعة التشيع <br>فهاتان البدعتان بدعة الخوارج وبدعة الشيعة حدثتا فى ذلك الوقت لما وقعت الفتنة 0<br>ثانياً : الأسباب الخارجية :<br>ونعنى بالاسباب الخارجية اى النابعة من خارج البيئة الاسلامية وكان لها اكبر الأثر فى نشأة الخلاف بين المسلمين وظهور الفرق ، ويتمثل ذلك فى دخول بعض أصحاب الديانات القديمة فى الاسلام كالفرس واليهود والنصارى ، ولا يشك باحث فيما لهذه الأديان من أثر فى ظهور التفرق والاختلاف فى الأمة الاسلامية ، وفيما يلى نذكر بايجاز ما كان لهذه الأديان من أثر أدى إلى تفرق المسلمين وظهور الفرق فى المجتمع الاسلامى 0<br>1ـ الأثر الفارسى :<br>لقد كان للأثر الفارسى تأثيره منذ وقت مبكر فى ظهور الانحراف العقدى فى البيئة الاسلامية ، فقد كان الفرس على سعة من الملك وعلو اليد على جميع الأمم وجلاله الخطير فى أنفسهم حتى أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء وكانوا يعدون سائر الناس عبيداً لهم فلما امتحنوا بزوال دولتهم على أيدى العرب وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطرا تعاظمت الأمم وتضاعفت لديهم المصيبة وراموا كيد الاسلام بالمحاربة فى أوقات شتى ففى كل ذلك يظهر الله سبحانه وتعالى الحق فرأوه أن كيده على الحيلة أنجح فأظهر قوم منهم الاسلام واستمالوا أهل التشيع باظهار محبة آل البيت واستشفاع ظلم على رضى الله عنه ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الاسلام فقوم منهم أدخلوهم إلى القول بأن رجلا ينتظر يدعى المهدى عنده حقيقة الدين اذ لا يجوز أن يؤخذ الدين من هؤلاء الكفار اذ نسبوا أصحاب رسول الله ( ص ) الى الكفر&nbsp; وقوم خرجوا الى نبوة من ادعوا له النبوة وقوم سلكوا بهم مسلك القول بالحلول وسقوط الشرائع ، ومن هذه الاصول الملعونة حدثت الاسماعيلية والقرامطة وهما طائفتان مجاهرتان بترك الاسلام جملة قائلتان بالمجوسية المحضة ثم مذهب مزدك الذى كان على عهد أنوشروان ملك الفرس وكان يقول بوجوب تقاسم الناس فى النساء والأموال 0<br>أحدث الفرس فى الاسلام الحوادث التى تؤذن بهلاك الاسلام ولولا أن الله تعالى وعد نبيه (ص) أن ملته وأهلها هم الظاهرون الى يوم القيامة لا يبطلوا الاسلام ، قال (ص) : " لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون " 0<br>2ـ الأثر اليهودى :<br><br>لقد ظهر أثر اليهود واضحا بدخول عبد الله وهو المعروف بابن السوداء فى الاسلام فهو رجل يهودى احترقت احشاؤه من نصر الله تعالى للمؤمنين فاصطنع الاسلام وهو يضمر أن يكيد له ولهذا الرجل شرور كثيرة أحدث بها الخلاف والتفرق بين أمة المسلمين ومن هذه الشرور أنه :<br>أولاً : أحدث القول بوصية رسول الله (ص) لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه بالامامه فعلى وصى رسول الله&nbsp; (ص) وخليفته على أمته من بعده بالنص 0<br>ثانياً : كان أول من أحدث القول بأن عليا رضى الله عنه لم يقتل وانه لا يزال حيا وانه يسكب السحاب وان الرعد صونه والبرق سوطه وان فيه جزءا الهيا 0<br>ثالثاً : كان اول من أحدث القول برجعة على رضى الله عنه الى الدنيا بعد موته وبرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا 0<br>وأكثر هذه القضايا مأخوذ من اليهودية التى كان يتعارفها قومه يومئذ ومن هذه الآراء الفاسدة التى نفثت سمها عبد الله بن سبأ هذا تفرعت آراء كثي من الفرق ، وهو الذى أثار فتنة أمير المؤمنين ذى النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه وما زال يزكى لهيبها ويجمع لها حتى قتل الخليفة المظلوم وكان له اتباع كثيرون 0<br>وظهر الأثر اليهودى فى عدة جوانب من الانحرافات العقدية التى ظهرت فى المجتمع الاسلامى فالشيعة فى أصلها فى كثير من عقائدها يهودية خالصة وهذا أمر تكاد تجمع عليه المصادر العلمية ويعترف به كبار علماء الشيعة المتقدمين كالقى وسعد بن عبد الله الاشعرى ، والتيختى والحسن بن موسى بن محمد التبختى والكشى محمد بن عمر ابو عمر الكشى <br>فالقمى والتوبتجى ذكرا : ان اصل الرفض مأخوذ من اليهودية وان عبد الله بن سبأ كان أول من أظهر الطعن فى أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهما 0<br>وأما الكشى فقد ذكر أن ابن سبأ كان يدعى النبوة ويزعم ان عليا رضى الله عنه هو الله تعالى كما أن عقيدة التشبيه التى ظهرت فى صفوف الشبيه كان مصدرها يهوديا ، قال الرازى : اعلم أن اليهود اكثرهم مشبه وكان بدء ظهير التشبيه فى الاسلام من الروافض 0<br>3ـ الأثر النصرانى :<br>لقد كان النصارى اصحاب فلسفة ولهم عناية كبيرة الجدل فى العقائد وقد وصل تأثير معتقداتهم الى المسلمين لأن كثيرا منهم دخلوا فى الاسلام وهم يضمرون الحقد عليه وعلى أهله فأظهروا الاسلام وبطنوا الكفر وانتقلت معهم الى البيئة الاسلامية أفكارهم ومعتقداتهم التى وصلت الى المسلمين عن طريق مخالطتهم ومناقشاتهم والاتصال الشخصى بهم 0<br>وتشير المصادر القديمة الى ان القدرية قد اخفوا قولهم فى القدر عن النصرانية ، يقول ابن تبامه : اول من تكلم فى القدر رجل من اهل العراق كان نصرانيا فأسلم 0<br>ويقول المقزيزى : كان أول من قال بالقدر فى الاسلام معبد الجهنى وكان يجالس الحسن بن الحسين البصرى ، فتكلم فى القدر بالبصرة وسلك أهل البصرة مسلكه لما رأوا عمر بن عبيد ينتحله وأخذ معبد هذا الرأى عن رجل من الأساورة يقال له : أبو يونس سنسويه الأسوارى 0<br>ولقد تأثرت المعتزلة بالفكر النصرانى ، يقول الشهرستانى عن أحمد بن خايط&nbsp; وهو زعيم فرقة المعتزلة تنتسب اليه وتسمى الخابطية ـ زعم ابن خليط ان المسيح تدر بالجسد الجسمانى وهو الكلمة القديرة المتحدة كما قالت النصارى ، وقال أنه يرى اثبات حكم من احكام الالهية فى عيسى عليه السلام موافقة للنصارى على اعتقادهم ان المسيح هو الذى يحاسب الخلق فى الآخرة <br>وقد ظهر اثر النصرانية واضحا فى التصرف وخاصة فى قول الصوفية بوحدة الوجود والحلول والاتحاد والعشق الالهى 0<br>قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ومن قال من ضلال المسلمين ان الرب يتحد او يحل فى الانبياء والاولياء فقوله من جنس قول النصارى فى المسيح 0<br>4ـ الأثر اليونانى :<br>لقد كان لحركة الترجمة ودخول الفلسفة اليونانية الى بلاد المسلمين أكبر الأثر فى ظهور الاختلاف والتفرق فى الأمة الاسلامة فقد إذا الفكر الفلسفى اليونانى الفكر الاسلامى وكثرة الاتجاهات والمنازع الفلسفية فى محيط الفكر الاسلامى فظهر الاتجاه الأرسطى فى فكر ابن رشد الحفيد والاتجاه الأفلاطونى عند أبو البركان البغدادى&nbsp; والاتجاه الأفلاطينى عند كل من الفارابى وابن سينا وتمثل الاتجاه الفيثاغورثى فى مدرسة أخوان الصفا 0<br>يقول الشهرستانى بعد أن ذكر عددا كبيراً من الفلاسفة المنتسبين إلى الاسلام قد سلكوا كلهم طريقة ارسطاطاليس فى جميع ما ذهب اليه وانفرد به سوى كلمات يسيره ربما رأى فيها رأى أفلاطون والمتقدمين&nbsp; وهذا الاشتغال بالفلسفة اليونانية فظهر التفوق والاختلاف وذلك لأنهم تركوا الاعتصام بكتاب الله فلا بد ان يختلفوا ويتفرقوا 0<br><br><br><br><br>5ـ الأثر الهندى : <br>وقد ظهر هذا الأثر واضحاً جليا عند المتصوفة لذلك نجد البيرونى ينسب الصوفية إلى الهنود لوجود شبه كبير بين مظاهر التصوف وما ورد فى الكتب الهندية القديمة ويؤيد ذلك الدكتور النشار حيث يرى أن العقائد الهنديرة كان لها أثرها فى التصوف ، وأيضا الاستاذ أبو العلا عفيفى الذى يقول : كان للتصوف الهندى أثره فى بعض نواحى التصوف الاسلامى خاصة ما يتصل منها بالطقوس الدينية والرياضيات الروحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tork.3oloum.com
 
الفرق والمذاهب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشيخ احمد العربى ترك  :: الشيخ احمد :: مؤلفات الشيخ ومقالاته-
انتقل الى: